ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 26/09/2012 Issue 14608 14608 الاربعاء 10 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 82

 

رجال حول الملك عبدالعزيز.. الذراع الأيمن للمؤسس وأصغر المشاركين سناً في فتح الرياض
الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود.. سيرة بطل ومسيرة بناء

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

إعداد - منيف خضير :

الخيل عنهن ماني عازي

صم الرمك هن حبايبنا

داجن بنا الخبت وحجازي

(بالحقو) بانت مضاربنا

الأمير عبدالعزيز بن مساعد -طيب الله ثراه-، هو الذي قال هذه الأبيات، مستشعراً ملحمة التوحيد بقيادة المؤسس -رحمه الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي استقطب الرجال الأشداء، والأبطال مرهبي الأعداء أمثال الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، حيث سطر التاريخ سيرة هذا البطل المغوار الذي كان أصغر المشاركين سناً في فتح الرياض. فإلى فصول من سيرة أحد أقوى الأبطال في ملحمة التوحيد ورجل المهمات الصعبة.

سيرة ومسيرة

هو الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي بن الإمام تركي بن عبدالله. الذي وُلد في مدينة الرياض، في شهر ربيع الأول 1302هـ (وقيل 1305هـ).

توفي والده، الأمير مساعد بن جلوي، في معركة «حريملاء»، في نهاية الدولة السعودية الثانية، وقد تأثر بوفاة والده تأثراً كبيراً. ورحل مع أعمامه في رفقة الإمام عبدالرحمن بن الإمام فيصل، إلى الكويت، عام 1309هـ.

وكان -يرحمه الله- أصغر المشاركين سناً، في فتح الرياض، عام 1319هـ، حين أصيب في قدمه. ومنذ ذلك الحين، لازم الملك عبدالعزيز، في جميع معارك وغزوات توحيد المملكة.

كان -يرحمه الله- محل ثقة الملك عبدالعزيز. فكلفه بقيادة الجيش، في العديد من المَواقع والفتوحات، أبرزها القضاء على تمرد فهد الدامر، عام 1334هـ، وفتح عسير، عام 1338هـ، ومعركة (أم رضمة)، عام 1347هـ، والقضاء على تمرد الحويطات، عام 1348هـ، وجهز لواء الجيش، الذي قضى على فتنة ابن رفادة آخر عام 1351هـ، وفتح جيزان والقضاء على فتنة الإدريسي.

وقبل ذلك، شارك في معظم معارك وغزوات توحيد المملكة، ابتداءً من المعركة المظفرة، لفتح الرياض، التي قادها وخططها موحِّد المملكة، الملك البطل عبدالعزيز، وما تلاها من معارك. فشارك -يرحمه الله- في فتح القصيم الأول، عام 1322هـ، والثاني، عام 1326هـ، وفي معركة «البكيرية»، عام 1322هـ، ومعركة «الشنانة»، عام 1322هـ، ومعركة «روضة مهنا»، عام 1324هـ، ومعركة «المجمعة»، عام 1325هـ، ومعركة «الطرفية»، عام 1325هـ، ومعركة الأشعلي»، عام 1327هـ، ومعركة «الحريق»، عام 1327هـ، ومعركة «هدية»، عام 1328هـ، ومعركة «فتح الحساء»، عام 1331هـ، ومعركة «جراب»، عام 1333هـ، ومعركة «كنزان»، عام 1333هـ، وفتح حائل، عام 1340هـ ومعركة «السبلة»، عام 1347هـ، ومعركة «الدبدبة»، عام 1348هـ، وآخرها غزوة «عوقيلة».

رجل المهمات الصعبة

كان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ينتدبه لبعض المهام الخاصة. ففي حائل، رفض محمد بن طلال آل رشيد، التسليم والنزول من قصره، إلا أن يصاحبه أحد آل سعود، فانتدبه الملك عبدالعزيز للدخول على ابن طلال، في قصره، واصطحابه إلى معسكر الملك. وكان -يرحمه الله- المفاوض باسم الملك عبدالعزيز، في اجتماع «الدويحرة»، قبْل موقعة «السبلة»، عام 1347هـ.

وكان -يرحمه الله- ملازماً ومحباً للملك عبدالعزيز، ومؤمناً بالجهاد، الذي قاده موحِّد المملكة، وشديد الولاء للمليك، والقائد الفذ، فوقف حياته على خدمة مسيرة الجهاد، التي قادها الملك الموحِّد، فقضى أكثر من أربعين عاماً في الجهاد، تحت راية التوحيد.

وإلى جانب المعارك التي خاضها، والجيوش التي قادها، فقد تولّى إمارة منطقة القصيم، عام 1339هـ. ثم ضمت حائل إلى إمارته، بعد فتحها، عام 1340هـ. ثم تولّى إمارة حائل، وانتقل إليها، عام 1341هـ. وامتدت حدود إمارته، آنذاك، لتشمل منطقة الجوف والقريات والعلا وتبوك، إلى حفر الباطن شمالاً، والحناكية حدود المدينة المنورة غرباً.

وفي عام 1351هـ، عيّنه جلالة الملك عبدالعزيز حاكماً عاماً لمنطقة عسير، وقائداً للقوات السعودية في المنطقة، على أثر اندلاع فتنة الأدارسة. وبعد أن أخمد الفتنة، عاد عام 1352 هـ، إلى مقر إمارته في حائل. وبقى أميراً لمنطقة حائل والحدود الشمالية، حتى عام 1391هـ، حين رأى أن من الخير أن يؤدي حق نفسه، وأن يركن إلى الراحة، بعد أن كبرت سنّه، وبعد تاريخ حافل بالجهاد، في سبيل رفع راية التوحيد، توفي -يرحمه الله- في الرياض، في غرة ربيع الأول 1397هـ. ودُفن في مقابر العود، في الرياض، إلى جانب رفقاء دربه في الجهاد لاسترداد الحق المغتصب وتوحيد المملكة، الذي قاده الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-.

متواضع وكريم وشجاع

ومن صفاته الشخصية -يرحمه الله- التواضع والكرم، وحُسْن الأخلاق والجد، وقوة العزيمة والشجاعة والإقدام.

وقد خلف من الأبناء اثنين، هما سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة الحدود الشمالية، وسمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد -نائب أمير المنطقة الشرقية- وله سبع بنات.

الأمير عبدالعزيز بن مساعد: ولادته، ونشأته، ووفاته

يجتمع نسبة مع جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز في الجد الثالث لهذه الأسرة الكريمة الإمام تركي بن عبد الله آل سعود -طيب الله ثراه-

هو صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن سعود. ولد سموه في شهر ربيع الأول من عام 1302هـ في مدينة الرياض ووالدته سمو الأميرة الجوهرة بنت ناصر بن فيصل بن هذلول آل سعود.

إمارة بريدة:

وكانت إمارة القصيم ومركزها (بريدة) أول عمل إداري أسند إلى سموه عام 1339هـ وبعد فتح مدينة (حائل) عام 1341هـ أسندت إمارتها إلى إبراهيم بن سالم السبهان، على أن تكون تابعة لإمارة القصيم، وكان الأمير يشرف بنفسه على إدارتها وتصريف شؤونها.

وكانت حدود إمارته تمتد من القصيم إلى المدينة وحتى حدود الأردن والعراق، فكانت تشمل مناطق الجوف والقريات والعلا وتبوك وتمتد إلى الحفر والقصيم حتى الحناكية على حدود المدينة المنورة.

إمارة حائل:

وبعد أن انضمت حائل إلى كيان الدولة الأم، احتلت في الأهمية المرتبة الأولى التي كانت تحتلها مدينة بريدة من قبل، وأصبحت تمثل في المنطقة مركز الثقل لأنها تتاخم عدة دول مجاورة، كانت ولا تزال آنذاك خاضعة للسيطرة الأجنبية التي كان يزعجها أيما إزعاج استقرار المنطقة، لأن في ذلك تهديداً لكيانها ومصالحها ولذلك فقد تقرر أن ينتقل الأمير عبدالعزيز بن مساعد إلى حائل وذلك في أواخر عام 1341هـ.

وقد استطاع بما اتخذه من تدابير وإجراءات أن يحفظ الأمن، ويوطد سلطة الدولة في المناطق التي يديرها، وبعد انضمام الحجاز إلى الدولة السعودية الموحدة عام 1344هـ بدأت الأيدي الأجنبية في الخارج تحرك عملاءها وأعوانها في الداخل، لإثارة الشغب ونشر القلاقل، فأرسل سموه عدة حملات تأديبية. وتمكن بهذه الحملات من تصفية باقي جيوب الحجاز وتوابعه في خيبر والعلا وتبوك والجوف والقريات، ووضع فيها حاميات تتولى حفظ النظام وبسط الأمن، وزيادة في الحيطة والحذر فقد رتب حاميات متجولة على طول الحدود العراقية من الحفر شرقاً إلى الوديان غرباً.

بناء المراكز:

وبعد أن استتب الأمن في المنطقة ودانت جميع قبائلها بالطاعة والولاء لملك البلاد رأى سموه أن الوقت قد حان لبناء مراكز ثابتة دائمة لتلك الحاميات المتنقلة فبنى قصر إقبة وقصر أم أرضمة وقصر لينة وقصر لوقة، وذلك عام 1355هـ. وقد عزز هذه المراكز بالقوات اللازمة.

وبعد هدوء المنطقة واتجاهها إلى البناء والعمران أصبحت المناطق التي يديرها تشكل عبئاً عليه لاتساع رقعتها وبُعد المسافات فيما بينها، فألحقت الجوف والقريات وتبوك وتيماء وخيبر بالحجاز لقربها منه، وبقيت منطقة القصيم وحائل تحت إدارته.

قضائه على فتنة الأدارسة وإمارته لعسير:

وفي عام 1351هـ عينه جلالة الملك عبدالعزيز حاكماً لمنطقة عسير وقائداً عاماً للقوات السعودية هناك على أثر اندلاع فتنة الأدارسة. وقد عاد في نهاية العام نفسه إلى مقر إمارته في حائل بعد أن أخمد تلك الفتنة.

وأمضى سموه بقية عمره الحافل والبطولات في حائل يدير شؤونها وما يتبعها من قرى وعشائر، فسارت الأمور في المنطقة في تطور مطرد، حتى بلغ من العمر خمسة وثمانين عاماً قضاها مجاهداً شجاعاً يشارك بكل قوته وطاقاته في بناء أمجاد بلده وإعلاء كلمة الحق فيها بعد أن تطهرت ربوعها من البدع والضلالات والبغي والعدوان.

استراحة محارب

وبعد هذه السن آن للفارس الشجاع أن يترجل ويستريح بعد هذا الشوط البعيد الذي قطعه في ميدان الجهاد والشرف، فرغب في اعتزال العمل ليقضي باقي أيام حياته يتعبد ويتبتل، وقد أبدى رغبته هذه لجلالة المغفور له الملك فيصل طيب الله ثراه، وذلك عام 1387هـ فأرسل إليه رسالة بهذا الخصوص، هذا نصها:

سيدي جلالة الملك فيصل حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

وبعد:

سيدي: أطال الله بقاء جلالتكم لا يخفى على جلالتكم أن الخادم ولله الحمد أتيحت له فرصة ثمينة وتاريخه في هذه الحياة ألا وهي خدمة وطنه ومليكه. فمنذ صغر سنه كان له عظيم الشرف بالاشتراك في جميع غزوات وفتوحات أبي الجميع المؤسس الأكبر والدكم المرحوم عبدالعزيز، قدس الله روحه في جنات النعيم، وفي كل لحظة من لحظات عمري أبتهل إلى الله سبحانه وتعالى شاكراً ومقدراً هذه النعمة العظيمة التي منّ الله بها على الخادم، ومطمئنا إن شاء الله أن جلالتكم خير خلف لخير سلف، والدليل على ذلك لما لمسناه نحن وجميع المسلمين داخل البلاد وخارجها ما جنيناه من ثمار جهود جلالتكم فحمد الله وشكراً.

ويحب الخادم أن يعرب لجلالتكم أن ما قام به ما هو إلا واجب مقدس على كل خادم مخلص لوطنه ومليكه، كما أن الثقة تملأ قلب الخادم بأن الحقيقة يعرفها جلالتكم أكثر من غيركم، ويعرف ما قام به الخادم من أعمال، القصد منها ضمان مصلحة المواطنين وأمنهم، وهذا كله يعود إلى فضل الله سبحانه وتعالى ثم إلى حسن نية جلالتكم تجاه بارئكم وأسأل الله أن يشد عضدكم ويسدد خطاكم لما فيه صالح وطنكم خاصة والمسلمين.

سيدي:

نظراً لما يكنه ضمير الخادم من ثقة تامة بالله ثم بجلالتكم أحب الخادم أن يعرض لأنظار جلالتكم، أن الخادم لمس أن هناك تأثيراً على صحته، مما يجعله يتأثر مما تتطلبه صلاحيات الأعمال وسيرها، على أساس حكم الشريعة السمحة، ورأى الخادم أنه من المستحسن أخذ رأي جلالتكم السديد والمقنع بقبول استقالة الخادم.

وبعد:

رجائي من الله أن يدبر ما كان الصالح فيه للجميع.

سيدي:

يعتقد الخادم أن جلالتكم سيترك حق الاختيار لرغبة الخادم ولكن يا سيدي أعبر لجلالتكم أنه ليس للخادم أي مقصد أو هدف يخالف رغبة جلالتكم الذي يراه جلالتكم ويرتضيه هو المبارك.

نسأل الله أن يطيل حياة جلالتكم ذخراً للمسلمين عامة وللخادم خاصة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التوقيع

ولكن الملك فيصل -رحمه الله- لم يقبل الاستقالة، وطلب إليه الاستمرار في العمل وقال له في إحدى زياراته له:

كيف تطلب منا أن نقيلك من عملك! العمل عملك وأنت صاحب العمل، ونحن لا نملك أن نقيلك منه.

واستمر -رحمه الله- على رأس عمله حتى عام 1391هـ فأحس أنه لا يبرئ ذمته أمام الله في مزاولته العمل، حيث إن ظروفه الصحية لم تعد تساعده على أداء واجباته على الوجه المطلوب. وأعرب للملك فيصل مرة أخرى عن رغبته في الاعتزال بعد أن ساءت حالته الصحية، وأمام إصراره لم يسع جلالته إلا أن يجيبه إلى ما أراد في رسالة مؤرخة في 28 صفر 1391هـ، وهذا نصها:

حضرة صاحب السمو الأمير- عبد العزيز بن مساعد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد:

فقد استلمنا خطاب سموكم الذي تشعروننا فيه برغبتكم في اعتزال العمل طلباً للراحة. وإننا لن ننسى الجهود التي بذلتموها لتوطيد دعائم هذا البلد وتوحيده تحت راية الإسلام بقيادة والدنا المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، كما لن ننسى ما قمتم به من جهد أثناء مزاولتكم العمل.

راجين لسموكم موفور الصحة ومديد العمر، والله يحفظكم. فيصل

وتولى إمارة حائل من بعده سمو الأمير فهد بن سعد بن عبد الرحمن -رحمه الله-، ولما توفي خلفه ابنه سمو الأمير سعد بن فهد بن سعد بن عبدالرحمن ثم نقل منها وتولى إمارتها بالوكالة الشيخ ناصر آل الشيخ.

- إنجازات سموه في حائل

وخلال فترة وجود الأمير عبد العزيز بن مساعد -رحمه الله- في حائل أنجز كثيراً من الأعمال العمرانية والمشاريع، ومن أبرزها:

1 - بناء قصر الإمارة: وقد بناه عام 1357هـ عند مدخل المدينة مما يلي المطار. وقد هدم في بداية هذا العام ليقام مكانه مجمع للدوائر الحكومية في حائل. وكان الأمير قد شيده بالطين واللبن، وكانت ردهاته تقوم على أعمدة من الحجر المصقول المكسو بالجص.

وكان القصر يمتاز بشموخه وأبوابه الضخمة المزخرفة ذات الألوان الزاهية والمصنوعة من خشب الأثل كان يحيط بالقصر سور مرتفع تقوم على أركانه أبراج مرتفعة مستديرة، وكانت حواف الجدران من أعلى مزدانة بزرانيق جميلة.

2 - بناء القشلة: وتقع في الجهة المقابلة لقصر الإمارة ولا تقل عنه روعة. وقد بناها عام 1361هـ لتكون مقراً للحامية في حائل وتتسع لستة آلاف جندي. وقد جرى تسليمها لوزارة الإعلام مؤخراً لتبني مكانها محطة تلفزيون حائل.

3- المشاريع المائية: تم بناء على طلبه حفر أربع آبار ماء في الجاعد شمال حائل. كما تم في عهده حفر كثير من آبار الماء في حائل وما جاورها وجرى تركيب الموتورات عليها. وقد اشترى بعض هذه الموتورات من جيبه الخاص.

4- إنشاء طريق القصيم - حائل: وكان المزمع أن تكون هذه الطريق عن طريق عقلة الصقور (حائل المدينة)، فأصر سموه على أن تكون عن طريق (القصيم - حائل)، لأنها أقرب، ولأن صلة أهل القصيم بأهل حائل في تسويق منتجاتهم الزراعية أكثر من صلة أهل حائل بالمدينة. ومن ثم فالطريق (حائل - القصيم) أنفع لهم وجرى تنفيذ الطريق كما أراد. وقد جرى في عهده فيما بعد تنفيذ طريق حائل - المدينة أيضاً.

5- المطار الجديد: جرى في عهده وضع مخططاته وطرحت مناقصته وتم تنفيذه بعد اعتزاله العمل.

6- الكهرباء: وقد أدخلها إلى حائل عام 1388هـ.

7- بناء المساجد: وقد بني في حائل عدة مساجد منها: مسجد عيسى (وعيسى إمام المسجد) ومسجد سماح (وسماح اسم بئر في حائل) ومسجد زبارة، ومسجد حمزة (وحمزة اسم محدثة) وقد بناه في العزيزية. ومسجد السبعان (وهي قرية على طريق المدينة) ومسجد (السليمي) وهي قرية على طريق المدينة كذلك. ومسجد موقق (وموقق قرية تقع إلى الشمال الغربي من حائل وقد زوده بمولد للكهرباء).

8- توزيع الأراضي للبناء والزراعة: ( نقرة قفاز) على الأهالي وكانت كلها جرداء، فأصبحت مزارع غناء وهي تبعد عن حائل 20 كيلو متراً إلى الجهة الجنوبية الغربية منها. كما وزع الأراضي للبناء والزراعة على أهل قفار وعقدة والجثامية وبقعاء وغيرها من قرى حائل. كما وزع الأرض المعروفة بأرض البادية على المواطنين.

وقد أعطي -رحمه الله- أراضي أخرى في القصيم وأبها وفي مصدة غرب الدوادمي (ديرة ابن جاع) فقد كان أمره نافذاً في عطاياه في أي مكان من المملكة.

طريقته في الإمارة:

وكانت إمارة حائل تقتصر في بادئ أمرها على سمو الأمير ومعه كاتبه عبد الرحمن بن مبيريك (دحيم)، ووكيله ورئيس ديوانه عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن نميان وذلك حتى عام 1370 حيث أضيف إلى ابن مبيريك ولده (ناصر) وأضيف إلى ابن نميان (ثنيان). وكانت الإمارة تتولى سلطات جميع دوائر الحكومة: البلدية، والشرطة، والمباحث، والمالية.. إلخ. وكان الشيخ أو القاضي أشبه بمستشار للإمارة في الشؤون الشرعية، فكان يبدي رأيه في القضايا التي تعرض عليه أو يسأل عنها شفهياً، فلا قيود آنذاك ولا سجلات ولا مذكرات. وكانت أحكامه وتوصياته تنفذ بلا مناقشة، فالشرع هو المعيار الوحيد الذي تقاس به الأمور وتحل بموجبه القضايا والمشكلات.

وكان سموه خلال فترة وجوده في حائل مطلق التصرف في جميع شؤونها المالية والإدارية.

رحلاته الخارجية:

أما رحلاته خارج المملكة فقد كانت قليلة ومحدودة جداً؛ فقد زار الكويت وقطر عام 1374هـ مع الملك سعود، -رحمه الله- بناء على دعوة رسمية منها. وزار معه بيروت في العام نفسه، -رحمه الله- على دعوة رسمية منهما. وزار معه بيروت في العام نفسه. ومنذ عام 1374هـ حتى توفي. كان يقضي الصيف كل عام في لبنان حيث كان يمكث شهرين أو ثلاثة، ينتقل بين ربوعه ومدنه وقراه يمتع نفسه بمناظر الطبيعة الخلابة هناك، وقد زار تركيا عام 1395 للعلاج، كما زارها في العام التالي للغرض نفسه، وتوفي على أثرها.

مرضه ووفاته:

وقد أصيب سموه عام 1378هـ بنزيف نقل على أثره إلى بيروت للعلاج، وقد تبين أنه مصاب بقرحة في المعدة، وقد غيرت هذه الحادثة مجرى حياته كله، وخضع لنظام شديد في الأكل طبقه على نفسه بكل حزم حتى أضر بحالته الصحية. وكانت وجبات طعامه خفيفة جداً.

وكان قبل ذلك وفي عام 1374هـ قد أصيب بقرحة في الأمعاء الغليظة، فألحقت إصابته بقرحة المعدة فيما بعد بصحته ضرراً بالغاً. وظلت الآلام والأسقام تنتابه وتعاوده بعد ذلك طيلة أيام حياته.

وكان قد تعرض لغيبوبة كاملة لم يفق منها حتى توفي. وقد استمرت أكثر من شهر ونصف الشهر.

وقد توفي -رحمه الله- ليلة السبت الأول من شهر ربع الأول عام 1397هـ في الساعة الرابعة والربع صباحاً.

وقد حضر ابنه الأمير جلوي الموجود بالرياض فسارع بالحضور إلى المستشفى، وبادر سمو الأمير نايف بالوصول إلى المستشفى لدى سماعه بالنبأ. وكان بادي التأثر والجزع وقد أغرورقت عيناه بالدموع.

ثم وصل بعيد ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- (وكان ولياً للعهد آنذاك)، وبعد ذلك وصلت بناته الأميرات ثم نقل جثمانه إلى بيته في شارع الوشم شرق المربع ليغسل ويكفن هناك.

ولم يلبث أن وصل ابنه سمو الأمير عبدالله من عرعر. وكان جزعه عليه شديداً فبكى بحرقة وألم. وحل الكفن عن وجهه وقبله قبلة الوداع الأخيرة.

ثم نقل الجثمان إلى المسجد الكبير في الرياض للصلاة عليه. وكان في انتظار الجثمان هناك سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- (ولي العهد)، وجمع أفراد الأسرة السعودية الكريمة الموجودين في الرياض وقتئذ، حتى الأطفال الصغار منهم -رحمه الله- رحمة واسعة. وأسكنه جنات النعيم.

********

المَراجع:

1ـ رجال من الذاكرة (عبدالله زايد الطويان).

2ـ موقع مقاتل من الصحراء http://www.moqatel.com/openshare/default.htm

3ـ الموسوعة الحرة ويكيبيديا.

4ـ كتاب: عبد العزيز بن مساعد بن جلوي.(تاريخ أسرة آل جلوي).

5ـ موقع المعرفة على الإنترنت، أمراء سعوديون، حائل، الأمير عبدالعزيز بن جلوي. http://muhtawa.org/index.php

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة