ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 09/08/2012 Issue 14560 14560 الخميس 21 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

غياب فرص الحل السلمي للأزمة السورية!

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تشارلز جلاس:

أصدرت جماعات المعارضة السورية مؤخراً نداءين متعارضين للمجتمع الدولي. ففي يوم السبت 28 يوليو طالب المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي بتسليح الثوار بصورة أفضل وأحدث لمحاربة نظام حكم بشار الأسد. وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري في مؤتمر صحفي بأبوظبي «نريد أسلحة تستطيع إيقاف الدبابات والطائرات المقاتلة» التي يستخدمها بشار الأسد. وقبل ذلك بيومين طالبت جماعة سان إيديجيو في روما التي تمثل 10 منظمات معارضة سورية المجتمع الدولي بمساعدة سورية بطريقة مختلفة، حيث طالبت المجتمع الدولي إجبار كل من الحكومة والمعارضة في سورية على التوصل إلى حل سلمي للصراع. وقال البيان المشترك للمنظمات العشر «لا نستطيع قبول تحول سورية إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية. نحن نؤمن بأن المجتمع الدولي يمتلك القوة والقدرة على إيجاد الإجماع اللازم لكي يكون هناك حل سياسي لهذه الأزمة المأساوية، على أساس فرض إطلاق النار على جانبي الصراع وإلزام الحكومة السورية بسحب قواتها من المدن وإطلاق سراح جميع المعتقلين والمخطوفين وعودة اللاجئين إلى بيوتهم وتقديم المساعدات العاجلة للضحايا وإجراء مفاوضات عالمية لا تستبعد أي طرف وإطلاق عملية تكتمل بتحقيق مصالحة وطنية حقيقية قائمة على أساس العدل».

إذن فالعالم يواجه خيارا ليس بين المعارضة ونظام بشار الأسد ولكن بين معسكرين من المعارضة. أحد المعسكرين يطالب بالتدخل العسكري الدولي لكي يتمكن من إسقاط نظام الحكم. والثاني يسعى إلى تحقيق التغيير السياسي في سورية من خلال العصيان المدني والحوار ورفض التدخل العسكري الأجنبي.

هذا الصراع الدائر في سورية بدأ كتمرد سلمي ثم تحول إلى ثورة شعبية. وأدى القمع العنيف من جانب السلطات السورية للمتظاهرين السلميين إلى اتجاه بعض المتظاهرين لحمل السلاح من أجل الدفاع عن حقهم في الاحتجاج والمطالبة بالتغيير. كان المسلحون أقلية بين أغلبية المناوئين لحكم بشار الأسد. ولم يكن المسلحون مستعدين لترك الثورة تفشل. في الوقت نفسه فإنهم أصبحوا أكثر قوة بفضل نجاحاتهم على الأرض ودعم العديد من الدول لهم.

ومع تزايد عدد الضحايا سيطر دعاة الحل العسكري على كلا الجانبين الحكومة وجماعات المعارضة. كانت المعارك في البداية مركزة في المناطق الحدودية حيث يمكن للثوار الحصول على الدعم الخارجي بسهولة من تركيا والأردن ولبنان ثم انتشرت منها إلى باقي أنحاء سورية. وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة أصبحت دمشق وحلب مسرحا للصراع الدامي بعد أن ظلت المدينتان خارج دائرة المواجهة لأن سكانها إما يؤيدون نظام حكم بشار أو يعارضونه دون اللجوء إلى السلاح.

ويقدم رجال مخابرات غربيون مقيمون في تركيا ولبنان المشورة للثوار الذين نجحوا في الاستيلاء على الضواحي المعزولة للعاصمة دمشق. واستخدم نظام بشار الأسد كل ما لديه من وسائل لإخراج الثوار من هذه الأحياء واستعادة السيطرة عليها. وأصبحت مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية وثاني أكبر مدنها بعد دمشق الهدف التالي للثوار.

