ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 30/10/2012 Issue 14642 14642 الثلاثاء 14 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

قبل أيام في بقعة محدودة من بلدنا المحظوظ بوجود بيت الله الحرام على أرضه المباركة, احتشد لزيارة بيت الله جمعٌ هائل من أصقاع بلاد العالم؛ ملايين المسلمين المؤمنين جاءوا لتأدية الحج. وحضر معهم لخدمتهم آلاف من أبناء هذا البلد، توافدوا من كل المدن والمناطق بين رجال أمن ومرور وخدمات صحية وأدلاء وكشافة ومرشدات ودفاع مدني وغير ذلك ممن يستلزمهم الموسم؛ والنتيجة كالعادة في كل موسم حج: مجموع احتشاد قياسي بلغ هذا العام ما يقارب أربعة ملايين من البشر.

الحمد الله؛ موسم بعد موسم يتزايد عدد الحجاج ويتحسن التنظيم وتتقدم الخدمات المقدمة للزائرين في موسم الحج. والتزايد ليس مربوطاً فقط بتزايد عدد القادمين من الجوار القريب الراغبين في أداء ركن مهم أساسي في دينهم كما كان يحدث قبل عقود قريبة.. هناك أيضاً عوامل تسهيل المواصلات ووسائل السفر عمَّا كانت عليه قبل عقود، وهناك تزايد عدد المسلمين في العالم مهما نأت بهم أصقاعه في القارات الخمس, وهناك انتشار التعليم والتثقيف الديني, ما أبقاهم جيلاً بعد جيل على صلة بتعاليم دينهم التي تتفق - عبر كل مذاهبهم- على ضرورية تأدية الحج للمسلم القادر.

وكلما تحسنت الخدمات وسهل القيام بمتطلبات الحج دون التعرض لوعثاء السفر وأخطار الرحلة, زاد عدد الراغبين في الحج. وللزيادة أسباب قد لا يكون الدافع الديني أهمها، فهناك أيضاً الرغبة لدى البعض المحتاج في الحصول على خدمات صحية بلا مقابل.. مثلاً. والأسوأ ما لا علاقة له بأداء الفريضة إلا مظهرياً أي فرصة استغلال الدخول بمبرر الحج, ثم التسرب للبحث عن موقع رزق غير مصرح به أو غير مسموح به.

وتظل الحقائق الفيسيولوجية ثم الاقتصادية فالسياسية، هي مربط الفرس في ضرورة تحديد من يصرح له ومن يمنع ومن سيستطيع. أما النتائج فيحدد مذاقها تعقيدات الإجراءات, وتعكر التجربة بممارسات البشر. البشر حتى وهم جاءوا - في أغلبهم- لغاية روحية دينية خالصة أو أخرى خاصة, لهم بسبب بشريتهم احتياجات جسدية من طعام وشراب وحماية صحية من الطقس ومن وجود الآخرين. والبشر يحتاجون لمواقع للنوم وللحمام، ولوسائل مواصلات بين المواقع, ولبشر آخرين يوفرون لهم ما يحتاجونه في إكمال الحج.

ولذلك تتعالى كل موسم أصوات من الداخل ومن الخارج تشتكي من مذاق التجربة الفردية، قلة وعي الحشود, أو سوء التعامل من المؤسسات، أو غش البعض للبعض, إضافة إلى وعثاء الحج. والله العالم بنيات الجميع: من يشتكي ومن يشتكى منه.

وفق الله القائمين على توعية وخدمة وحماية الحجاج، للقيام بواجبهم على أفضل ما يقدرون، وإيصال رسائلهم بما يجب أن يكون إلى كل قادم لزيارة بيت الله. وهدى الله من يجد في تقديم خدمات حملات الحج وسيلة لكسب الرزق أن يلتزم بما يعد به الحجاج من خدمات واستعدادات. ربما قد يغفر الله ذنب من وعد صادقاً ثم عجز بسبب ظروف مفحمة أن يفي بوعوده.. ولكن من يكذب ويغش زوار بيت الله متعمداً بخدمات لن يقدمها أو بحملات وهمية لا يغفر له نذالته أحد.. لا الله ولا عباده.

والله العالم بنيات الجميع.. يتقبل سعي من يستحق من عباده.. حجاً.. وخدمة.. ويلبّي دعاءهم كما لبّوا نداءه.

 

حوار حضاري
لبيك اللهم لبيك..
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة