في هذه الأيام المباركة يتوافد ضيوف الرحمن على المشاعر المقدسة ملبين دعوة خالقهم، حيث يقول تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ استطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فإن الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، ولا شك أننا في هذه البلاد الطاهرة أمام مسؤولية عظيمة ونحن نستقبل ضيوف الرحمن، حيث يتعين علينا جميعا الإحسان إليهم والرفق بهم ومساعدتهم على أداء مناسكهم في يسر وسهولة، خاصة من كلف بخدمة الحجيج، حيث تقع عليهم مسؤولية عظيمة في نقل صورة مشرفة للجميع عن هذه البلاد الطاهرة، وأن يعمل الجميع على تسخير جميع الإمكانات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج مما يمكنهم من تسهيل أداء نسكهم في راحة تامة تطبيقا لمبدأ التراحم والتواد بين المسلمين، حيث يقول رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، وكما أن لضيوف الرحمن حقوقاً فعليهم أيضاً واجبات لابد من تأديتها لتسهيل حجهم ومنها:

1 - اتباع الأنظمة والتعليمات التي وضعتها الدولة لتسهيل حجهم وخدمتهم وعدم مخالفة ذلك.

2 - يجب على الحجاج عدم التدافع في أداء النسك حتى لا يؤذوا غيرهم من الحجاج الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى حدوث ما لا تحمد عقباه أثناء هذا التدافع.

3 - يجب على الحجاج التفقه في أداء النسك ليبتعدوا بذلك عمّا قد يفسد عليهم حجهم.

4 - على الحجاج البعد عن التجمعات والمسيرات الغوغائية التي قد يقوم بها المبتدعة بغرض إثارة الفوضى والتأثير على الحجاج.

وفي الختام، نسأل الله - عز وجل - أن يتقبّل من الحجاج حجهم وأن يردهم إلى بلادهم سالمين غانمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.