ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 05/10/2012 Issue 14617 14617 الجمعة 19 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

هجرة العقول العربية إلى الخارج
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

لئن كان الإنسان هو أكبر ثروة للوطن، فإن البلدان النامية ومنها البلدان العربية تخسر هذه الثروة سنوياً وبشكل يستنزف شبابها الذين يهاجرون من أجل التخصص في الخارج دون أن يعودوا إلى أوطانهم فتستفيد منهم البلدان التي أقاموا فيها، حيث وصلوا إلى أعلى المراتب في مختلف الحقول.

يعتبر العرب رواداً في هذا المجال فهجرتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف البلدان الأوروبية تعود إلى الحرب العالمية الأولى. وكم من مؤسسة أمريكية أو أوروبية سجلت إنجازات ضخمة في ظل مهاجرين عرب وكم من اختراع وعمل فني أحدث ضجة عالمية وكان وراءه خبير عربي.

روي أن أحد الخبراء العرب وهو متخصص في المنشآت البترولية كمصافي التكرير وغيرها، أراد بعد غياب طويل من التخصص والعمل في الخارج العودة إلى وطنه تلبية لدعوة الحنين المنطلقة من داخله، وبعد عودته أطلع المسؤولين في بلده على مجال اختصاصه ومنصبه الرفيع الذي يشغله في شركة بترولية أجنبية فرحب هؤلاء به وأشادوا بوطنيته، لكن بعد طول انتظار لم يضعوا خبيرهم العائد إلى الوطن في المكان المناسب لاختصاصه. الأمر الذي حمله على الهجرة ثانية والعودة من حيث أتى.

بعد مدة تعطلت إحدى المنشآت البترولية في البلد العربي نفسه، ومن أجل إصلاحها جرت عدة اتصالات مع شركات عالمية، ووقع الاختيار على الشركة التي يعمل فيها الخبير العربي، فانتدبته للقيام بعملية إصلاح العطل وكانت دهشة المسؤولين العرب بخبرته فانهالوا عليه بالعروض، التي رفضها وفضل العودة إلى من يقدر خبرته أكثر ويحافظ عليها، ويساعده على تنميتها.

تلك ليست الحادثة الوحيدة بل غيرها الكثير يتداوله المغتربون في الخارج في مجال الاستشهاد بعدم اهتمام المسؤولين في بلدانهم وبخبرتهم وتقديرها والاستفادة منها وعلى عكس ما يجدونه في البلدان التي يعملون فيها.

وبالطبع لا يمكن التعميم في هذا المجال لأن هناك عددا ولو ضئيلا من الخبراء الذين عادوا إلى أوطانهم ويعملون فيها حسب اختصاصاتهم. أما الميادين التي غالبا ما يتخصص فيها العرب في أوروبا وأمريكا فهي تتراوح بين الطب النووي، واستخدام الطاقة الشمسية، وهندسة النظم إلى قياس الصوتيات تحت الماء والكمبيوتر والتدريب المهني للنساء ومكافحة تلوث البيئة. إن نجاح المهاجرين العرب في مجال دراساتهم وإحراز النجاح أسفر عن تنافس بين الدول مثل باكستان التي تمتلك القنبلة النووية، وغرينادا والهند وحتى الصين والفلبين قطعتا شوطا كبيرا في هذا المجال.

باختصار إن الخبراء يشتركون مع مواطنيهم في التقاليد والثقافة مما يسهل عمل نقل المهارة إلى حد كبير، علما بأن المواطنين يتقبلون الانتقاد الصريح من أبناء بلدهم أكثر من الأجنبي الذي قد يرفضه وهناك فائدة مالية أيضاً في النفقات لأن المستشارين المغتربين على استعداد للتنازل عن بعض أجورهم ولاء لبلدانهم. والفائدة الأهم هي استمرارية اتصال الخبير بمواطنيه في بلده. ويأتي دور الأمم المتحدة التي لا تواجه مشكلة في إيجاد الخبراء المغتربين لأن كثيرا من أولئك يرحبون بفرصة للإسهام بتنمية بلدانهم الأصلية.

يبقى على البلدان العربية التي تقوم بجهود مكثفة وباتصالات مستمرة مع الدول الصناعية سواء في الشرق أو الغرب للحصول على التكنولوجيا لأنها في حاجة ماسة إليها لتنمية اقتصادها بأن تعتمد على استراتيجية ذات برنامج واسع يشمل كل التخصصات. وعليها أن تتبنى برنامجا طموحا لاجتذاب خبرائها المغتربين في مختلف بلدان العالم والاستفادة منهم.

الرياض



 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة