ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 02/10/2012 Issue 14614 14614 الثلاثاء 16 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محاضرة

 

رئيس التحرير خالد المالك يحاضر في حائل عن اختفاء الصحافة الورقية متى وكـيف؟

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

حائل - عبد العزيز العيادة:

بدعوة من معالي مدير جامعة حائل معالي الدكتور خليل البراهيم، وضمن فعاليات المعرض الأول للكتاب التي نظّمته جامعة حائل، ألقى رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك مساء السبت الماضي محاضرة بعنوان (اختفاء الصحافة الورقية: متى وكيف؟) وقد بدأت المحاضرة بكلمة من مقدم المحاضرة وكيل الجامعة الدكتور عثمان العامر جاء فيها:

رائحة الموت تفوح في الأماكن منذ مطلع هذا القرن.. والحديث عن النهايات.. وسقوط الدول.. ورحيل القادة والرؤوس.. وتهاوي الرايات.. هو حديث المثقف والعامي على حد سواء، وقبل هذا وذاك نُعي لنا المؤلف.. وعزّينا بالمثقف.. وقالوا قريباً ستموت الأيديولوجيات.. وشاع خبر قرب رحيل الصحافة الورقية فهي على سرير الموت.. ومن غرفة العمليات كان لنا شرف استضافة الخبير المخضرم سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك ليشخّص لنا حالة صحافتنا الورقية وليقول - وهو المطلع على ما يدور خلف الكواليس - متى وكيف ستكون النهاية؟

تعريف المعروف مشكل، وضيف هذا المساء أشهر من أن يعرف أطلق عليه خادم الحرمين الشريفين لقب (ولي عهد الصحافة السعودية).

قال لي زميل عزيز كان هو من سيقدم لضيفنا الليلة قال لي بأدب معتذراً بصيغة عتاب جميل (كيف ترضى لي أنا أكون مقدماً لهذا البحر).

نعم إنه البحر.. في لحظة هدوئه وصمته، تقرأ في وجه البحر هذا ضجيج حزن، وتتفرّس في عينيه بقية أمل متناثر، وشيئاً من تفاؤل مجروح، اعتوره طوال سنوات عمره مد وجزر..، كان في جزره ألم وحزن..، دمعت عيناه وبكى كثيراً وطويلاً تأثراً على من رحلوا من دنياهم ودنياه بلا رجوع.. ولده ووالده وأخويه وأخته وسلسلة تطول من أقاربه ومن يحب ويوالي ابتداءً من الملك سعود وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز..، أما في مده فعطاء وبناء،كتابة وتأليف، إدارة وتصنيف، سفر وترحال، تمثيل داخلي وخارجي، جوائز وأوسمة.

في قلب هذا البحر جزيرة رائعة يحتضنها لأكثر من خمسين سنة بثلاث سنوات..، وللبحر عروس كانت معه في مده وجزره رفيقة دربه..، فلتات قلم الضيف تنبئ عمن هي بالنسبة له!! عزّاها في والدهما «فهد» ورثى لحالها وهي تبكيه ليلها ونهارها، وحين رحل والدها صالح العلي الزامل عن دنيا الناس كان قلم ضيفنا في الأسر مصفداً بأغلاله ومع ذلك كتب مقالاً عزاها فيه ونشره ضمن كتابه عيناي تدمعان.

نعم ضيفنا العزيز أنت البحر في أفكاره الدر كامل ولكنك لا دموي أحمر ولا أنت سوداوي أو ميت فأنت لا تعرف للغدر مكاناً وليس منك التخويف، بحر أبيض متوسط في باب الفكر والقول والسلوك.. كنت وما زلت تحتفظ بمنظومة قيم رائعة تتعامل بها مع الصغير والكبير، الذكر والأنثى.. أنت البحر ولكن ماءك صاف متدفق رقراق كالنهر تماماً.. كلمات هي ماؤك، وجمهور هذا المساء متعطش لها فليتفضل سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة ليحدثنا عن الصحافة الورقية... والعمر الافتراضي لها وكيف ستكون نهايتها..

نص المحاضرة:

منذ سنوات وهناك دراسات وأبحاث ومؤتمرات تتحدث عن مستقبل الصحافة الورقية في ضوء بروز التقنية الهائلة في مجال الاتصالات، وتوظيفها لصالح ما يسمى بالصحافة الإلكترونية. وقد كانت غالبية الآراء غير متفائلة باستمرار الصحافة الورقية وتعاطيها مع قرائها بهذا الزخم والاهتمام الجماهيري الذي هي عليه. وقد كان من بين المتشائمين من حدَّد الفترة الزمنية، بعدد قليل من السنوات، كفترة زمنية أمام الصحافة الورقية للصمود والتعايش مع قرائها واستمرارها على ما هي عليه في تواصلها وجاذبيتها وتأثيرها فيهم، وذلك قبل أن تكتمل الصحافة الإلكترونية في جاهزيتها، بوصفها صحافة بديلة ومقنعة لمتلقيها عبر الآي فون والآي باد وغيرهما.

***

غير أن التنبؤات والتوقعات لم تصدق تماماً بالنظر إلى صمود الصحافة الورقية إلى اليوم محتفظة بغالبية قرائها، ومتخطية السنوات التي حُدِّدت سلفاً للإجهاز عليها، إلا أن شعوراً بالخوف ما زال يسيطر على التقليديين، قراء وناشرين وعاملين، من أن دنوّ موت الصحافة الورقية يوشك أن يحين، بدليل تعثر بعض الصحف العالمية، والبحث عن عودة لوهجها من خلال ابتكارات وأفكار، وإيجاد أعمال مساندة، بما يومض بمؤشر إلى أن التغيير قادم لا محالة، وأن على المسؤولين في الصحافة الورقية أن يكونوا يقظين ومتابعين لكل المستجدات في عالم يموج بالمتغيرات ضمن التحديث والتجديد والابتكار، وبالسرعة التي ينبغي مواكبتها؛ حتى لا يفوت القطار على من هو غير آبه بما يجري حوله وبالقرب منه.

***

إن من الخطأ - كما أتصور - أن نحدِّد عمر الحالة هذه بسنوات، كَثُر عددها أو قَلَّ؛ فالعالم همه الكبير أن تتطور الوسيلة الإعلامية، وأن تنتقل من الوضع الذي هي عليه الآن إلى الوضع الذي يستجيب لتطلعات الجيل الجديد من القراء، ضمن برامج وخطط لصناعة صحفية حقيقية، يعمل المختصون بدأب على أن تكون منسجمة مع التطورات التي يشهدها العالم في كل شيء من شؤون الحياة، بما لا مجال للإنكار أو التقليل من أهمية الضيف الجديد، وإن كان التحفُّظ عليه من جانبي هو في الفترة الزمنية التي تحتاج إليها المرحلة الانتقالية، والتي لا يمكن حسمها بمثل ما يُقال الآن، خاصة مع هذا التباين في وجهات النظر، وتراجع بعض أصحابها عن بعض آرائهم؛ بسبب ما يُقال بأنه ظهر على السطح مستجدات ومتغيرات، ألقت بظلالها على المشهد، وأعطت فرصة لمزيد من الوقت نحو مزيد من البحث والدراسة والتقصي؛ للوصول إلى نتائج حاسمة.

***

إن غالبية الناشرين والمسؤولين والقراء في الصحافة الورقية لن يكونوا سعداء بهذا التحوُّل، وفي مقابل ذلك فإن جيلاً واسعاً من الشباب الذي يتعاطى مع وسائل الاتصال والتقنية الحديثة يجد نفسه مع هذا التحوُّل سعيداً ومسروراً، غير أن الفرصة ستظل لبعض الوقت متاحة للنموذجين من الصحافة؛ وبالتالي ستظل الخيارات مفتوحة لجميع القراء؛ للوصول إلى المعلومة والرأي عبر الوسيلة الصحفية التي يميل لها ويحبذها، ولا يجد في غيرها المتعة الحقيقية عند قراءتها. على أن استمرار هذا الوضع مرهون بالقوة الشرائية للصحف الورقية؛ مع استمرار تدفق الإعلان فيها بهذا الحجم الكبير، كما أن تأثير ذلك بطئاً أو سرعة يتوقف على امتناع المعلنين عن التوجُّه إلى الصحافة الورقية للإعلان فيها والتوجه بإعلاناتهم إلى صحافة إلكترونية تكون قادرة ومُؤثِّرة تسويقياً، لا كما هو حالها اليوم.

***

لقد احتاجت الصحف الورقية إلى سنوات طويلة لتتحول إلى مؤسسات فاعلة، يعمل فيها جيش من الصحفيين والفنيين والمسوقين بمساندة قدرات إدارية مدربة، وظلت تحتفظ بشخصيتها القوية، بوصفها شريكاً في نجاح أي مشروع تجاري أو صناعي بتسويقها له على نطاق واسع، وهو ما يعني أن على الصحافة الإلكترونية أن تبحث عن شخصية لها ضمن إثبات الوجود؛ حتى تحصل على حصة مناسبة من الإعلانات، يتم توظيفها لتطوير الصحيفة، وضم الكوادر المناسبة لها من صحفيين وفنيين وإداريين ومسوِّقين، بعيداً عن الاجتهادات والأعمال الفردية واقتصار العمل على استثمار التقنية المتاحة لكل الناس، خاصة مع وجود منافسة محتملة بقوة بين هذا النوع من الصحف والصحف الورقية.

***

على أن الصحف الإلكترونية لا تحتاج إلى أجهزة طباعية ومساحات كبيرة لها، ويمكنها أن تواكب الأحداث وتتابعها بأفضل مما يمكن للصحافة الورقية أن تقوم به، إذا ما توافر لها العدد المناسب من العناصر البشرية المبدعة، وأحسنت التعامل مع المستجدات بمهنية عالية، وأظهرت قدرتها في معرفة متطلبات قرائها؛ فأتاحت لهم من المعلومات والأعمال الصحفية ما يمكِّنها من كسب المنافسة مع الصحف الورقية وبخاصة حين تكون هناك منافسة على التميز والإبداع بين الصحف الإلكترونية ذاتها.

***

وعلى امتداد العالم - دولاً وشعوباً - هناك عمل يجري بقوة، ودراسات تتم، وأبحاث لا تتوقف، ومؤتمرات تُعقد باستمرار، وكلها تبحث في تأثير الضيف الجديد ومستقبل الصحف الورقية، معتمدة على التجارب والأرقام والحالات التي مرت بها بعض الصحف الورقية صموداً أو تعثراً، بينما على الخط الآخر يكون الحديث عن الإنجازات والتطورات في الصحافة الإلكترونية وقدرتها على كسب المعركة، دون أن يسلِّم أي طرف للطرف الآخر بقبول آرائه، أو لنقل إن المعركة لم تُحسم بعد، وإن قال كثيرون إن رصاصة الرحمة للصحافة الورقية قادمة شئنا أم أبينا.

***

وقد كنت - بالمناسبة - منذ أيام في أوكرانيا، وتحديداً في عاصمتها (كييف)، أحضر ضمن عدد من الإعلاميين على مستوى العالم المؤتمر السنوي لـ(وان-افرا)، حيث اقتصرت ندوات ومحاضرات المشاركين في هذا المؤتمر على التطورات المستجدة بكل إثارتها وجاذبيتها في عالم الصحافة، تأملاً وقراءة وتحليلاً مدعوماً بالأرقام والإحصائيات والتجارب وعينات من الأفكار التي طبقت للحيلولة دون أن تتأثر الصحافة الورقية سلباً، وبأمل أن يكون الانتقال إلى الصحافة الإلكترونية إذا ما تم ذلك سلساً وطبيعياً، وأن تساعد هذه الأبحاث والدراسات وما يبذل من جهد في إبقاء الصحافة الورقية على ما هي عليه، أو أن يكون تأخير موتها إلى حين تكامل الاستعداد والتنظيم والترتيب لصناعة صحافة المستقبل.

***

في هذا المؤتمر تحدث كثيرون وبينهم لاري كليمان، نائب الرئيس التنفيذي ومدير الاتصالات والشؤون العامة في وان-افرا عن اتجاهات الصحف العالمية من خلال ورقة قدمها وقال فيها: لا تزال الصحف هي الوسيلة الأكثر فاعلية في العالم، مشيراً إلى أن نصف سكان العالم من البالغين يقرؤون الصحف بشكل يومي (2.5 مليار يقرؤون الصحافة الورقية و600 مليون يقرؤون الصحافة الرقمية). وأشار إلى أن نمو الصحافة الرقمية يعتمد بشكل أساسي على الصحافة الورقية التي يزيد عمرها عن 400 عام، موضحاً أن صناعة الصحافة ذات طبيعة متغيّرة وتتطلب مرجعيات ديناميكية أكثر.

***

وأشار كليمان إلى أن التقنية الإلكترونية مثل الكمبيوتر اللوحي والآي باد والجوال قد أحدثت تغييراً كبيراً في عالم الصحافة، واستشهد بما ذكره موقع أمازون لتسويق الكتب أن نصف مبيعاتهم من الكتب هي الكتب الإلكترونية. كما أن صحيفة اللوموند الفرنسية أكدت على ارتفاع معدل قراء نسختها الإلكترونية بشكل يوازي، وقد يتفوق على قراء نسختها الورقية. وأضاف كليمان: إن الناشرين الأمريكيين قد اكتشفوا أيضاً أن معدل الاشتراكات بالصحيفة بالنسبة للقارئ الرقمي يتجاوز معدلات قراء الصحف الورقية.

***

وفي المؤتمر ذاته، وفي بحث عن الدور الهام للصحافة المطبوعة قدمته وكالة (جارسيا ميديا) الإعلامية جاء فيه أن القدرة على التكيف والابتكار والتحول في الأدوار قد يعطي الصحافة المطبوعة الخلود المنشود، بمعنى أن كل واسطة إعلامية سواء ورقية أو رقمية أصبحت لها وظيفة مختلفة، مشيرة إلى أن صحيفة (الواشنطن بوست) على سبيل المثال تعمل حالياً على تطوير إستراتيجية رقمية يجري خلالها تحسين مستوى عدد يوم الأحد، وأنها تفسح المجال أكثر لتكون صحيفة ذات بعد تحليلي وتأملي، وتتساءل (جارسيا ميديا): هل يجب صدور الصحف بشكل يومي؟ وتجيب: ربما سنشهد صحافة أسبوعية تتميز بالقوة في الطرح، ونرى من خلالها ما يمكن أن نطلق عليه الجمع ما بين الجاد والخفيف. وتؤكد (ميديا جارسيا) أن مستقبل الصحف سيعتمد أكثر على الوسائط الشبكية، والمحور الأساسي فيها سيكون السرد القصصي.

***

وخلال المؤتمر تحدَّث من جانبه مدير الوسائط بصحيفة التليجراف البريطانية السيد مارك تشالينور، عن مستقبل الصحافة المطبوعة مشيراً إلى أن الإعلام التقليدي يقود التوجُّه نحو إعادة ابتكار صناعة الخَبَر، وأن الإعلام المطبوع سيظل جزءاً مهماً. وأضاف تشالينور إلى أن الوسائط المتنقلة جزء مكمل لذلك المستقبل، مؤكداً أن صحيفة (التليجراف) تلتزم بتقديم مستوى متعدد القنوات والوسائط لخدمة قرائها في المستقبل، كما أنها تلتزم بالعمل على نقل كل من المعلنين والقراء نحو مستقبل واعد وجديد.

***

مايكل جولدن نائب رئيس مجلس الإدارة لصحيفة نيويورك تايمز في الولايات المتحدة الأمريكية قدَّم من جانبه ورقة في المؤتمر عن تجربة الصحيفة في إطلاق خدمة الاشتراك المدفوع لبعض أقسام الجريدة، التي لاقت نقداً لاذعاً قبل أن يتم إطلاقها، واعتبرها البعض ضرباً من الجنون محكوماً عليه بالفشل. ولكن مايكل جولدن ينقل عن أحد شركاء النيويورك تايمز بعد مرور عام على إطلاق الخدمة قوله: «لم يتوقع أحدٌ أن يصل عدد المشتركين في الخدمة المدفوعة إلى 450 ألفاً خلال عام، وأن يتم إنجاز هذا العمل الضخم دون أخطاء تُذكر»، ويشير مايكل جولدن إلى وجود أكثر من نصف مليون مشترك رقمي في صحيفة النيويورك تايمز حالياً، وإلى تحسن مستوى الاشتراك في الصحيفة الورقية.

***

وقد شهد المؤتمر تركيزاً على الإعلام الاجتماعي، الذي يتبنى الانتشار وتوسيع دائرة المقروئية، وهو ما تحدثت عنه (كاثي ما) رئيسة قسم الإعلام الاجتماعي بمجموعة آي بي سي ميديا البريطانية، التي تقدم المحتوى عبر عدد من الوسائط، مثل الإنترنت والجوال والأقراص والإعلام المطبوع وإعلام المناسبات وغيرها، وتنشر أكثر من 60 إصداراً عبر هذه الوسائط، حيث يتفاعل مع إصدارات المجموعة 26 مليون بريطاني (نحو ثلثي النساء وأكثر من 40 في المائة من الرجال)، مشيرة إلى أن عدد زوار مجموعة المواقع التي تصدرها المجموعة يبلغ أكثر من 25 مليون زائر كل شهر في مختلف أنحاء العالم. وقالت (كاثي ما) عن تجربة المجموعة في الانتشار عبر الإعلام الاجتماعي: إن المقصود بالإعلام الاجتماعي هو الإعلام المصمم للانتشار عبر التفاعل الاجتماعي باستخدام تقنيات النشر الحديثة، ودعم الحاجة البشرية للتواصل الاجتماعي عن طريق الإنترنت والتقنيات المبنية على الويب ودعم ديمقراطية المعرفة والمعلومات، وتحويل القراء من مستهلكين للمحتوى إلى منتجين له.

***

بينما قدم مارتين هنريكسن المدير العام لمجموعة (بابليش لاب إيه إس) النرويجية المالكة لعدة صحف ورقة عمل بعنوان (البوصلة الرقمية - أين نتجه ولمن القيادة؟) جاء فيها أن المجموعة نجحت في تخفيض تكلفة الإنتاج وتقنية المعلومات كما نجحت في زيادة الدخل بشكل كبير عن طريق الإعلانات الرقمية. وقال إن المجموعة حققت أيضاً إنجازاً في جعل صحيفة (داجبلاديت) التي تملكها ثاني أكبر صحيفة رقمية في النرويج، وأشار مارتين هنريكسن إلى أن الأسباب التي دفعتهم للتغيير والتركيز أكثر على التقنية الرقمية تكلفة الإنتاج العالية للصحف الورقية.

***

فيما تحدث (جريج هايوود) المدير التنفيذي لشركة فيرفاكس ميديا ليمتد عن المشاكل التي واجهتها الشركة في التحول نحو النشر الرقمي، والحلول التي وضعتها لهذه المشاكل، وأشار في الورقة التي قدَّمها إلى أن من بين المشاكل إعطاء الأولوية للإعلام المطبوع، اعتقاداً بأن الإعلام المطبوع هو المهم، وحجب المقالات عن الويب دون ضرورة، وعدم أخذ الإعلام الرقمي في الاعتبار عند وضع الخطط، وعن الحلول التي تبنتها الشركة لمواجهة هذه المشاكل لخصت الورقة هذه الحلول من خلال بناء غرف أخبار تضع في قائمة أولوياتها الإعلام الرقمي، مع الاستمرار في إصدار النسخ المطبوعة ذات الجودة العالية. وعن المستقبل أوضحت الورقة أن المجموعة تعيد تشكيل الطريقة التي تدير بها أعمالها، وأن لديها خطة عمل لثلاث سنوات قادمة تضع ضمن قائمة أهدافها التحول من النشر المطبوع إلى النشر الرقمي، وتبادل المحتوى بين قنوات المجموعة.

***

وفي ورقة أخرى بعنوان (البوصلة الرقمية - إلى أين نحن ذاهبون) قدمها تور جاكوبسون، المدير التنفيذي لشركة في جي موبايل (VG Mobile) النرويجية، وتناول فيها تجربة شركته في زيادة الإيرادات عن طريق النشر عبر الجوال، أشار إلى أن استخدام الجوال في تزايد مطرد، وأن (في جي موبايل) تحتل المرتبة الأولى في مجال النشر عبر الجوال في النرويج، وأوضح أن دور النشر لم تكن تعير النشر عبر الجوال اعتبارا حتى تاريخ قريب، غير أن دور الجوال في زيادة الإيرادات لم يعد بالإمكان تجاهله في الوقت الحالي.

***

وقدمت الورقة بيانات رقمية تشير إلى أن الشركة ظلت تحقق منذ عام 2009م ارتفاعاً مطرداً في إيرادات النشر عبر الجوال، كذلك تناولت الورقة الآي باد، مبينة أن الآي باد أداة إعلان ذات تأثير قوي وتوفر طريقة مبتكرة لجني الإيرادات عبر النشر الرقمي، ومؤكدة أن مؤسسته بدأت في ابتكار منتجات للنشر والإعلان عبر الآي باد، كما أشار المتحدث في ختام ورقته إلى أن المستقبل للجوال؛ لأن الإعلانات بدأت تتجه صوبه بالتدريج.

***

وعلينا أن نتساءل في ضوء هذا الحراك الصحفي العالمي ومؤثراته، أين مؤسساتنا الصحفية من كل هذا، وما هي إنجازاتها أو لنقل مشاركتها ودورها في الحراك الإبداعي الذي يخاطب العقل دون أن تكتفي بتلقي ما يقدمه الآخرون معلباً وجاهزاً لها، فيما يأتي هنا مَنْ يتحدثون -خطأ- عن عالمية الصحافة المحلية تقييماً لمحتواها وإبداعها وتاريخها بحسب ما بلغ هؤلاء من العلم والمعرفة والمتابعة؟ وكأننا بهذا نخدر أنفسنا ونغيب عقولنا ونسترخي كثيراً وبأكثر مما يجب، لتبقى صحافتنا محدودة التأثير في كثير من القضايا التي تحوم حولنا، وننسى أن مسؤوليتنا تقتضي منا أن نعمل على أن تكون صحافتنا وسيلة إعلامية توعوية وعلمية وفاعلة بامتياز، وأن لديها القدرة على خدمة الوطن والمواطن من منظور يحترم فيه عقول القراء من خلال ما يُنشر فيها دون أي مغالطات أو ادعاء.

***

ولا بأس أن أشير هنا إلى جهد يبذل في مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر التي أنتمي للعمل فيها، وهو جهد متواضع بالقياس إلى ما يجري في دول العالم المتقدمة ولكنه مهم؛ وعليَّ أن أضعكم في صورة ما يجري دون مبالغة أو ادعاء، ففي الجزيرة هناك جهاز يضم عدداً من الإعلاميين والإعلاميات وفنيين يعملون جميعاً في تقديم عمل أزعم بأنه يرتقي إلى مستويات جيدة في مجال تقنية المعلومات، وبالتالي في مجال الصحافة الإلكترونية، وذلك استعداداً للجديد الذي جدَّ؛ لكي لا نُفاجأ ذات يوم بموت الصحافة الورقية دون أن يسبقه الاستعداد وتوفير المتطلبات لتقديم الخيار البديل -وربما الأفضل- وأعني به الصحافة الإلكترونية، وبغير الاستعداد من الآن لمواجهة هذا الموضوع المستجد، من خلال برامج وابتكارات، فلن يكون حضور أي مؤسسة إعلامية أو صحفية فاعلاً بأكثر مما يقوم به فرد أو مجموعة صغيرة من الأفراد والهواة في مواقعهم الإلكترونية في أحسن الأحوال.

***

وتفعيلاً لذلك في توجهات وتفاعلات مؤسسة الجزيرة، فإلى جانب موقع صحيفة الجزيرة وهو أول موقع إلكتروني في الصحافة المحلية، هناك الجزيرة أون لاين، والجزيرة بلس، وأرشيف الجزيرة، وغيرها، وهي تُعنى بمخاطبة عقل القارئ قبل عاطفته وعلى مدار ساعات اليوم في اهتمامات وتخصصات مختلفة بحيث يتاح للقارئ خيارات عدة لينتقي منها ما يتواءم مع اهتماماته، والأهم من ذلك أنها بيئة منتجة ومناخ مناسب للصحفيين والصحفيات ممن يجدون أنفسهم ومتعتهم في العمل الصحفي الإلكتروني، ما يعني أن درجة الخوف من عزوف القراء والمعلنين عن قراءة الصحف الورقية سيكون أقل باحتضان الجزيرة لكل هذا النشاط الصحفي الإلكتروني البديل، دون وضع حسابات للربح والخسارة المادية ولو في الوقت الحاضر على الأقل.

***

وفي تفاصيل أكثر، فقد أنشأت صحيفة الجزيرة موقعها الخاص على شبكة الإنترنت منذ العام 1997م لتكون بذلك أول صحيفة محلية تنشئ موقعاً لها، وذلك لتمكين القراء من الاطلاع على الأخبار المحلية والدولية وأخبار الرياضة والمال والأعمال وغيرها، كما يتيح الموقع للقراء تفاعلهم مع ما يُنشر بالموقع من خلال التعليق أو التصويت، كما يرصد الموقع مقالات كتاب الصحيفة على نحو أرشيفي عبر سنوات عدة، وذلك لحفظ إنتاجهم الفكري وجعله في متناول زوار الموقع؛ حيث يمكن البحث عن أي مقال بطرق سهلة ومتعددة بواسطة اسم الكاتب أو عنوان المقال.

***

وهناك أسبقية لـ(الجزيرة) في إنشاء أرشيفها الآلي الذي يعد الأضخم على مستوى الصحافة المحلية، وبه محرك بحث يمكِّن زوار الموقع من الوصول بسهولة ودقة إلى جميع ما نشر وينشر في الصحيفة منذ إنشائها، أي منذ قرابة نصف قرن مضى وحتى الآن، وهو يقدم خدمة للباحثين والدارسين كونه يوثق لحقبة تاريخية مهمة محلياً وإقليمياً ودولياً، بالاعتماد على ما نشر في الصحيفة من معلومات لتوثيق أعمالهم على مدى خمسين عاماً مع الاستمرار في ذلك.

***

وضمن سلسلة الاهتمام بالنشر الآلي، فقد انطلقت (صحيفة الجزيرة أون لاين الإلكترونية) في مطلع هذا العام بوصفها صحيفة إخبارية شاملة في تغطية الأحداث على مدار الساعة، وفق القواعد المهنية لرسالة الصحافة ولكن برؤية مختلفة، بحيث يتم التركيز على قضايا المجتمع وهمومه، ويتميز طرح الصحيفة باحتوائه على أطياف الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وتدار برؤية وعناصر شبابية تعطى مساحة كافية للمشاركة والتعبير بالرأي الحر ضمن الموضوعية في الطرح والالتزام باحترام الرأي والرأي الآخر.

***

كما تنفرد مؤسسة الجزيرة بإصدارها (صحيفة الجزيرة بلس) المتوافق مع آي باد والأجهزة اللوحية الأخرى والويب أيضاً، مؤكدة ريادتها الصحفية ضمن استمرار ريادتها التقنية، حيث تم تدشين هذا الإصدار لأول مرة على مستوى الصحف بالشرق الأوسط تحت شعار (ليس من قرأ كمن سمع وشاهد)، ويعزر هذا الإصدار توجُّه الجزيرة نحو مواكبة الإعلام الجديد، ملبية بذلك متطلبات القراء الذين يتواصلون مع الصحيفة، سواء عبر النسخة الورقية أو الموقع الرسمي على الإنترنت، ولكن من خلال منتج تقني جديد يجمع بين الصحيفة المطبوعة والإمكانات الفنية، بعد غزو الأجهزة الذكية مثل الآي باد وغيره من الأجهزة اللوحية الأخرى، ويتميز هذا الإصدار بمحافظته على شكل العدد اليومي للصحيفة.

***

ولم تكتفِ الجزيرة بذلك؛ فقد امتد نشاطها وعملها إلى كل مواقع التواصل الاجتماعي؛ كونها حلقة مهمة لإيصال رؤيتها ورسالتها إلى جمهورها، فتم إطلاق صفحات خاصة بها على تويتر والفيس بوك وجوجل بلس، والهدف من ذلك هو الوصول إلى القراء والمتابعين في كل مكان من العالم، وجعل المحتوى الخاص بمنتجات الجزيرة متاحاً وميسَّراً عبر هذه الوسائل؛ حيث يتم تصفح ومشاركة وتفاعل القراء مع هذا المنتج أو ذاك.

***

كانت هناك أسئلة ومداخلات من الحضور، وقد اخترنا بعضها باختصار لضيق المساحة.

طرح الدكتور عبدالله طارش أستاذ جامعة حائل رغبته بإطلاق جريدة ورقية تصدر من منطقة حائل ومدى إمكانية ذلك، وكانت إجابة المالك على عكس ما طرح السائل نظراً لمعرفته بحجم المتطلبات المالية والبشرية لإصدار ورقي لصحيفة جديدة، مبيّناً أن التحدي الحقيقي الذي بالإمكان خوضه ونجاحه من أبناء منطقة حائل ومناطق المملكة الأخرى بتبني إصدار صحيفة إلكترونية ليست مخصصة للمنطقة وأخبارها وإنما تهتم بالشأن المحلي والدولي وتكون على مستوى عال من المهنية والاحترافية في الأداء، فيما صاغ رئيس النادي الأدبي معزوفة أدبية رائعة بالجزيرة ورئيس تحريرها وطرح تساؤله لماذا غابت الصحافة الورقية خلال هبوب رياح التغيير التي هبت على الدول العربية خلال الربيع العربي وأبان المالك أن الصحف السعودية تواكب دوماً كافة الأحداث الدولية أولاً بأول رغم محدودية الصفحات المخصصة لها نظراً لاستهدافها القارئ الذي يبحث عن المزيد من أخباره وتحقيقاته المحلية، مؤكداً التزام الصحف بالسياسات والمواقف السعودية الداعمة لحريات الشعوب وكرامتها والوقوف مع كل الشعوب العربية والإسلامية ومناصرتها، كما قال مدير إدارة السياحة والآثار بحائل المهندس مبارك السلامة إن دور جريدة الجزيرة ريادي، وكانت شريكاً فاعلاً في النهوض بالفعاليات السياحية في بلادنا ولكنه تساءل: لماذا في السنوات الأخيرة أصبحت الرعايات في الجزيرة بمقابل مادي، مشدداً على أهمية قيام الصحف بمسئوليتها الاجتماعية، وأوضح المالك، أن جريدة الجزيرة من أوائل الصحف وما زالت الداعمة لكافة المناشط والفعاليات السياحية والوطنية وغيرها واستمرارها على هذا النهج، وقال بعد أن تميّزت الجزيرة برعايتها الشاملة وتضاعف الإقبال على رعايتها للمهرجانات وتعدد الجهات الراغبة برعاية الجزيرة حتى وصلت إلى مدارس وجهات صغيرة ورغبتها بعدد صفحات مضاعفة كان لا بد لنا أن نضع تنظيماً لذلك من أجل أن يكون تعاملنا مع الجميع موحّداً ومنظماً ويراعي مصلحة الوطن، إلا أنه استدرك قائلاً، ولكن هذا لا يعني أننا لا نتجاوب أو نتفاعل مع توجه داعم للوطن، وقال لدينا مسطرة نقيس بها كافة الأمور لاستمرار حضور الجزيرة الفاعل والمحافظة على مكانتها وتميزها. كما تداخل مدير الشئون الاجتماعية بمنطقة حائل سالم السبهان، معرباً عن سروره للنجاحات التي تحققت للجزيرة في المنطقة وفي مناطق المملكة وتساءل عن مستقبل التدريب في الصحف السعودية وأهية العناية به وماذا قدمت الجزيرة لمحرريها من برامج تدريبية.

وفي هذا الإطار ذكر الأستاذ خالد المالك أن مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر من أوائل الصحف التي أنشأت معهداً تدريبياً مجانياً ليس لمنسوبيها فقط وإنما يعنى بتدريب طلاب الجامعات ومنسوبي عدد من الجهات الحكومية التي تربطها برامج تعاون مع المؤسسة، مؤكداً إيمانه بالتدريب وتواصل برامجه بما يحقق المزيد من التطور للمؤسسات الصحفية عموماً.

فيما كان لأستاذ جامعة حائل وعضو النادي الأدبي الدكتور فهد العوني مداخلة أشاد من خلالها بمكانة المالك ونجاح تجربته الثرية، وزفّ بشرى تنظيم النادي الأدبي لملتقى الكتّاب والأدباء خلال الفترة القادمة وطلب من المالك الحضور والمشاركة، معرباً عن شكره لجامعة حائل وللجزيرة ورئيس تحريرها على هذه المحاضرة القيّمة والأمسية الناجحة والممتعة.

وفي نهاية المحاضرة كرَّم مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم رئيس تحرير جريدة الجزيرة بدرع تذكاري.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة