ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 25/10/2012 Issue 14637 14637 الخميس 09 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

منهج الاعتدال.. عندما يتحدث الأمير سلمان
مقبول بن فرج الجهني

رجوع

 

بثراء فكره وعمق رؤيته وخبرات القيادة وحكمتها تنـــاول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولــي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (الاعتدال في حياة الملك عبد العزيز)، وذلك في المحاضرة القيمة بجامعة الملك عبد العزيز تزامناً مع الاحتفالات بالذكرى الـ82 لليوم الوطني. وحملت المحاضرة القيمة قبساً مضيئاً من روح هذه الذكرى الوطنية العظيمة ومعانيها. وعندما يتحدث الأمير سلمان فإنه يسجّل ما يفتح له التاريخ صفحات مضيئة موثقة بالشواهد والدلائل والنتائج؛ لأنه صانع للتاريخ عبر مشوار طويل من العطاء والمسؤولية في خدمة الوطن، مثلما أن سموه قارئ ممحص للتاريخ، وسبر أغواره برؤية دقيقة منصفة.

فحديث سموه عن الاعتدال في حياة الملك عبد العزيز وسياسة المملكة ليس من قبيل السياحة الفكرية في صفحات التاريخ، إنما شهادة حية من الحياة، عاشها واقعاً منذ نشأته في مدرسة والده المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وقُربه منه وما استقاه سموه الكريم من هذه المدرسة القيادية العريقة في مسؤولياته ومعايشته اللصيقة لتطلعات وقضايا هذا الشعب الوفي. ولا غرابة في ذلك عندما يولي الأمير سلمان دارة الملك عبد العزيز كل هذه الرعاية رئيساً لمجلس إدارتها بجانب المهام الرسمية الكبيرة بوصفه رجل دولة من الطراز الأول.

إن موضوع المحاضرة «الاعتدال في حياة الملك عبد العزيز» هو من الأهمية بمكان لتلازم منهج الاعتدال مراحل المملكة كافة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً؛ فالملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - أقام دولته الفتية وأركانها ومؤسساتها وسياستها وتنشئة المواطن على الاعتدال وفق صحيح الدين، وأقام العدل والتنمية، ونشر الأمن والتراحم، وقدم العفو والتسامح والإصلاح بعبقريته القيادية. وبهذا الثبات واجه التحديات وسارت سفينة الوطن في عزة واستقرار رغم صعوبات الداخل ومخاطر الخارج، وهو منهج أبنائه البررة الراحلين نفسه - رحمهم الله - والباقين المواصلين للرسالة الموفين بالعهد في تكريس هذا النهج في عهد الخير والاستقرار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.

لقد عبَّر سمو ولي العهد - حفظه الله - عن أصالة منهج الاعتدال في المملكة؛ حيث أكد أن «الملك عبدالعزيز استند في تأسيس الدولة إلى المبادئ ذاتها التي استندت إليها الدولة الإسلامية الأولى والدولة السعودية الأولى والدولة الثانية، ولم يكن مغامراً أو مجازفاً بحياة الآخرين، سواء من كانوا معه أو أولئك الذين كانوا من خصومه. ورغم نجاحه في توحيد البلاد بتوفيق من الله ثم بمساندة رجاله لم ينتقم أو يحقد على أحد، إنما اعتدل ورضي بما تحقق، وشغل نفسه بما يحقق الأمن والرخاء للجميع».

أيضاً أغنانا سمو الأمير سلمان عن الكثير بما أوجز وأفاد بفكره وحكمته وثقافته، كيف يكون بناء الإنسان ومنهج الدولة وقيم المجتمع. وما أصدقها من دعوة وخطاب العقل والرشاد عن قيمة الاعتدال ومنهجه في قول سموه: «نحن بحاجة لتطبيق اعتدال حقيقي منهجاً وسلوكاً وثقافة والتزاماً، برؤيتنا للأشياء والحكم عليها وعدم تغليب الانفعال والاستعجال، ومصلحتنا اليوم هي مصلحتنا بالأمس؛ لأن أساسنا لم يتغير، وإن تغير تفكير بعض الناس أو أسلوبهم في التعاطي مع أمور حياتهم، واعتدالنا اليوم لا يقل أهمية عن اعتدالنا بالأمس، زائد التحديات وكثرة المغريات وتخبط البعض وتقليد الآخرين من خارج بيئتنا ومجتمعنا وديننا، واعتدالنا أيضاً لفائدة من العلوم والمخترعات والتطورات الحديثة في إطار ديننا ومبادئنا وما يخدم مجتمعنا».

أخيراً، إن هذا المنهج القويم الذي قامت عليه المملكة لا بد أن يتشربه أبناؤنا اليوم وغداً؛ ليكون منهج حياة، وهذه مهمة دقيقة تتطلب مسؤوليات كبيرة ووعياً مستمراً من الأسرة ودور التعليم والمسجد والإعلام وكل المجتمع لتأصيل هذا المنهج في حياتنا.

كل المحبة والوفاء والاحترام والتقدير لسمو ولي العهد على تغذية الضمير الوطني بالنبع الأصيل، وأشير هنا بالتقدير إلى «كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال» بجامعة الملك عبد العزيز ومحاضرته الضافية أيضاً عن منهج الاعتدال، التي سبق أن ألقاها قبل أشهر بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. حفظ الله بلادنا، وأدام عليها نعمة الإسلام والأمن والأمان في ظل القيادة الحكيمة.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة