ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 18/09/2012 Issue 14600 14600 الثلاثاء 02 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مصرفية إسلامية

      

أتذكر جيداً, عند ما كنت أدرس بكلية «Henley Business School» للأعمال, المحاضر البريطاني وهو يتحدث معنا عن الاستحواذات وردة فعل المساهمين.

فكان يقول إن الشركة المرجح الاستحواذ عليها من الغالب أنها ستفقد بعض موظفيها بعد إتمام عملية الاستحواذ من الشركة المنافسة. وأما في اليابان, فتقوم العائلات المساهمة بتناول ما يعرف بـ «حبوب التسمم» عند ما لا يفضلون أن تقوم شركة منافسة بالاستحواذ على شركتهم. طبعا المساهمون لا ينتحرون هناك كما يفهم من المسمى أعلاه. ولكنهم ينتهجون هذه المنهجية التي تُفشل عملية الاستحواذ ببرمتها. والاستحواذات أنواع. منها ما يعرف بالصديقة ومنها ما يعرف بـ»العدائية». ويبدو أن منطقتنا الخليجية تشتهر بالاستحواذات العدائية وذلك بحسب ثقافاتنا.

فلم يتعود الخليجيون على مصطلح «الاندماجات» بين مصارفهم. فهذه المصارف أصبحت لبعض العائلات بمثابة الوجاهة لهم في المجتمع الذي يعيشون فيه. ولذلك تجدهم يطالبون بأسعار مبالغ فيها من أجل السماح للآخرين بالاستحواذ على مصارفهم. ولكن يبدو أن الأزمة المالية التي لا تزال تبعاتها مستمرة منذ نحو ثلاث سنوات قد جعلتهم أمام الأمر الواقع: الإفلاس أو الاندماج. فمع الإفلاس سيخسرون كل شيء ومع الاندماج سيخسرون بعض النفوذ داخل أورقة البنك لصالح الشركة المستحوذة. ولنعطي أمثلة حية على تدخل المساهمين في إفشال عمليات استحواذ ضخمة ما جرى في البحرين مؤخراً. فلقد انهارات محادثات لإيجاد مصرف عملاق إسلامي بسبب خلاف المساهمين من العائلات الخليجية على التسعيرة المناسبة لبيع ممتلكاتهم. ولو حصل هذا الاندماج بين بنك السلام والبحرين الإسلامي لكان أصبح عندنا مقرض إسلامي بأصول تقدر بـ 4.5 مليارات دولار. وفي السنة الماضية بقطر تم إيقاف محادثات الاندماج بين مصرف الخليجي التجاري وبنك قطر الدولي الإسلامي. ومع كل هذا فإن هناك «بارقة» للتفاؤل. فبوساطة كويتية يجري الآن الانتهاء من اللمسات الأخيرة لاندماج ثلاثة بنوك بحرينية إسلامية.

فعملية الاندماج هذه الثلاثية تمثل حدثا فريدا من نوعه في منطقتنا الخليجية. ومن دون شك فلقد أمضى المستشار المالي للصفقة (بنك التمويل الكويتي) وقتا عصيبا لإقناع مساهمين ببنك إيلاف وكابيفست وبيت إدارة المال. وما يميز البنوك الثلاثة هذه أنها من فئة البنوك الاستثمارية. وهذا ما يفسر محدودية أصولها التي تقدر بـ400 مليون دولار. فهذه البنوك تعرف جيدا أنها إذا أرادت المنافسة فعليها التوحد في كيان مالي كبير.

mkhnifer1@gmail.com
* متخصص في هيكلة الصكوك.. وخبير مالية إسلامية لمجموعة «أدكوم آكادمي» المصرفية في الولايات المتحدة الامريكية
 

«الوجاهة» الخليجية تتزعزع تحت وطأة إنقاذ البنوك
محمد الخنيفر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة