ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 19/10/2012 Issue 14631 14631 الجمعة 03 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

في كل عام تتوافد قوافل حجاج بيت الله الحرام، تجدّ السير مسرعة إلى أطهر البلاد وأحبها إلى الله، طاعة له عز وجل، واستجابة لأبي الأنبياء عليه السلام منذ أن صدح بالنداء الخالد، واتباعا لسنة النبي المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام.

إن للحج مقاصد عالية وأهدافا سامية، وأهم هذه المقاصد: توحيد الله عز وجل واجتناب الشرك بكل صوره، وإقامة ذكر الله عز وجل, وتقوية الإيمان به تعالى, وتربية المؤمنين على الصبر والبذل، وتمكين الأخوة الإسلامية, وترسيخ الشعور بوحدة المسلمين، وتذكير الناس بالحشر يوم المعاد، وتعظيم بلد الله الحرام والمشاعر المقدسة.

وبجهل العديد من المسلمين أو غفلتهم عن هذه المقاصد والغايات، يوشك أن يتحول هذا الركن في تصوراتهم وسلوكياتهم إلى ضرب من العادات الاجتماعية والممارسات الشكلية، أو نوعا من الرحلات السياحية والتنشيطية، أو مجالا للتفاخر والمباهاة بأدائها أو بتكرار ذلك.

ويلمس المتابع واقعا -عند البعض- بعيدا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في تأدية هذه الفريضة.

ويظهر ذلك في صور، منها: التدافع أثناء الطواف ورمي الجمار، والذهول عن ذكر الله وقت الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى، وإمضاء الوقت في الأحاديث الدنيوية، والحرص على تكرار هذه الشعيرة كل عام وتناسي واجبات أخرى قد تكون أولى وأكثر ضرورة، وغير ذلك من الصور.

هذا الواقع يمتد لنرى أمة الإسلام اليوم متفرقة ضعيفة، تتكالب عليها الأمم، وتعيش على أمجاد الماضي، وتتغنى به، ويجهل كثير من أبنائها تعاليم دينهم، والتصور الحقيقي الصحيح لمفهوم العبادة.

ولهذا فإنه يجب على كل عبد أراد الحج إلى بيت الله الحرام أن يدرك حقيقة هذه الفريضة، وأن يتأمل أسرارها ومقاصدها، حتى يتحقق الهدف من الحج.

وهذا يتطلب تكاتف جهود العلماء والدعاة، مع المؤسسات والهيئات الدينية والدعوية، ورجال الأمن، كل في موقعه، ويتطلب حرصا وسعيا من المؤمنين أنفسهم على إدراك المعاني الحقيقية لمفاهيم الإسلام وتصوراته السليمة الصحيحة.

إن فريضة الحج إذا أُخذت بمفهومها الصحيح، وأُديت مناسكها بروحها الإيمانية، ونفحاتها القدسية، آتت أكلها، ومنحت لمؤديها زادا إيمانيا، يظهر في سلوكياتهم، فيصطبغ بذلك المجتمع كله بصبغة إيمانية، تدفعه إلى التنمية والإصلاح، وتتحرك بذلك الأمة نحو البناء والتقدم والتضامن.

إن الحج فريضة لها أركانها وواجباتها وشروطها، ولها روحها ونفحاتها، وما أحوج الحجاج إلى تفهم حكمها ومقاصدها، وحسبهم الوعد الإلهي لمن أحسنها وأتقنها بأن جزاءه الجنة، والله أسأل أن يتقبل حج المسلمين وسعيهم، وأن يجعله مبرورا مشكورا.

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء
 

الحج بين الواجب والواقع
د. عبدالله عبدالمحسن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة