ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 17/08/2012 Issue 14568 14568 الجمعة 29 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

كتبت بتاريخ 13شعبان1432هـ في عدد هذه الجريدة الموقرة رقم (14168) مقالاً بعنوان (التعليم الصحي الأهلي.. انتظار الكارثة) قلت فيه: إن قطاع الصحة رغم ما توفر له الدولة من دعم ميزاني خرافي، ظل يراوح مكانه، ولم يرتق للمستوى الذي يتوق إليه المواطن، رغم تأكيدات القيادة وحثها على ضرورة رفع مستوى الأداء المهني لهذا القطاع الخدمي المهم، ولكن مع الأسف واقع الحال يخالف ذلك، فتدني الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية خاصة، بات أمراً مشاهداً لا يحتاج لدليل، رغم الصرخات المدوية والنداءات المستغيثة المنادية بإنقاذ هذه الخدمات الضرورية من الضياع والإهمال وعدم الاكتراث بالمسؤولية والأمانة، وقلت: إن هذا القصور وهذه اللامبالاة ألقت بظلالها على أغلب الكليات والمعاهد الصحية التجارية بالذات، وهي التي بات همها جمع المادة على حساب المخرجات، يرتفع سقف المخاوف من كارثة قد تترتب على تخرج أعداد كثيرة من الطلبة والطالبات من الكليات والمعاهد الصحية الأهلية التي انتشرت مؤخراً، لضعف مدخلاتها ومخرجاتها، نسمع أن أعداداً كبيرة من خريجي المعاهد الصحية بخاصة، انتهى أغلبهم إلى قائمة البطالة التي تكرسها في نظري هذه المعاهد، هم يحتاجون لمن يقف معهم، لأنهم مساكين ضحية لضعف هذه المعاهد التي خرجتهم، وجعلتهم هائمين غير مهيئين للانخراط في مؤسسات حساسة وخطيرة، كالمستشفيات والمستوصفات الصحية، سواء كانت حكومية أو أهلية، حتى تبرأ منهم الجميع وبالذات وزارة الصحة، والذنب ليس ذنبهم، أغلب الكليات الصحية الأهلية تحولت إلى تجارة واضحة نصب أصحابها شراكاً يتسابقون به، لاصطياد أكبر عدد ممكن من الطلاب والطالبات، لا يهمهم مستوى مخرجات كلياتهم، إيماناً منهم، بعدم جدية الرقيب والمتابع، لا ألقي ذلك جزافاً، ولكني شاهد عيان، طالبت حينها وزارة التعليم العالي بالتدخل السريع لتدارك الوضع، قبل أن يقع الفأس على الرأس، وقد رأيت مقالي طيب الذكر في موقع وزارة التعليم العالي اللإلكتروني،فقلت في نفسي، آه لعل وعسى، فإذا بالأخبار هذه الأيام عبر الصحف اليومية تتناقل خبراً شنفت له الآذان طرباً، نعم أثلجت وزارة التعليم العالي صدورنا وطيبت خواطرنا، يوم أن سحبت تصريح الكليات العالمية، لما رأت التقصير الواضح وعدم استيفاء الشروط اللازمة، والأجمل يوم أن اهتمت بمصير طلاب وطالبات هذه الكليات وحددت لهم عشر جامعات ليلتحق الجميع بها وفق رغاتهم، حفاظاً على مستقبلهم ومراعاة لنفسياتهم، مما كان له الأثر الإيجابي في نفوسهم وأولياء أمورهم، وتقبلهم للأمر الواقع، لكن يا رعاكم الله، سأظل ألاحق وزارة التعليم العالي، وأتحرش بها، ليقيني بتقبلها النقد، وأقول لها بالصوت الرفيع، تناغماً مع صوت الفنان سلامة العبدالله (يا علي صحت بالصوت الرفيع..) ليست الكليات العالمية وحدها على خط التماس، بل ثمة كليات أخرى تشاركها السلبية، فكما في المثل الشعبي الشهير(الجح يدربي القرع) فهناك المتردية والنطيحة لم تزل تلعب بالنار! وأخشى أن يكون لأمناء مجالس الكليات المنتشرين في الجامعات ووزارة التعليم العالي وغيرهم من رجال الأعمال، لهم الأثر الكبير للحيلولة دون ملاحقة كليات المتردية والنطيحة والجح والقرع! وإحكام القبضة عليها، كما القبض على القذافي صاحب الزنقة! حقاً إن واقع هذه الكليات والمعاهد يؤسف له، لمساهمتها في تسطيح الخدمات الصحية في البلاد، من وجهة نظري أن مراجعة وضع الكليات والمعاهد الصحية الأهلية، هو إحدى آليات التطوير والإصلاح ومحاربة الفساد في المجتمع، الخريجون هم أبناء وبنات الوطن، وليس من العدل تركهم لوحدهم يدفعون ثمن تعليم تجاري هزيل، هم وحدهم ضحية للتقصير والفساد وسوء التدبير من القطاعين العام والخاص، لك أن تزور إحدى بنايات المعاهد الصحية، عندها ستصعق، كأنك في حظيرة حيوانات أو معاطن إبل، الأمر جد خطير يا وزارة الصحة ويا وزارة التعليم العالي، نعم وزارة التعليم العالي بدأت الخطوة الصحيحة والجريئة، نتوق إلى أن يتبعها خطوات، وتجري مسحاً صادقاً لجميع الكليات الصحية الأهلية بالذات، وعلى وزارة الصحة - آه منك يا صحة - أن تنحو التوجه ذاته وتلتفت للمعاهد الصحية، وأثني على أهمية إعادة النظر في آلية القبول في الكليات الصحية الأهلية بالذات، ومتابعة مناهجها والدراسة فيها، وأعضاء هيئة التدريس فيها،فخبرتي تقول إن غالبية هيئة التدريس في هذه الكليات ليسوا أكاديميين، بل مجالس أمنائها لا يرغبون في الأكاديميين، لارتفاع مكافآتهم، يريدون أبو ريالين! خذوها من صاحب خبرة، ليس لي في العير ولا في النفير ، لابد من الحد من تجاوزات ومخالفات هذه الكليات الظاهرة للعيان والالتفات - إذا كنا صادقين - لأمنائها بالذات، لأن الشكوك تحوم حولهم ، حتى نضمن مخرجاتها وتكون ذات كفاءة عالية، فصحة الإنسان ليست رخيصة إلى هذا الحد، يا أمناء الكليات الأهلية، ويا أيتها الجهت المختصة، وحتى لا يكون التعميم ظاهراً هنا ؛ فثمة كليات طبية أهلية مشهورة ومتمكنة علمياً ومخرجاتها احترافية، لما كان أصحابها أطباء أصحاب خبرات متراكمة، أهدافهم واضحة ونبيلة، ليسوا كما غيرهم مجتهدين، بقي أن نقولها بأمانة ألف شكر وشكر لوزارة التعليم العالي ورجالاتها المخلصين، ونقولها مردفين، ترى الوطن أهم والصحة غالية...ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com
 

وزارة التعليم العالي (شكراً ألف)
د. محمد أحمد الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة