ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 16/09/2012 Issue 14598 14598 الأحد 29 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

الوقت هو الحياة وهو أغنى وأندر مورد للإنسانية، وهو رأس مال غير قابل للتجديد أو التعويض كما قيل حيث لا يوجد أية وسيلة لإيقاف دوران الوقت أو استرجاعه. ومعلوم أن سن الشباب هو من بلوغ سن (18) سنة حتى سن (40) سنة وتعتبر هذه المدة هي زهرة العمر عند الإنسان وأهم مراحله ولكن مع الأسف لا تجد إلا القلة ممن يستغل هذه الفرصة الثمينة من العمر. فعندما ترى مثلاً بعض الشباب وكأنهم يضيعون وقتهم فيما لا فائدة فيه كالدوران في الشوارع بدون هدف محدد أو قضاء الساعات الطوال في الاستراحات وتقول لهم إن في ذلك هدر لوقتكم ووقتكم هو عمركم خاصة في هذه السن المهمة من العمر يكون جوابهم بأنهم لا زالوا شباباً ويرغبون أن يستمتعوا بهذه الفترة من العمر وسوف يعوضون ما فاتهم أي أنهم يلجؤون للتأجيل أو التسويف والذي يعتبر من لصوص الوقت. وعندما ترى موظفاً يؤجل انجاز المعاملات الموجودة لدية بدون أسباباً موضوعية وتقوله له:

لماذا التأجيل يكون جوابه انه يعد من أفضل الموظفين الذين لا يؤخرون المعاملات لمدد طويلة فهو مثلاً يؤجل المعاملات لمدة أسبوع أو عشرة أيام لكن يوجد غيره يؤجل المعاملات لمدة شهر أو أكثر كما يوجد موظفون في جهات إدارية أخرى يؤجلون المعاملات لمدد تزيد عن ذلك كثيراً. ومن هدر الوقت على المستوى الإداري التأخر عن الحضور في وقت الدوام أو الخروج خلاله أو قبل نهايته بدون أسباب ضرورية. ومن هدر الوقت مشكلة ازدحام السيارات في الشوارع خاصة مع بداية دوام الموظفين والمدارس فهذه المشكلة أصبحت تؤثر على المصلحة العامة وليس على حركة الناس فقط ومن الحلول السريعة التي أراها لهذه المشكلة ريثما يتم تنفيذ مشروع النقل العام والقطارات هو تأخير وقت دوام الموظفين عن وقت دوام المدارس بحيث يكون الفرق بينهما لا يقل عن ساعتين. وفي مجال العملية التعليمية يوجد صور لهدر الوقت كعدم وجود بديل فوري للمعلم الذي يغيب بصورة مفاجئة، وتأخر الدراسة في بداية العام الدراسي لعدم اكتمال المعلمين بالمدارس، وتخصيص بعض المعلمين جزءاً من وقت الحصة لتصحيح إجابات الطلاب أو رصد تقديراتهم، وعدم الاستغلال الأمثل لحصة النشاط، ومراجعة بعض أولياء أمور الطلبة للمدارس خلال وقت الدوام وطلبهم مقابلة المعلمين أنفسهم. ولأهمية الوقت فقد اهتمت به الشريعة الإسلامية فقد أقسم المولى عز وجل بالوقت في فواتح بعض سور القرآن الكريم كالفجر وليال عشر والضحى والليل والعصر والشمس مما يدل على عظم شأن الوقت.

كما ورد في السنة الشريفة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ). رواة عبدالله بن مسعود.

إن الجهات المعنية كوزارة التربية والتعليم وهيئة السياحة ومؤسسة التدريب المهني والتقني مطالبة بإيجاد الحلول لمشكلة هدر الوقت خاصة من فئة الشباب بأن تقوم وزارة التربية بإنشاء مكتبات في الأحياء لتعويد الشباب على القراءة والتعود عليها وتقوم هيئة السياحة بتنظيم رحلات داخل المملكة لتعريف الشباب على مناطق بلادهم وبالذات الأماكن السياحية فيها، وتقوم مؤسسة التدريب التقني والمهني بإنشاء ما يشبه مركز خدمة المجتمع الموجود بالجامعات لتدريب الشباب ولفترات قصيرة وبالذات في العطلة الصيفية للمدارس على بعض الأعمال المهنية والحرفية.

asunaidi@mcs.gov.sa
 

شبابنا وهدر الوقت
د. عبدالله بن راشد السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة