ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 15/08/2012 Issue 14566 14566 الاربعاء 27 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كثيرٌ هو الجدل حول قضية التعدُّد، وإذا كانت البشرية في أول بناء لها حصرت في رجل واحد وأنثى واحدة، مع أنّ الله سبحانه وتعالى بمقدوره أن يخلق لآدم عليه السلام مئة حواء، فكيف فتح الباب على مصراعيه، لأسباب لا تتعدّى الحد من العنوسة، وامرأة واحدة لا تكفي، وغالباً التعدُّد يميل بكفته لصالح الرجل، فماذا عن المرأة؟ والأبناء؟

في تحقيق صحفي سابق كان لي حوار مطوّل مع أزواج وزوجات سأورد أهم ما جاء فيه، مما قالته زوجات المعدِّدين: «رضيت رغمًا عني من أجل الأبناء، هو شرع الله والرجل لا يفكر إلاّ في نفسه»، «أعطي نسبة حصولي على حقي 5% مما أحتاجه فعلاً من زوجي فالعاطفة والاحتواء والحوار أمور جوهرية لا تستغني عنها المرأة، وإذا حصلت عليها قد تغضّ الطرف عن تقصير أكبر إلاّ أنّ هذه الحاجات يصعب تحقيقها في ظل وجود أنثى تشاركني ذات الرجل» ، «للرجل حق التجديد دون النظر للآثار المترتبة على تدميره لشخصية أنثى تعرّف معها على تجربته الأولى وبعدها يبحث عن حقول تجارب لخبراته! فهي نزوة ولو كان الشرع يجيزها فإنّ الرجل استغلّها ولا يجد من يردعه»، «أشعر بالظلم والدونية وقصة أنّ العدل في المبيت والنفقة لا تكفي، فالدين لا يتعارض مع العقل وحاجاتي أكبر من ذلك».

في حين كانت إجابات الرجال متشابهة وأغلبهم يعتقد أنه عادل وزوجاته راضيات!

أما الأبناء فقد كان وجعهم وشعورهم بالغيرة من أبناء الزوجة الثانية يذكِّرني بقصة يوسف عليه السلام بسيناريو مختلف، وعجز الأب واضح لإدارة أبوّته في مثل ذاك الوضع، ومنهم من يحمل مشاعر خطيرة تجاه والده!

أما الآثار التي تحدّث عنها الدكتور علي شراب فأهمها وأخطرها: «إن كانت الزوجة تعرف مسبقًا فذلك يجعلها في قبول ظاهري أما في حالة عدم معرفتها تقع غالبًا الكوارث، وردود أفعال الزوجة ذات الطبيعة المكبوتة التي لا تعبّر عن رأيها هي الأكثر معاناة ولا يعلم مداها إلاّ الله، فهي تعاني من الرفض المكبوت ويمكن أن تصل إلى الكآبة، وفي الحالات الأصعب تصل إلى حالة الفصام والجنون فيصبح لها دوران وشخصيتان، وفي الأحوال العادية يكون انفعال وسلوك مقاوم للزوج ورفض طلباته والسخرية لمكايدته وإشعاره برفضها ولقهره والانتقام منه».

أما ادعاء الزوج بأنّ كل شيء على ما يرام، فقد قال عنه: « فالزوج الحساس ينعكس عليه سلوك زوجته فيشعر بالألم والقلق والتوتّر والتردُّد، والنوع المقاوم والعنيد يتظاهر بعدم اهتمامه أو إهماله أو يسخر من مواقفها، وهنا دلالة على ضعف عالمه الداخلي، وهنا يفقد الزواج معناه الحقيقي من المودة والرحمة والتواصل والتقبُّل.»

التعدُّد يحتاج إلى مراجعة إنْ بقي بذات الحال، وإنْ تعذّر أحدهم بأنّ رسولنا عليه الصلاة والسلام مُعدِّد، فسأكتفي بقول إحدى زوجات معدِّد: «امنحوني زوجاً يقتدي بالرسول فكريًا ونفسيًا وجسديًا وأنا على استعداد لأكون له الزوجة الرابعة».

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
ربع رجل وامرأة كاملة!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة