ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/09/2012 Issue 14608 14608 الاربعاء 10 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

غالبية الحروب الأهلية التي حصلت، استغرقت سنوات عديدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ الحرب الأهلية السودانية؛ دامت لأكثر من سبع عشرة سنة ؛ بين شمال السودان (العرب المسلمين) وجنوب السودان (غير العرب المسيحيين) ؛ والحرب الصومالية ؛ المعقّدة الأسباب؛ دامت لأكثر من عشرين سنة، ولم تنته حتى اليوم؛ الحرب الأهلية اللبنانية المتشابكة بين الطوائف والميليشيات، استمرت لأكثر من خمس عشرة سنة.. والحرب السورية؛ تحمل جميع مقوّمات الحرب الأهلية، مضى عليها، حتى الآن، أكثر من عام ونصف العام وتزداد ضراوة ؛ وجميع المؤشرات، حتى الآن، تفيد أنّ جيش النظام (جيش الأسد) يملك ميزان القوة بين الطرفين ؛ غير أنّ الجيش السوري الحر، ومع مرور الوقت ؛ يكسب موطئ قدم في أطراف البلد ؛ ويزحف ببطء نحو العاصمة دمشق ؛ كما أخذ الجيش السوري الحر، يحقق ضربات نوعية ضد جيش النظام الأسدي ومنها تدمير الطائرات وهى رابضة على أرض المطار.. من أهم نقاط الضعف التي يعانى منها الجيش الحر غياب القيادة الموحّدة ؛ نشأ عنها انعدام تنسيق حركة المقاومة على الأرض، ومن أهم نقاط القوه التي يمتلكها الجيش الحر هي ؛ الروح المعنوية العالية، وسرعة الحركة على مسرح العمليات.. وتفيد التقارير الصحفية إلى بدء، تجنيد صغار السن بين أفراد الجيش الحر، وذلك، أحد المؤشرات الذي يدل على أنّ الحرب، أصبحت أهليه.. إنّ استمرار الحرب السورية على هذه الوتيرة، سيفضى إلى فناء الطيران من ساحة المعركة، وانتقال المعركة إلى شوارع دمشق ؛ عندها سيدرك النظام عدم فاعلية هدم المباني والمساجد بقذائف الأسلحة الثقيلة ؛ وأنّ الحرب أصبحت حرب عصابات ؛ وأن شوارع المدينة وأزقّتها توفر للمحارب الراجل، طبيعة مثاليه، لتفادي نيران تلك الأسلحة الثقيلة ؛ وبالتالي سيلجأ جيش النظام الأسدي إلى وحدات المشاة الراجلة ؛ وتصبح الحرب في المدينة ؛ سجالاً بين الطرفين ؛ فعندما يكسب أحدهما نصراً في زمن ما، يحقق الآخر نصراً في زمن آخر.. ودواليك.. ونتيجة توازن القوى بين الطرفين، يصبح كل منهما يحارب من أجل أن يكسب معركة؛ وليس حرباً.

الخلاصة:

عندما تصل الحرب السورية إلى حالة من توازن القوة بين الطرفين على الأرض، في محيط العاصمة دمشق ؛ عندها سيظهر أسلوب السيارات المفخخة، كما كان سائداً في العاصمة بيروت، أبان الحرب الأهلية اللبنانية؛ وسيصبح السلاح الفعال والمفضل في سوريا ؛ بندقية الكلاشينكوف (الكلاش) وبندقية الـ(آر. بي. جي)، وستنشط تجارة تهريب السلاحين لصغر حجمهما وسهولة نقلهما، من مكان لآخر، وكلاهما يصنّف من الأسلحة الفردية، التي يعشقها المحاربون ؛ عندها، أيضاً، يسهل تهريب ونقل الذخيرة اللازمة لهما، وكل من السلاحين، سيكونان مطلوبين من قِبل الطرفين.. وأيضاً، نتيجة التوازن في القوة بين الطرفين ؛ ستمتد الحرب بينهما إلى سنوات عديدة، ربما، أكثر من خمس عشرة سنة، فلن يكون في مقدور أي طرف أن يحقق انتصاراً مطلقاً على الآخر، حتى يصل الطرفان إلى حالة من الإنهاك؛ وفناء قيادات، ومنها بشار الأسد، وبروز قيادات جديدة ؛ عندها ستعمل المصالح المشتركة على تحقيق الاتحاد بين الطرفين ؛ وربما يكون أهم سبب لتوحيد الكلمة بينهما؛ إدراكهما، عندئذ، أنّ إسرائيل هي العدو.

khalid.alheji@gmail.com
twitter @khalidalheji
 

عندما تتعادل القوى في سوريا
م. خالد إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة