ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 29/10/2012 Issue 14641 14641 الأثنين 13 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* في مثل هذا اليوم تُحيا شعائر دينية، واجتماعية، وثقافية، وجوباً، أو مما يسن ويستحسن عملها والقيام بها، وهي بلا شك مناسبات عظيمة، شُرعت لحكمة إلهية، تعبدية، قد نعلمها، وقد لا نعلم بعضها، إذ فيها إيقاظ للضمير الحي، أو تنبيه الغافل، المُفرط في الانغماس بمتع الحياة، أو المفرّط والمتهاون فيها. إذن (العيد) مناسبة عظيمة من المناسبات التي يحاسب فيها الإنسان ذاته بذاته. بالتأكيد قد يقع فيها شيء من العتاب بلطف، أو الاعتذار الأخوي بين من يلتقون بعد طول غياب وافتراق . فيها بطبيعة الحال تجديد لذاكرة الإنسان لا تقل أهميتها عن إحياء سنة التواصل، أو الاتصال بين الأقارب والأصدقاء، فيها استدعاء للأيام والسنين الخوالي، بحلوها ومرها، بظرافتها، ولطافتها، بقسوتها، ومخادعتها، بأمانيها، وآلامها، بالكبرياء الجميلة التي تغلّف بعض مراحلها. أحيانا قد تكون باعثة للنشاط عند الإنسان، وقد تكون سببا من أسباب إقالة عثرة عنده، قد تكون وسيلة من وسائل المواساة، أو استنهاض الهمم والعزائم، والتآلف والتكاتف، والبعد عن الاستئثار والأنانية. هذه هي المعاني العظيمة، والأهداف السامية النبيلة في مثل هذه الأيام المباركة السعيدة لمن وفق إلى بلوغها واستثمارها.

* قبل العيد بيوم، أو يومين جديرٌ بالإنسان أن يطرح على نفسه السؤال التقليدي العريض، أو الشطر الشارد الشهير من شوارد المتنبي (عيدٌ بأيّة حالٍ عدتَ يا عيدُ)، كما عاد على المتنبي وغيره في سوالف الأعوام يعود علينا، ووقائع الحياة وسننها الكونية، وطبائع الخلق بشكل عام لم تتغير بالشكل الذي يتصوره، أو يصوره الكثير، سوى التحول في العادات والتقاليد التي فرضتها الحضارة الحديثة، وما تحمله من زخم كبير، فيها الغث والسمين.

*في مثل هذا اليوم هل نستطيع أن نحوّل الخطب الرنانة، والمواعظ اليومية التي تطرق مسامعنا آناء الليل وأطراف النهار إلى برنامج عملي، ولو ليوم واحد (يوم العيد)؟. لا قيمة لأقوالنا مهما ازدانت بفنون البلاغة، ومهما ألبسناها من مظاهر ما لم تشفّع بالأعمال الصالحة، المقرونة بالنية الصادقة الخالصة، وإلا سينسانا التاريخ، وقد نسينا من حيث ندري ولا ندري، والحكم في ذلك ليس لنا، وإن أوهمنا أنفسنا بذلك، بل للمنصف من الخلف، وللتاريخ الذي يدوّن المفاصل والمنعطفات في أحداثه وحوادثه، ويترك الزائف والمزوّر والمفتعل ، أو بمعنى أدق يستخرج الرغوة من الصريح.

* لو استثمرنا مصادر التشريع المقدسة حق الاستثمار، وأعطيناها حقها من التقدير والاحترام والإجلال، لأصبحنا بدون منافس أثرى الناس فكرا وثقافة وقيما وخلقا، وأغزرهم عقلا، وتميزا في الحكمة، وأكثرهم بدون منازع رقيا وتعاملا، لكننا في الواقع لن أقول أقل، فلسنا كذلك ولله الحمد، بل لم نصل إلى ما تريده البشرية منا وما تتطلع إليه، بوصفنا خير أمة أخرجت للناس، واستخلفت فيها.

* الواقع يقول : يأتي هذا اليوم، ونحوّله إلى مناحات ونحيب، وبكاء وعويل، واستعطاف واستجداء. مناسبة نتبادل فيها الهموم والقضايا والمشكلات، دون أن نوسّع من دوائر الاهتمامات والطموحات.

* حتى لا أنساق وراء الجوانب المظلمة ونسهب في تصويرها وسردها مغلفة بالامتعاض والتشاؤم. في هذا اليوم السعيد، من الإنصاف أن نقول هناك مبادرات اجتماعية، ذات طابع تكافلي تنطلق على المستوى الأسري، آخذة في التنامي والازدياد، ويدار بعضها بأسلوب مؤسسي راقٍ ومنظّم، ستظل من المبادرات التي تكتب لهذه الأجيال الواعدة، الواعية للمسؤلية الاجتماعية والأسرية.

* يتساءل الإنسان بهذه المناسبة ماذا قدم في حياته لمجتمعه ووطنه؟ فهذا الجدير بالاحتفاء والفخر والاعتزاز، في الحياة وبعد الممات (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وكل عام وأنتم بخير.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
في مثل هذا اليوم
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة