ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 25/08/2012 Issue 14576 14576 السبت 07 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فـن

 

انحدار المسرح الخليجي يجبرنا للعودة إلى قديمه

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتب - علي العبدالله:

لم يكن انحدار المسرح الخليجي وليد اللحظة، بل كان نتيجة تراكمات سابقه أدت إلى وصوله إلى هذه المرحلة (الخطيرة) إن صح التعبير، ففي السنوات الأخيرة كُنَّا نطالب كنقاد ومتابعين بالاهتمام بالمسرح باعتباره القلب النابض للفن وأهله على مستوى العالم.

لكن لم يكن هناك مُعالجة جادة للأزمة التي واجهها المسرح، ويعود ذلك لانشغال المنتجين وبعض من الممثلين في البحث عن الربح المادي فقط، لذلك رَاج المسرح التجاري الرخيص في قيمته الفنية وأبرز علاماته تقديمه لأدنى درجات الكوميديا وهي التهريج يُصاحبها كم لا بأس به من الاستهبال.

وكان هؤلاء يضعون مبررًا لهم بأن هذه هي رغبة الجمهور انطلاقاً من المقولة الشهيرة (الجمهور عاوز كده)، لكن من يبحث وراء الحقيقة يجد أن ذائقة الجمهور ليست كما يظن هؤلاء أو يعتقدون ولعل انسحاب الجمهور من أحد المسرحيات التي تَمَّ تقديمها في هذا العيد يُعدُّ بمثابة الصدمة الكبيرة للمنتجين التجاريين ولولا أن الممثل ذا الخبرة تدخل باعتذاره للجمهور وتدارك الموقف لكانت الأمور أسوأ مما كانت عليه.

هذا الانسحاب يؤكد أن الجمهور يصنِّف الأعمال ويفرِّق بين غثها وسمينها وبلا شكَّ هذا المؤشر (أرعب) عُشاق المسرح التجاري وجعلهم يعيدون حساباتهم جيّدًا على الأقل من الناحية المادِّية التي قد تقودهم لتصحيح مسارهم الخاطئ والبحث عن مسرح جميل، حتى وإن كان الحضور (مجانيًا).

عدم رضا الجمهور عن المسرحيات الكوميديَّة الحديثة في الخليج العربي جعل بعض القنوات تُعيد بث مسرحيات قديمة منها (باي باي لندن) مسرحية كوميدية اجتماعيَّة هادفة احتوت على الرمزيَّة وبعض الإسقاطات السياسيَّة بأسلوب مقبول جدًا كما ظهر الإيقاع الكوميدي فيها بشكل غير مُمل لذا لم تكن ثقيلة على المُتلقِّي حتَّى وأنت تتابعها لأكثر من مرة تشعر أنك تنجذب لأحداثها وتتقبل كوميديا الموقف التي صاحبت تلك الأحداث.

وعلى النقيض تمامًا المسرحيات الكوميدية الحديثة في أغلبها لا تستطيع أن تُكمل مشاهدتها لأنك لا ترى كوميديا، بل كما أسلفت استهبال وتهريج لذا تظهر ثقيلة ومُملة ومؤذيّة في بعض الأحيان.

كُنَّا نقول: إن المُشاهد أصبح أكثر وعيًا من ذي قبل وكانت بعض الأصوات (النشاز) تعلو بين الحين والآخر لتطلب منا ألا نتحدث باسم المُشاهد وقطعًا دون وعي منهم أن أحد واجبات الناقد الفني قياس الرأي العام وذلك عن طريق ردود الفعل التي يحصل عليها من المُشاهدين، ولا يغيب عن ذهن أحدكم أن هذه المهمة أصبحت أكثر يُسرًا وسهوله عن ذي قبل، حيث سَاهمت مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بقياس مدى رضا المُتلقِّي عمَّا يقدم.

هذا (الخلل) في المسرح الخليجي الذي أجبر بعض من الفنانين أن يتنحى جانبًا عن المسرحيات الفقيرة في قيمتها الفنية، يجعلنا نطلب من القائمين على صناعة المسرح الخليجي بأن يسهموا في تصحيح مساره ليعود كما كان في سابق عهده.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة