ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 24/08/2012 Issue 14575 14575 الجمعة 06 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

قصة قصيرة
المسافات العقيمة
رحاب حسين

رجوع

 

أينما أجدك حمامة في تقلبات الهوى، تحط على ضلع الضياء وأغصان الندى ترعاها، أجدك ضوء نجمة لا تمل العين من التطلع لها مع أني لم أرك يوماً، قد تكون شاطئاً متجهاً نحوي فانتشي كشاطئ امتلكه السرور لقدومك مع أني لا أملك صورة لملامحك، وأجدك طفلاً عرف طريقه لأحضان الحنان، ولمس عطر الدفء الصادق، أقول لك ارسم على الغيم النائم قرب خوفك دوائر النجاة، ولا تمل من الإبحار تجاهي، لا تدع قراصنة الحدود يسرقون منك كنوز الحب وشيئاً من مشاعرك المتقدة، كن مثلي ملك نفسك، وعش أسرارك العميقة، وافتح شهيتك للبقاء بكل ما تقدر من توحد؛ كي تصلني مباهج الحياة عبر فيضانك المستمر، حلق مع عصافير الحزن وعطر عشوشها بالقرنفل والياسمين، لا تصنع لها أفقاصاً حتى لو كانت من خيوط الخيال، فلا شيء يخرج الفرح من أوكاره، غير تلك الأحاسيس النقية، ابحث عن أماكن وجودي وازرعها بكل أنواع المتع الشقية لتزيد لحظات عمري شيئاً من الأمل، قسمني إلى خرائط، واجعل جذوري فوق جغرافيا التاريخ، الأسود منه والناصع البياض، ليس لأنني أنثى فكر بها رجل، عاكس ظل الجدران المتكسرة في المدينة؛ لأن كل مدننا جدرانها مائلة، تخلص من قيثارة الهموم وأيامها المتعاونة على قتل الحلم فينا، فكل شعوبنا أحلامها مقتولة، اكتبني حين تريد وصل الماضي بالحاضر، وانحت تمثالاً من حب فارق الأبدان، ما أقسى الحياة حين لا تهشم أرطال الباطل وتعلي من شأن الحب، اترك جرار الأفكار العقيمة بعيداً، فقد تعلمنا ملأها بالخرافات، افرغها مما خزن بها، واجعل منها زهريات رصها على حوافي نوافذك وعند العتبات، أو في الشوارع والطرقات، قد أستدل منها وجودك عندما أجدها مشرقة من بذور غرست فيها وأشرقت ألوان ورودها الجميلة، يرقص فؤادي طرباً حين أمر بقربها، كطير يتذوق جمال الحنين.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة