ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/09/2012 Issue 14608 14608 الاربعاء 10 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أزعم أن الإجابة على السؤال أعلاه هي (لا ونعم) في نفس الوقت. لا ليس من بدائل لمتلازمة الفوضى المحرجة التي تكاد تتحول لحالة هياج مجاني بمناسبة اليوم الوطني طالما لم نغير ما بأنفسنا في علاقتنا بالوطن على أسس من التعامل الواعي في العلاقة بتراب الوطن وبهوائه

وخبزه وغيومه وشمسه وببعضنا البعض دولة ومجتمعا، ومالم نعزز ثقافة الوطنية والانتماء وندحض شتى ثقافات التعصب والشوفانية. أما الإجابة بنعم فهذه بعض شواهدها الميدانية لعلنا نستطيع توسيع دائرة الاحتفاء الحضاري باليوم الوطني وبالوطن ولذلك أيضا شروطه المشتركة بين الدولة والمجتمع.

لأول مرة ألحظ في اليوم الوطني عددا من الظواهر الإيجابية رغم ماجرى ويجري من حديث وتبادل صور ومعلومات وأحداث في شتى وسائط التواصل الاجتماعي عن الظواهر السلبية المعتادة من المصاحبات التي تحولت إلى متلازمة مزعجة من متلازمات اليوم الوطني السعودي. ومن أبرز هذا المظاهر الإيجابية ما يمكن أن أوجزه في النقاط المحددة التالية:

الظاهرة الإيجابية الأولى، هو القراءات المتعددة التي حاولت على عجل تحليل تلك المتلازمة المزعجة المتمثلة في خروج رهط غير قليل من الشباب السعودي إلى الشوارع فيما يشبه حالة هياج تحت مسمى الاحتفاء باليوم الوطني. وكان بعض القراءات يجنح لفهم هذه المتلازمة ولا يكتفي بإدانتها كما جرت العادة. وإذا كان البعض ردها لمحدودية مناسبات الأفراح لدى الشعب السعودي عموما والشباب خصوصا، وبالتالي تواضع خبرته في التعامل الصحيح مع مناسبة اليوم الوطني فإن الإيجابي هو الإلتفات لقراءة الموقف بعيون تحليلية لا تنظر إليه بمعزل عن السياق العام للتكوين الاجتماعي للمجتمع السعودي وللسلوك السياسي السائد فيه وتجاهه. مع الحاجة إلى أخذ هذه الظاهرة مأخذا جديا وتعميقها بالبحوث والدراسات.

الظاهرة الإيجابية الثانية، هو ظهور الحب للوطن بشكل شفاف وواضح بحيث لم يجر الامتناع كما جرت العادة عن المشافهة بالمواقف التي تعتمل في صدر المواطن أو أصحاب الرأي، ولم تجر المجاملة في التذكير بأن اليوم الوطني إذا كان يفترض فيه أن يكون مناسبة للاحتفاء فقد جرى التذكير بجرأة وغيرة وطنية بأن اليوم الوطني مناسبة لمحاسبة الذات الوطنية دولة ومجتمعا، وجرد أوجه القصور الرسمي والمجتمعي في حق الوطن.

الظاهرة الإيجابية الثالثة، هي ظاهرة التمييز في حب الوطن بين التواكل على الحكومة وبين الاستعداد لدفع أثمان استحقاقات الشراكة الوطنية مع الدولة، بين الاستكانة للجمود وبين الاجتهاد في التجديد. فالوطن هو ذلك الكائن الرمزي الذي يقوم على العدل والمساواة والعمل المشترك على بنائه طوبة طوبة والتلاقي على حب ترابه ذرة ذرة.

فأي قصور في العمل البشري هو محل تصحيح. ولا يجب أن يتحول أي خطأ أو ممارسة غير صحيحة إلى حالة حنق على الوطن، بقدر ما يجب تحويله إلى حالة من الحب الإيجابي للوطن بما يمنح المواطنين طاقة للمطالبة بتصحيح ذلك وللتحول إلى طاقة تبني الوطن بناء شراكة لا بناء استفراد.

الظاهرة الإيجابية الرابعة, هي ظاهرة احتفاء شباب اليوتيوب باليوم الوطني بشكل مجدد غير تقليدي. وهنا سأكتفي بإشارة رمزية إلى الطريقة المختلفة التي عبر بها عدد من شباب اليوتيوب عن أسلوب حضاري في حب الوطن وفي الاحتفاء باليوم الوطني. كان هناك يتيوب “وش تحس بو” الذي وإن عبر عن وجهة نظر محافظة بشكل عام بما فيها حب الوطن فقد اتسمت الرسالة الوطنية التي وجهها بمناسبة اليوم الوطني مقدم البرنامج الفتى الصغير بوجهه الطفولي البشوش بكثير من اللمحات الإيجابية في التعبير عن حب الوطن وفي نقد حب الوطن الاستعراضي والفوضوي. كما كان هناك يتيوب غاية في الحس الوطني حيث لم يختصر الوطن في الجسد النخبوي لجماعة أو أخرى أو منطقة دون أخرى, ولم يختصر الوطن في عدد محدود من الأفراد بل جرى توجيه تحية لكل مواطن ومواطنة والمقيمين، عمال وعاملات النظافة، المعلمات والمعلمين، الأباء والامهات، شهداء الوطن، أطباء، علماء إعلاميين وخص بالذكر عددا من الأسماء التي قدمت عملا منتجا في حب الوطن.

هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد .

Fowziyaat@hotmail.com
 

هل من بدائل لمتلازمة فوضى الشوارع في اليوم الوطني؟!
د.فوزية عبدالله أبو خالد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة