ها هي عجلة الزمن تمضي.

ها هو شهر جديد يعبر بنا الشهر الماضي، الذي ليس ككل شهر. فالعادات التي نكسبها أثناء شهر رمضان، من الصعب التخلي عنها، وأقول هنا العادات وليس العبادات، فالأخيرة ما أسهل أن نتخلى عنها!

العادات التي أقصدها، النوم والأكل. سيكون من الصعب على من كان يتعامل مع رمضان على أساس أنه موسم الأطباق الشهية والمخدات الباردة، أن يتحول هكذا فجأة إلى شخص مفرط النشاط، ومتوازن الغذاء. عليه أن يدفع فاتورة الكسل والشبع. عليه أن يبدأ بالتدريج وخطوة خطوة، في طريق العودة للحياة الطبيعية.

مجتمع إسلامي مثل مجتمعنا، هو الوحيد الذي يتعامل مع رمضان بهذا الشكل غير الصحي وغير الشرعي. المجتمعات الأخرى، تعمل وتنام وتصحو مبكراً، وتأكل وتشرب مثل الأوادم! وهذا مثل بسيط: شاب يدخل مطعماً قبل الإفطار، وعيناه تتفجران من نوم النهار بطوله، يطلب كل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات المبالغ جداً في أسعارها، وحين يخرج من المطعم، تقابله امرأة مسنة، وهي تمد يدها، طالبة صدقة، فينهرها:

- ضفي وجهك، أحسن لك!

كم يحتاج هذا الشاب من وقت، لكي يعود إلى ما كان عليه؟!