يستخدم الثوار نفس التكتيك حيث يحتلون الضواحي والأحياء المعزولة و يتخدونها معاقل لهم ويتركها السكان في الوقت الذي يأتي النظام الحاكم بقواته المسلحة من المشاة والمدرعات والقوات الجوية لاستعادة «النظام» في المدينة. في الوقت نفسه تقدر الأمم المتحدة عدد النازحين من سورية بحوالي 150 ألف سورية إلى جانب أكثر من 20 ألف قتيل من الجانبين ولكن أغلب الضحايا من المدنيين الذين أوقعهم حظهم العاثر في ساحة المواجهة بين الثوار والقوات الحكومية الذين يلعنون جانبي الصراع.

كيف وصلت سورية إلى هذه المرحلة؟ وإلى أين تتجه؟ لا يمكن لأي طرف من طرفي الصراع الادعاء بأنه يمتلك الشرعية الشعبية أو أنه منتخب من جانب الشعب. السوريون لم ينتخبوا بشار الأسد في انتخابات نزيهة عندما ورث السلطة عن والده الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان يتعامل مع سورية باعتبارها إقطاعيته. الأمر نفسه ينطبق على الجيش السوري الحر المرتبط بالمجلس الوطني السوري وكلاهما غير منتخب أيضا. توجد حروب وتوجد حروب أهلية. وقبل انسحاب ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر من سورية أعلنت أن سورية في حالة حرب أهلية. لا يعترف الجيش السوري الحر ولا الحكومة السورية ببعضهما البعض. كل منهما يرفض الحديث مع الآخر. والمؤيدون الخارجيون يشجعون الطرفين على مواقفهما.

بالنسبة للأطراف الخارجية الذين لن تكون بلادهم رقعة شطرنج لهذه اللعبة الدامية فإن الحرب تحقق لهم مكاسب سياسية أكثر من الطريق الصعب للمفاوضات والحلول الوسط. أيهما أكثر فائدة لسورية ولمدنيتها واقتصادها والعلاقات الصحية بين مكونات الشعب، هل الحرب الأهلية كما حدث في إسبانيا ولبنان ويوغوسلافيا السابقة أم النموذج الذي قدمه نيسلون مانديلا في مواجهة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا؟ وفي أيرلندا الشمالية انتهت الحرب الأهلية عندما تخلى كل من بريطانيا والجيش الجمهوري الأيرلندي عن الكبرياء الذاتي واختاروا التفاوض بجدية بدلا من الاعتماد على القوة.

يقول النظام السوري إن المتمردين يحصلون على الدعم الخارجي والمال والسلاح. والمعارضة تقول إن أيدي النظام ملطخة بالدماء. إلى من يمكن أن يتحدثا إذا لم يتحدث كل منهما إلى الآخر؟ كل طرف يدعي أنه يحارب من أجل سورية. والمطلوب هو ترك خداعهما وإجبارهما على الجلوس معا بحيث تضغط روسيا على الأسد لكي يجلس على مائدة التفاوض وتضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها على المعارضة من أجل الهدف نفسه. هل هذا الخيار لا يبدو واقعيا أو أقل فائدة لسورية من خيار الحرب؟

لنستمع لحظة إلى هؤلاء الأشخاص الذين وقعوا بيان روما وبينهم ميشيل كيلو الكاتب المحترم الذي سجن في أيام الرئيس السابق حافظ الأسد ممثلا للمنتدى الديمقراطي. عندما عاد إلى سورية بعد سنوات من المنفى تم سجنه مرة أخرى. ومع ذلك فهو يدعو إلى عدم العنف ويعتقد أن ذلك سيحمى حلب والمدن الأخرى من الدمار. وهناك أيضاً رياض درار من التيار الإسلامي الديمقراطي. منذ خمس سنوات تم سجنه بتهمة إثارة النزاعات العرقية ونشر أخبار كاذبة. لكن السجن لم يجعله يتبنى العنف. هاتان الشخصيتان ومعهما آخرون من الموقعين على البيان لهم مصداقية لدى الشعب السوري أكثر من أتباع المعارضة والحكومة. تضمن البيان جملة واحدة كان لها صدى كبير لدى السوريين الذين فروا من منازلهم أو الذين فقدوا أحباءهم في القتال الدائر وتقول «الحل العسكري جعل الشعب السوري رهينة ولا يقدم أي حل سياسي قادر على الاستجابة لطموحات الشعب الحقيقية».

* (الجارديان) البريطانية

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة