ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 22/10/2012 Issue 14634 14634 الأثنين 06 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

رسالة من أبي قيس
عبدالمجيد بن محمد بن سليمان العُمري

رجوع

 

التذمر من النقد أصبح طابعاً لدى بعضهم، فتضيق أنفسهم وتحتد أقوالهم وأفعالهم كردة فعل لما وصل إليهم من نقد حتى وإن كان هذا النقد هادفاً وفي موضعه، بل هناك من يجعل من النقد الموجه إليه موقفاً عدائياً يختزنه في ذاكرته ويجتره بين فينة وأخرى وينسى أو يجهل هذا المتذمر أن النقد جزء من عملية التقويم ويمكن من خلالها تطوير الأداء مهما كان.

ولقد تلقيت شاكراً ومقدراً رسالة كريمة من رجل أديب أريب وصاحب أخلاق فاضلة، وهو الأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان (أبو قيس) هذا الرجل الذي عرفته منذ ثلاثين عاماً، وأنا في مقاعد الجامعة، وقد بحثت يومها عن ديوان شعر للعوني قديم، وهو أول ديوان مطبوع له في الشام وجدته عنده ودفعت فيه مئات الريالات، وأنا طالب جامعي، وكان ذلك حين كانت المكتبة ودار أبي قيس بين شارعي العريجاء والبديعة في مدينة الرياض، وتوالت الزيارات للمكتبة بمفردي أو مع آخرين وما لقيت هذا الرجل إلا وخرجت بفائدة أو فوائد أدبية، فهو كحامل المسك ؛ لأنه جليس صالح، وكما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعبيره عن الجليس الصالح بأنه كحامل المسك، وصاحبنا إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيباً، وقد وجدت ذلك كله في أبي قيس.

وخلال رحلتي في الصيف القريب إلى ما نهايم بالمانيا التقيت أخا فاضلا من ذوي الأخلاق الفاضلة، وهو الأستاذ عبدالرحمن البداح (أبو عبدالملك) وكان معي نسخة من كتابي الجديد (أنيس السمار) وتجاذبنا أطراف الحديث، فوجدت لدى الرجل ما يجذبني إليه من حسن خلقه وغزارة معلوماته في التاريخ والأدب، وقد قضينا أياماً نتسامر في تلك البلاد، وحينما عدنا للرياض التقى أبو عبدالملك البداح بشيخنا محمد الحمدان (أبو قيس) وكانا مع صحبة أخيار في رحلة للعمرة والطائف قبيل شهر رمضان المبارك، وحمل البداح كتاب (أنيس السمار) وكان يقرأ عليهم في السيارة وفي السكن، وقد حظي - ولله الحمد - بالقبول من جميع المسافرين معهم في رحلتهم مما حدا بأستاذنا الحمدان أن يطلبه من صاحبنا للتعليق عليه ويتدارك بعض الملحوظات، وقد غمرني (أبو قيس) بفضله وإحسانه ومعروفه أن أهدى إلى نسخة مصورة من كتابي، وعليها ملحوظاته، وقد حملها إلى الأستاذ عبدالرحمن البداح فتهللت أساريري فرحاً بالنقد، إي والله لأنها صادرة من رجل أديب مطلع، وفي ملحوظاته سعي للكمال بإذن الله، ثم إنها حققت شيئا عزمت عليه، بل وأعددته وكنت قبلها بأيام قد دونت رسالة وإهداء نسخة من الكتاب للأستاذ الحمدان مع مجموعة من الأدباء والمهتمين بالتراث، وقد قبلت تقويمه ونقده للكتاب واعتبره إهداء لي، وما إن وصلت ملحوظاته حتى جرى اتصال هاتفي معه امتد لوقت طويل جرى فيه الحديث عن مكتبته العامرة و أحوالها، وأعيدت ذكريات اللقاء الأول في مكتبه، وختم الحديث بثنائه على الكتاب وحرصه على تمامه وكماله فشكرت له مشاعره الطيبة وحديثه الأخوي رغم فارق السن وحرصاً على ألا تقتصر الفائدة على أخيكم وتعميماً لها فإني أسوق بعض الملحوظات التي قدمها استاذنا الأديب محمد بن عبدالله الحمدان.

منها:

* عنايته بعلامات الفواصل والترقيم، وأني اعترف بالتقصير والإهمال في ذلك رغم أهميتها وارتباطها بفهم المعنى والموضوع والسياق.

* أضاف الأستاذ محمد الحمدان معلومة تخص الشيخ الأديب والسفير رجل الأعمال فوزان السابق الفوزان سفير الملك عبدالعزيز في مصر، ومنها وجود وثائق لديه تخص الشيخ فوزان، ومن بينها صور مع خيله ورجله و مقتطفات لصحف ومجلات مصرية.

* أشار إلى تأسيس صحيفة القصيم من قبل الأستاذ عبدالله الصانع، ثم إأنها سحبت منه، وسلمت للشيخ صالح العُمري، وكذلك الحال فعلت وزارة الإعلام حينما سحبت اليمامة من حمد الجاسر, وسلمتها لزيد بن فياض رحمهم الله جميعاً، وأود إفادة أستاذنا الفاضل أن الموضوعين مختلفان جداً فالعم صالح لديه رخصة إصدار الصحيفة قبل الصانع، ولا زالت موجودة لدى بنيه، وتقدم بشكاوى عقب إصدار الصانع لصحيفة القصيم، وبعد مدة أعيد الامتياز للعم صالح على خلاف موضوع اليمامة رغم وجود أسباب مشتركة بين الموضوعين، وهو الخلاف بين عبدالناصر والمملكة وموقف الصحيفة والمجلة منه.

* قدم معلومة تخص أبو حنيك كلوب باشا بدأها بان اسمه بحرف الكاف (كلوب) وليس (قلوب) وأضاف بأنه صدر كتاب ترجمة وذكريات عنوانه (جندى مع العرب.. مذكرات كلوب باشا) ترجمة عفيف المصري ومكون من 269 صفحة.

* للأستاذ الحمدان رأي في إثبات الياء في كلمات الأبيات الشعبية ومن ذلك قصيدة الشاعر والفارس تركي بن حميد (رحمه الله) ومنها

تلعب طرب وأنا بنومي هواجيس

ما سامرك بالليل كثر الهمومي

، ويرى أبو قيس أنها تكتب القوافي بصيغة « العموم « « والنجوم» بدلاً من « الهمومي « و النجومي «.

* حينما علق على موضوع « حسن الخاتمة « والقصة التي أوردتها زاد لي فائدة بأن هناك كتيباً صغيرا يحمل هذا العنوان لمعالي الشيخ د.عبدالله المطلق، وهو من إصدار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

* تطرقت لقصص بعض العصاميين الذين شقوا طريقهم في الحياة من الصفر، ومنهم الشيخ عبدالرحمن الجريسي رجل الأعمال المعروف، وأنه عمل عند أحد رجال الأعمال، ولم أذكر اسمه،؛ لأنني أعرف أنه من النصار فقط دون بقية اسمه، وأضاف لي معلومة بأنه عبدالعزيز بن محمد بن نصار من أهالي بلدة البير في منطقة المحمل.

* ذكرت أن عشيرة في الدوادمي، وهو خطأ غير مقصود، وكان من المفترض أن أذكر أنها عقب الدوادمي، وهي قرب الطائف، وقد نبهني لذلك، كما أشار إلى وجود قرى وبلدان أخرى تسمى بعشيرة خلاف المقصودة.

* في قصة مقتل عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله آل رشيد في روضة مهنا عام 1324 هـ ذكرت مقولة ابن رشيد حينما حوصر، وظن أن من حوله ربعه « من هنا يالفريخ « وذكر الحمدان رواية أخرى، وقال: المشهور أنه قال « وش الدبره يالفريخ « فصاح رجال الملك عبدالعزيز أو أحدهم « ابن رشيد ياطلابته «.

* يؤكد الأستاذ محمد الحمدان على مسمى (جازان) وليس (جيزان).

* ويؤكد الأستاذ محمد الحمدان على مسمى الشعر العامي وليس النبطي أو الشعبي.

* أشار أبو قيس إلى كتاب شاعرات من البادية في جزأين، والثالث شعراء من البادية، ولم أطلع إلا على جزء وأحد، ولا أعلم أن له تابعا فلعله يهدينا نسخة منه، أو يدلنا عليه مشكوراً مأجوراً.

* من المعلومات الطريفة المضافة من استأذنا قوله : في المغرب « العافية « بتخفيف الياء هي النار، ولكنها بتشديد الياء تعني الصحة.

* في الحديث عن الكرم أوردت بيتاً للإمام الشافعي يقول :

تستر بالسخاء فكل عيب

يغطيه كما قيل السخاءُ

وجاء الحمدان برواية أخرى للبيت حيث يقول:

يغطى بالسخاء كل عيب

وكم عيب يغطيه السخاء

وأضيف لأستاذنا رواية أخرى خلاف ما ذكرناه حيث يروى أيضاً:

يغطى بالسماحة كل عيب

وكم عيب يغطيه السخاء

* جاء في موضوعات الكتاب حديث عن الطوارق في أفريقيا، وقد قابلت ورأيت الكثير منهم خلال زياراتي المتعددة لأفريقيا، وأفادني بمعلومة إضافية وهي أن د.محمد سعيد القشاط سفير ليبيا في المملكة سابقاً له عدة مؤلفات تجاوزت خمسة عشر مؤلفاً أهديت إليه واحدها عنوانه « التوارق عبر الصحراء « بالتاء لا بالطاء.

* تناولت قصة للشاعر إبراهيم بن سعد العريفي مع ولده -رحمه الله- و رحيله للمدينة، وتركه ولده، وابتعاده عنه، وما أثار ذلك من شجون ولده، وأضاف لي معلومة بأن للشاعر ديوانا مطبوعا منذ عام 1411هـ وعدد صفحاته 398 وهو الجزء الأول، ولم أطلع على ديوانه، واستمعت إلى قصته والده من أحد أقاربه، ولا أعلم: أهي هي في الديوان أم لا، ولكن هذا الإفادة ستدعني أبحث عن الكتاب فلربما ورد فيه قصص أخرى للشاعر.

* من إضافات أستاذنا الحمدان أنه يعزز الموضوعات بالإشارة إلى كتب ومؤلفات لها علاقة بأشخاص القصص أو بالموضوع، ومن ذلك تعقيبه على موضوع الفارس (نمر العدوان) فقد ذكر أن الأديب الأردني روكس العزيزي ألف كتاباً عنوانه « نمر العدوان شاعر الحب والوفاء حياته وشعره « وأن هناك ديواناً آخر ، وقصة لحياته كتبه أحمد شومان.

* كعادته في ذكر أسماء كتب تخدم الموضوعات المنشورة ذكر الأستاذ الحمدان أن خليل بن إبراهيم الرواف ألف كتاباً حوى مذكراته وما جرى له في كتاب أسماه (صفحات مطوية من تاريخنا العربي الحديث من قسمين، في أكثر من 500 صفحة، سرد فيها ما واجهه وحدث له في رحلاته وتنقلاته وزوجاته وفقدان ابنه (نايف) « كلايف» في أمريكا وغير ذلك من الأحداث الكثيرة العجيبة.

* إضافة أخرى تخص الكتب حينما أورد تعليقاً على قصة وقصيدة مبارك العقيلي الاحسائي الذي عاش آخر حياته بالإمارات، وذكر الأستاذ الحمدان : أنه رأى في الإمارات ديواناً شعرياً للشاعر أعده جمال خلفان المهيري.

* من المقترحات التي أبداها أستاذنا في ختام تعليقه أن يكتب في الفهرس موضوع القصة وصاحبها، وليس عنوان القصة، وهو اقتراح جميل إلا أن الأمر ينطبق على بعض الموضوعات، ولا ينطبق على أخرى ؛ لأنني تعمدت ألا أذكر الأسماء في بعض القصص ولاسيما إذا كانت القصة ومدارها تحدث عن جوانب سلبية، فلا أذكر اسم صاحبها، ولا بلدته حتى لا يعالج الخطأ بخطأ آخر، فلم أذكر الأسماء لا في ثنايا الموضوع ولا في الفهرس.

وقبل الختام فقد لحظ شيخنا وأستاذنا أبو قيس محمد بن عبدالله الحمدان ملحوظات طباعية وإملائية غابت عن العبد الضعيف، ولم تغب عن فطنه أبي قيس فاستقبلتها كما ذكرت في بداية مقالي هذا مرحباً وسعيداً لا متذمراً ولا ساخطاً، وهآنذا أعرضها للقراء لتعميم الفائدة وتأكيد محبتي وتقديري، لهذا الرجل وأدبه وخلقه.

وختاماً وبعد الفراغ من إيراد هذه الملحوظات وتهيئتها للنشر إذا بأبي قيس-جزاه الله خيراً - ينعم على أخيكم بثناء على الكتاب في الملحق الثقافي لجريدة (الجزيرة) يوم الخميس 4-11-1433هـ وليس لي مع مواقفه الطيبة وكريم خلقه إلا الدعاء له بطول العمر، وتمام الصحة، وجزاه الله عني وعن الجميع خير الجزاء.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة