ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 09/10/2012 Issue 14621 14621 الثلاثاء 23 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

سؤال: من هو مكتشف أمريكا؟ أعتقد بأن أكثر الناس يعرفون الإجابة: المستكشف الشهير كريستوفر كولومبوس.

سؤال آخر: لماذا صار كولومبوس مستكشفاً ولماذا خرج من دياره يجوب الأرض؟ هذا لا يعرفه الكثير، فكولومبوس نصراني متعصب ورحلاته كانت لنشر النصرانية ولاستعباد وقمع الشعوب وليس للعلم، لكن على هذا فقد عرفه التاريخ كمكتشف القارة الأمريكية الشمالية.

والآن سؤال ثالث! افرض أنك تمشي في الصحراء وتعثّرتَ بصخرة، تحفر وترى أنها جزء من جدار طيني، تحفر وتحفر وتفاجأ أن أسفل هذه المنطقة مدينة أثرية مدفونة. يا له من اكتشاف تاريخي رائع! ستشتهر وسيشيد بك الناس ويرفعون اسمك للأبد! طيب، لو ذهبت أنا لمدينة الاسكندرية وأعلنت أنني اكتشفتها فهل سيكون لي نصيب من المجد التاريخي؟ الاسكندرية مدينة عريقة بناها الاسكندر المقدوني عام 331 قبل الميلاد، فهل سأحصل على نفس الشهرة والتمجيد؟ الجواب: لا! وكيف يكون هذا اكتشافاً والمدينة معروفة مسكونة عامرة بأهلها وبالحياة؟ ولكن هذا ما حصل في أمريكا مع كولومبوس. هل تتساءل عما أقصد؟ وأنا بدوري أسألك: إذا كان كولومبوس اكتشف أمريكا فمن هم الهنود الحمر؟ إنهم أهل القارة والذين عاشوا فيها آلاف السنين! إذاً هل كولومبوس فعلاً «اكتشف» أمريكا وقد كان فيها أهلها لما وصل إليها؟

هذا هو السؤال الذي لا زال يثير الجدل إلى اليوم، فهناك عيد سنوي في أمريكا اسمه عيد كولومبوس يخلّد ذكرى «اكتشافه» للقارة الأمريكية عام 1492م، لكن دائماً تظهر جماعات من الأمريكان ممن أصلهم الهنود الحمر والذين يحتجون على العيد، فغير أنهم لا يعتبرون كولومبوس مكتشف القارة فهم يبغضونه لأنه طليعة المستعمرين الأوروبيين الذين لما حلوا بأمريكا نحروا وعذبوا واغتصبوا الهنود الحمر وفرضوا عليهم النصرانية بالحديد والنار حتى صار الهنود الحمر بين طريد أرض وساكن قبر ومُنصَّر قسر.

غير أن هذه ليست المسألة الوحيدة التي بقيت من ذلك الشأن، وهناك أمرٌ آخر يتذكره أحفاد بارني هيرولفسن، فقد فاتت جدهم الأكبر فرصة تاريخية ولاشتهرت أسماؤهم تبعاً. ما هي قصة هذا الرجل؟ بارني مستكشفٌ أوروبي الأصل. أبحر ذات يوم في طريقه إلى جزيرة غرينلاند التي تقع غرب أوروبا، وتدافعته الرياح والعواصف وظل أياماً تائهاً في ظلمات المحيط، حتى إذا انقشعت الغُمّة وصَفَت السماء تَلفَّت حوله فرأى أرضاً ففرح وظن أنها أرضه المطلوبة، لكن لما تأملها أكثر رأى أنها غير مألوفة وليست غرينلاند التي انطلق إليها، فلم ينزل من السفينة ولو دقيقة ورجع يبحث عن وجهته حتى وصل أخيراً إلى غرينلاند، وهذا خطأه الفادح، فتلك الأرض المجهولة كانت كندا، أكبر دولة الآن في القارة الأمريكية الشمالية، ولو أنه نزلها ولو لثوانٍ لنسي الناس كولومبوس ولخلّدوا ذكر بارني، ورحلته تلك كانت عام 985م (374هـ) أي قبل كولومبوس بأكثر من خمسمائة سنة ومتزامنة مع عصر الخلافة العباسية!

ولكن فاته ذلك، ولو أنك يا بارني تحليت بالقليل من روح المغامرة لصار اسمك مشهوراً اليوم حول أصقاع الأرض، فأنت أحق به من كولومبوس!

 

الحديقة
الفرصة الضائعة على بارني!
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة