ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 17/09/2012 Issue 14599 14599 الأثنين 01 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر وفترة السباق على الرئاسة الأمريكية ومرحلة الاضطرابات الانتقالية في العالم العربي، ووسط التجاذبات الأمريكية الإسرائيلية على تقديم أو تأخير ضرب إيران، في مثل هذه الظروف المثالية للتحريض والتهييج الغوغائي المنفلت تم نصب الفخ لتكرار اصطياد الأغبياء.

قبطي حاقد وملاحَق جنائياً ومرفوض حتى من كنيسته، ويهودي صهيوني خبيث وقس أمريكي عنصري لعين، ثلاثة شياطين متمرّسون في العنصرية والأذى، تحالفوا للقيام بعمل يُراد له أن يستثير العالم الإسلامي ويجرّه إلى ردود أفعال غير محسوبة العواقب، ونجحت الخطة وصدقت توقُّعات الشياطين.

الملاحظ من التجارب المتكررة التي لا نتعلّم منها، أنّ الاستجابات الجماهيرية الإسلامية للإساءات والاستثارات المبرمجة لمقدّساتهم تأتي دائماً عاطفية ومؤقتة وغير مدروسة وعمومية عشوائية غير موجَّهة إلى المصدر الحقيقي لملحق الإساءة، فتثور كالزوبعة المفاجئة ثم تخبو بعد أن تخلِّف الأضرار الجسيمة، لكن في المكان الذي تهب منه ومن أرواح وممتلكات وبلدان المحتجين أنفسهم، بينما يخرج المخطّط الخبيث المتسبّب فيها بكل المكاسب والنتائج التي خطّط لها. ليس أسهل في التعامل مع سيكولوجية الجماهير من استثارة الطبقات التي تجهل نتائج ما تقوم به، ولا تدرك مدى الأضرار التي قد تلحق بقضاياها جرّاء الاندفاع الغريزي وراء محرّضين مفوّهين يلعبون بعواطف البسطاء المتحمّسين، بغرض توظيفها لأهداف سياسية في الداخل المحلي أولاً وقبل كل شيء.

لا يقل سوءاً عن ذلك، أن تأتي استجابات الهيئات والمؤسسات الرسمية قاصرة عن التعامل المحنّك، الهادف إلى توجيه الضربة المضادة إلى المتسبّب الحقيقي في الإساءة بثبات وهدوء ودهاء، وبطريقة تستهدف إلحاق أكبر قدر من الضرر المعنوي المضاد به، هناك عند أهله وبين قومه وأمام العالم.

الأمثلة على سوء وقصور التعامل الجماهيري الانفعالي، والتعامل المؤسساتي الغبي في الدول الإسلامية على الإساءات والاستثارات المتكررة لمقدساتنا كثيرة، ويسهل استحضارها من الذاكرة الفورية. لدينا على الأقل أربعة أمثلة قريبة، هي إساءات سلمان رشدي والرسام الدنماركي والبرلماني الهولندي مع زميلته الصومالية الأصل حرزي علي، ثم أخيراً إساءة الفيلم الذي فجّر الأوضاع حالياً في العواصم العربية، وأدى إلى إحراق ممتلكات وتخريب مرافق المسلمين أنفسهم في أوطانهم، وقتل وجرح ضحايا ليست لهم علاقة مباشرة بالثلاثي الشيطاني الذي أنتج وأخرج الفيلم.

كانت الاستجابة المنطقية والمدروسة المتوقّعة من العالم الإسلامي مؤسساتياً وسياسياً وجماهيرياً، هي أن تخرج مجموعات عاقلة ومنظمة وهادئة من المسلمين في كل عاصمة عالمية، فترفع المصاحف في الأيادي اليمنى والتواريت والأناجيل في اليسرى، وتقول للعالم أمام كل وسائل الإعلام: أنتم تكررون الإساءات إلينا وتلحقون أحقر الإهانات بمقدّساتنا ورموزنا، وبلغت بكم الهمجية أن أحرقتم كتابنا المقدّس مراراً، ونفيتم عن ديننا ونبيِّنا صفة الربّانية والنبوّة. نحن نحترم دياناتكم السماوية الأصلية ونصلِّي ونسلِّم على أنبيائكم ورسلكم، أما كتبكم الحاضرة هذه، أيْ تواريتكم وأناجيلكم، فهي محرّفة وعدوانية وعنصرية. نحن نقوم الآن أمامكم بحرقها على الرصيف لأنها ليست بنصوصها الحالية كتباً مقدّسة بالنسبة لنا، إنها محرّفة ومزيّفة وعنصرية، ولكن قرآننا وديننا ليسا كذلك. سوف نستمر بالتزامنا الديني القرآني في الصلاة والسلام على رسلكم وأنبيائكم وفي احترام كتبكم الأصلية، لكننا نحرق التزوير والعنصرية في كتبكم الحالية أمامكم ونلعن منكم من لعننا والبادئ أظلم.

كلمة أخيرة موجَّهة للعقلاء في العالم الإسلامي: إنّ استثارة عواطف الجماهير لأهداف سياسية متلحّفة بملابس الدفاع عن المقدّسات يخدم أولاً المخطِّط والمتسبّب الحقيقي في الاستثارة، ويلحق ثانياً الضرر الأكبر في ممتلكات ومرافق إسلامية، ويلحق ثالثاً الأذى المعنوي بالمسلمين، ذلك أنّ من أهداف المخطّط تصوير المسلمين كمجموعات غوغائية متعصّبة متعطّشة للدماء وإشعال الحرائق أمام العالم كله.

 

إلى الأمام
خطأ الرد بالطريقة التي يتمنّاها المستفز
د. جاسر عبدالله الحربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة