ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 05/10/2012 Issue 14617 14617 الجمعة 19 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

في صحبته..
عبد الله سليمان الطليان

رجوع

 

يتسرب الوقت وهو مرتمٍ في أحضان الكسل، فكرّة يبحر كالمعتاد في رسم لوحة مكررة عناصرها تحوم في رأسه تحاول إخماد شعلة الجوع في جوفه الذي يلاحقه منذ خروجه من السجن الذي أمضى فيه خمس سنوات بعد حادثة سرقه نحتت بعضا من عمره ولكنها لم تقو على جسده الذي بقي مفرطا في السمنة يرسو به إلى السكون والصمت الذي يحاول عبثا أن يتغلب عليهما عبر ذلك التلفزيون المنتصب في غرفته الواقعة في طرف المنزل والتي تحوي أثاثا بسيطا؛ قطعة من السجاد ووسادتين ولحافا تمزق جزء منه وطاولة يعلوها ذلك التلفزيون ذو المفاتيح المتسخة، ونافذة مشرعة على الدوام عرضة للنور والذباب والبعوض.

استفاق من سكونه وامتطى التمني للحظات وأمعن في وأد تلك الصورة البشعة، ما لبث أن اغتالت تمنياته كلمات أخيه الأكبر القاسية التي راح صداها يطرق أذنيه بعدما أن أجهزت على ذاكراته التي طالما دفن بعضا من أحداثها في النسيان ولكن كلمات التقريع الممزوجة بالسخرية تعيد نبشها من جديد فتزل بساحة فكره وتعيده إلى ماضيه في السجن وهيئة ضابط السجن الذي يصرخ في وجهه بعبارات حقيرة ومهينه تراصت تلك الكلمات وتراكمت مع بعضها البعض وبدأت بشكل حاد تهدم وتحطم شخصيته، قتلت في داخله فرص الخروج من دائرة الإحباط الذي تسرب إليه فأعلن الهزيمة وقبض عليه اليأس وسلبه آماله عندها قرر ركوب قطار الخروج من الحياة والاختفاء تحت تراب الأرض، اجتاحه الهياج والصراخ فجأة مما جعل ذباب المنتشر في الغرفة يهرب من نافذة غرفته وسحب مسدسا -قد استخدمه سابقا في السطو- من أدارج طاولته وراح يطلق النار في كل اتجاه ثم صوبه إلى رأسه وأطلق منه طلقتين كانت آخر شيء يسمعه في حياته.

abdllh_800@hotmail.com
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة