ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 28/09/2012 Issue 14610 14610 الجمعة 12 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

الوطن؛ قصيدة جميلة لا يمل الإنسان من ترديدها؛ يسكن قلوبنا؛ مثلما نسكن جوانبه؛ نعمة أنعمها الله علينا؛ وهل هناك أعظم وأجمل من الوطن؟. الوطن ليس سلعة نقايض بها؛ أو نساوم عليها؛ أو ثمرة نأكلها؛ بل هو شجرة وارفة الأغصان، جذورها في قلوبنا، وأغصانها تُظللنا، وتحمينا لهيب الشمس الحارقة. يُخطئ من يبحث عما قدم الوطن كي يحتفي به!؛ الوطن أعظم من الهبات والعطايا؛ وأحق بالحب والرعاية، وأسمى من المقايضة؛ فهل يقايض الإنسان بالحب؛ أُمه التي أنجبته ورعته وأحبته!.

حب الوطن، والتغني بإنجازاته أمر مهم ولا شك، إلا أن المعاني السامية تتجاوز مرحلة الاحتفاء المجرد إلى التبصر في حقوقه وواجباته علينا، والاعتراف بفضله، بعد فضل الله عز وجل.

حق الوطن علينا أن نعمل يداً واحدة من أجل نهضته ورفعته، وحمايته من الأخطار المحدقة، الداخلية والخارجية، وأن نكون صفا واحدا في مواجهتها، وسواعد متكاتفة في خطط البناء والتطوير، ومد يد العون للجميع، وإقامة النظام واحترامه، وتحقيق متطلبات الولاء، ومحاربة الفساد. من حق الوطن علينا أداء الأمانة، و العمل بجد لتحقيق أهداف التنمية. الأخطاء لا يمكن منعها؛ ولكن يمكن معالجتها وتصحيح مساراتها، بحكمة وتروي، وبما يحقق المصلحة، وبعيدا عن المفسدة.

من حق الوطن علينا توحيد الصفوف، ووحدة الكلمة، والرقي به، وتكريس الوحدة الوطنية، والتمسك بثوابت الدين الحنيف، ونبذ الفرقة والاختلاف المفتت للوحدة الوطنية، وانتهاج مبدأ الحوار البناء الهادف الذي يقود إلى الإصلاح والخير. فما نراه من خير وبركة ونمو اقتصادي جاء بفضل الله أولا؛ ثم بتوفر الأمن والاستقرار؛ ففقدان الأمن يعني فقدان مكتسبات الوطن ومقوماته.

من حق الوطن علينا الانخراط في خدمة المجتمع، والنظر بعين الرحمة للمواطنين الذين أنهكتهم موجة الغلاء فحرمتهم من كثير من حاجاتهم الضرورية، فنجتهد في تقديم مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الخاصة. الاحتفاء بيوم الوطن يجب أن يتجاوز الأمور الشكلية، إلى المشروعات التنموية التي يمكن أن تُقدم كهدية للوطن في يومه المجيد. لو قدم رجال المال والأعمال، كُلٍ في مدينته، مشروعا للوطن في يومه الوطني لحصلنا على منظومة متكاملة من أعمال الخير والتنمية النافعة للجميع.

من حق الوطن علينا جميعا حمايته من الأعداء والمحافظة على مكتسباته الدينية والدنيوية، والتنبه للمخططات الشيطانية التي تغرس بذورها بعض الدول المارقة في المنطقة.

الاحتفاء باليوم الوطني، يجب أن يتحول إلى ممارسة حقيقية على أرض الواقع، يتمازج فيه العمل النافع المثمر بمظاهر الفرح والسرور.عندما يرتبط الاحتفاء والزهو، بالعمل على مواصلة البناء والتطوير والنماء، وتكريس الأمن، والتخطيط الإستراتيجي، يحدث التوازن الأمثل الذي يجب أن يكون غاية وهدفا لجميع المحتفين بيومنا الوطني المجيد.

f.albuainain@hotmail.com
 

مجداف
يوم الوطن ومسؤولية مواطنيه
فضل بن سعد البوعينين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة