ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/09/2012 Issue 14608 14608 الاربعاء 10 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في كل عام تخفق قلوبنا لفرح قادم تتوشح لأجله شوارعنا وسماؤنا ضوءاً أخضر أملاً بأن تكون التوقعات أرقى وأجمل..

تحل مناسبة اليوم الوطني، وفي كل عام يتجدد الخوف والتوجس مما سيحدث، ثم تتكرر الأخطاء تماماً كما حدثت قبلاً فيذهب الحذر والتوجس أدراج الرياح وتبقى الفوضى كما هي.. ونبدأ بتبادل الأسئلة فيما بيننا: لماذا وكيف وإلى متى؟!

ثم لا نستفيد مما حدث بوضع حلول جذرية..

إيقاف الاحتفالات، إلغاء الإجازة، معاقبة المخالفين للتعليمات، كل ذلك ليس حلاً فإن لم يجد بعض وربما الكثير من الشباب فرصة لاستعراض سلوكياتهم الخارجة عن المنطق والقانون سيجدونها في أيام أخرى كالأعياد أو مناسبات أخرى للتجمع..

لا تفسير لما حدث قبلاً وتكرر حدوثه هذا الأسبوع في يوم الوطن من بعض الشباب سوى غياب الإحساس بالمسؤولية ولهذا دوافع خلفية ربما تكون خافية على البعض، من أهمها:

أولاً: عدم قيام الأسرة بدورها في التربية الجيدة للشاب فلم يتم تعويدهم على الانضباط وتحمل المسؤولية التي تدفعهم إلى احترام أنفسهم ومن ثم احترام النظام إضافة إلى احترام الغير.

أيضاً عدم قيام التعليم بدوره فالطفل عادة يبدأ الذهاب إلى المدرسة في عمر مبكر وكان يمكن أن تكون تلك المؤسسة مصدراً مناسباً للتربية على القيم الفاعلة التي يندرج ضمنها احترام الذات وبالتالي احترام الآخرين، كان يمكن تدارك ما فقده الطفل في المنزل من خلال المدرسة لكن للأسف لم يجد الطالب هذا الأمر في التعليم.. فالأمر السائد في التعليم لدينا هو الحفظ والتلقين ومن ثم الاستظهار، إضافة إلى غياب القدوة.. المصدر الثالث الذي كان يمكن أن يكون منبعاً للتربية والتوجيه، الإعلام: أيضاً يبدو دوره غائباً خاصة في زمن يفيض بشتى وسائل الإعلام والوسائل المختلفة التي تشد الشباب..

ثم يأتي عدم وضوح وربما غياب تعليمات النظام المروري المتحضرة سواء نظرياً أو ميدانياً سبباً آخر دافعاً للشباب للاستهتار واللامبالاة..

إن لم يتم إشراك الشباب منذ عمر مبكر في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم مما يربي فيهم إحساساً بقيمتهم وما حولهم وبالتالي يكون ذلك دافعاً لإحساسهم بالمسؤولية فلن نستطيع إطلاقاً ضبط خطواتهم وسلوكياتهم حين يبلغون مرحلة المراهقة!

هذا من جانب: الجانب الآخر هو غياب الأنشطة التي تستوعب طاقاتهم، في سن المراهقة يميل الكثير من الشباب إلى الاستعراض وإبراز مواهبهم.. كان يمكن تفريغ طاقات الشباب من خلال إقامة ميادين لسباق السيارات في كل منطقة إضافة إلى الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم أو كرة السلة، على أن يكون الشباب أنفسهم هم المسؤولون عن تنظيمها بما في ذلك تحديد احتياجاتهم بحيث يتم تكثيفها في اليوم الوطني، وضمن هذا السياق أيضاً يتم تحديد مواقع مرتبة ومنظمة فضاؤها واسع للاحتفال باليوم الوطني بمعنى ألا تكون الشوارع موضعاً للاحتفالات العشوائية بأي حال من الأحوال، لعل هذا غيض من فيض وللحديث بقية.

 

فجرٌ آخر
وطنٌ.. بلا فوضى!
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة