ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 20/10/2012 Issue 14632 14632 السبت 04 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

مع فارق التشبيه، فإن دول العالم تتسابق على اختطاف مناسبات كأس العالم، ولكن المملكة العربية السعودية لديها كل عام كأس عالم تحتضنها بصفة دورية وبأعداد من الجماهير المحتشدة في هذا المكان تفوق الأعداد التي تأتي إلى أي احتفالية بكأس العالم.. ناهيك أن مباريات كأس العالم تتوزع بين عدة مدن في الدولة المضيفة..

..أما في بلادنا فإننا نستضيف جميع الحشود في فترة زمنية واحدة وفي مكان واحد.. فتحية لهذا البلد الإسلامي الذي يُضحي بكل شيء في سبيل أن يُقدم أرقى خدماته وأنبل مشاعره لهؤلاء أبناء وبنات عالمنا الإسلامي.

لقد شرَّف الله عز وجل هذه البلاد بأن جعلها أرض المقدسات الإسلامية، وموئل أفئدة المسلمين من كل أرجاء العالم.. وهنا قبلتهم وأرواحهم تتجه ليس مرة كل عام، بل مرات عديدة كل يوم من أيام العمر الذي يقضيه المسلم في حياته الدنيوية.. ونحن بكل حب وتفانٍ نُسخِّر كل ما نملك ونكتنز من جهد ووقت وعرق وممتلكات من أجل أن نستضيف ملايين البشر سنوياً في وقت الحج الأكبر، وملايين آخرين في أوقات مختلفة لمناسك العمرة.

كأس العالم التي ستُقام بعد عام ونصف العام تقريباً في البرازيل وسيتلوها بعد أربع سنوات أخرى مكان آخر، مثلما كان خلال الثمانين عاماً الماضية هي مناسبة ترفيهية بالدرجة الأولى، أما الحج فهو مناسبة جهادية صعبة على الحجاج الذين يأتون من كل مكان، وتتفاوت دخولهم، وتتفاوت أعمارهم وجنسياتهم، ولكنهم حريصون أيما حرص على أن يأتوا إلى الحج ليكملوا دينهم ويؤدوا فريضتهم التي تُشكِّل الركن الخامس من أركان الإسلام.. وفارق الهدف يلقي بأعبائهم الكبيرة على رواد المشاعر المقدسة نظير الازدحامات التي يواجهونها، ونظير المساحة المحدودة المتاحة لهم في المشاعر المقدسة، وفوق كل شيء نظير التوقيت المشترك والتزامن الكامل لحركة الحجيج من مشعر إلى مشعر آخر.

وللأسف لا يدرك بعضٌ من الناس في عموم العالم الإسلامي أو حتى خارج هذا العالم ما تتكبده المملكة بكل إمكانياتها المادية والبشرية من جهد ومال وتضحيات ووقت من أجل تسيير هذه الشعيرة المقدسة على أفضل وجه وأيسر حال.. ولا يعلم هؤلاء أن المملكة بكل مؤسساتها وبكل مواطنيها هم مجندون من الحج إلى الحج في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام، وحالما ينتهي موسمٌ يبدأ الموسم التالي، وتبدأ كل مؤسسات الدولة وجميع الأفراد - موظفين ومتطوعين - في التفكير في الموسم التالي.. وهكذا هي الحياة في بلادنا.. وما نقوم به نستشعره كواجب علينا نتشرف به عاماً بعد عام.. وليس أبلغ من تسمية ملك هذه البلاد بخادم الحرمين الشريفين، ونحن مواطني هذه البلاد نقوم بدور الخدمة المقدسة التي شرَّفنا بها الله سبحانه وتعالى.

إن الدولة المضيفة لفعاليات كأس العالم تستعد لمثل هذه الاستضافة لمدة قد تصل إلى عشر سنوات أو أكثر في بعض الأحيان، ويكتمل الاستعداد بعد سنوات طويلة، أما نحن في المملكة العربية السعودية فعلى استعداد تام وكل عام من أجل هذه الاستضافة السنوية لأكثر من ثلاثة ملايين حاج يأتون من مشارق الأرض ومغاربها في وقت واحد، وإلى مكان واحد وبنسك ومشاعر واحدة.. ولا نحتاج أن نذهب إلى اتحاد الفيفا لإقناعه باستضافة بلادنا لحجاج بيت الله الحرام، ولكننا نلبي الرسالة الخالدة التي فرضها الله على كافة المسلمين لأن تكون أرض مكة المكرمة هي مكان اجتماع المسلمين السنوي، وهي ركن للإسلام وسنّة لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.

لقد بدأت بلادنا تستقبل أول أفواج الحجيج لهذا العام قبل حوالي الشهر ونصف الشهر من كافة المنافذ البحرية والجوية والأرضية ومن الداخل كذلك، وتتصاعد هذه الأعداد إلى أن تصل إلى قمتها في يوم عرفة الذي يجب أن يستوعب أكثر من ثلاثة ملايين من الحجاج، وخلال الأيام القادمة يتصاعد الزخم الإعلامي بهذه المناسبة، وتبدأ وكالات الأنباء ووسائل الإعلام في كل أنحاء العالم في بث ونشر كل ما يتعلق بهذه المناسبة.. وما نتمناه من هذه الوسائل هو أن تكون منصفة لنا ومقدرة لحجم التضحيات التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تجييش كل الطاقات والجهود من أجل خدمة هذه الجموع الهائلة والحشود الكبيرة.

alkarni@ksu.edu.sa
رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية بجامعة الملك سعود
 

في مملكتنا « كأس عالم» سنوي
د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة