ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 11/09/2012 Issue 14593 14593 الثلاثاء 24 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

جماليات كرة القدم هي الحلقة المفقودة في ملاعبنا، هي العنصر الذي لا يتكلم عنه أحد، هي الثيمة التي لا يفهمها المسؤول الرياضي بما فيه الكفاية، يمكن أن ترى في ملاعبنا كل شيء يخطر على بالك سوى (الجمال) جمال لغة الجسد، جمال التمريرات، جمال الروح الداخلية للاعب، جمال البنية الجسمانية.

هذا الغياب نعزوه لغياب (معايير) اختيار اللاعب، وهو سبب جوهري فتح الباب لأنصاف المواهب بأن يفسدوا علينا كرة القدم حتى باتت بلا طعم ولا رائحة ولا لون.

لو سألت إدارياً أو مدرباً في كل أنديتنا: ما هي معايير ومقاييس اختيار اللاعب؟ لن يجيبك وإذا أجابك فستجد إجابات متعددة كلها في أودية مختلفة، وسيعد السؤال غريباً عليه، لأن مفهوم جماليات كرة القدم جديد بالنسبة له، ونستثني من ذلك قليلاً من المتخصصين في هذا المجال.

لو رحنا بالذاكرة قليلاً باتجاه فريق 1984م ستجد كثيراً من المعايير الفنية منطبقة عليهم: الجسد، الروح، الانسجام, الموهبة، الذكاء، الثقافة, وعندما تقارن هذه المعايير مع فريق 2012 م وتحديداً فريق (5-0) فستجد البون شاسعاً في هذا المجال.

الحكم الفيصل بين الفريقين يعود (للمعايير) الفنية التي يتمتع بها أحدهما عن الآخر، فنتيجة لهذه المعايير بات فريق 1984م خالداً في أذهاننا، بينما فريق 2012م كان مثار سخرية وتهكم، فريق 1984م كان حلم الجماهير، أما فريق 2012م كان خيبة الجماهير.

باختصار: لا يمكن أن يكون للاعب لا يملك الموهبة الكروية تأثير إيجابي, ولا يمكن للاعب غير متناسق الجسم أن يقنعك بأي (لقطة جمالية)، ولا يمكن للاعب (نفسية) أن يبث في الملعب روحاً تنافسية، لا يمكن للاعب قصير أو متين أو لا يجيد الجري باعتدال أن يكون له ذلك الحضور الذي يجعله حلم الجماهير.

ليس من الإدارة الحكيمة أن نترك الفرق تتشكَّل تلقائياً إما فريق حلم يتصف بالمعايير أو فريق ضعيف بلا معايير محددة, لا مجال للصدفة في كرة القدم، ولا مجال للعشوائية في صناعة الفريق الحلم, وليس من المنطق ترك المهمة لمدير النادي بحضوره يحضر كل شيء، وبغيابه يغيب كل شيء.

العمل على معايير مؤسسية كفيلة بأن نسير بخطى متقدمة، لا عودة للوراء ولا أهواء شخصية، وجماليات كرة القدم لا تظهر إلا في بيئة مؤسسية قادرة على تأسيس معنى الجمال في كرة القدم حتى تكون مفردات الفريق مريحة للعين. فكرة القدم ليست أهدافاً وبطولات وتشجيعاً وتعصباً وأعلاماً وجماهير وصداقة وشللية وسهرات, إنها أكبر من ذلك: هي واجهة حضارية للبلد.

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
جماليات كرة القدم
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة