ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 02/11/2012 Issue 14645 14645 الجمعة 17 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حدَّد الاتحاد العالمي للصحة النفسية يوم 10 أكتوبر شعار «الاكتئاب.. أزمة عالمية» عنواناً للاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية لعام 2012م؛ فالاكتئاب يصيب أكثر من 350 مليون شخص من مختلف الأعمار على مستوى العالم! وبالرغم من ذلك لا يوجد إلى الآن علاج فعَّال للاكتئاب؛ ما تسبب في إرهاق الكثير من الدول صحياً ومادياً. وبالرغم من أهمية هذا اليوم الصحي العالمي إلا أن الاحتفال به لدينا على المستوى الصحي والتربوي كان متواضعاً جداً! والسبب أن الوعي بالوقاية من انتشار هذا الاضطراب ما زال يحبو لدينا، ولم تصل كثير من الجهات الصحية النفسية إلى الطبقات الاجتماعية المعنية بنشر هذا الوعي للحد من انتشاره!

والاكتئاب مرض شائع في مناطق العالم؛ حيث كشفت دراسة حديثة بدعم من المنظمة العالمية للصحة النفسية أن نسبة المصابين بالاكتئاب في العام الماضي بلغت 5 % ما يدل على انتشاره بسبب التفاعل المعقد بين عوامل اجتماعية ونفسية وأخرى بيولوجية لها علاقة بالصحة البدنية، وغالباً ما يلجأ الفرد إلى الإحجام عن طلب المساعدة في علاج الاكتئاب! ما يتسبب في ارتفاع المنتحرين سنوياً؛ حيث أعلن بيان المنظمة أن عدد من يقدم على الانتحار سنوياً يبلغ مليون شخص تقريباً، منهم نسبة كبيرة من المصابين بالاكتئاب!

وللأسف الشديد كثير من الأُسر السعودية ليس لديها معرفة بعلامات الاكتئاب وبداياته بشكل دقيق حتى لو كان لدى الأطفال، وقد تربطه بالحسد والعين، وتتنقل به منقاداً بين المعالجين الشعبيين دون نتيجة لصالحه، وقد تهمل أو ترفض العلاج النفسي الدوائي منذ بدايات الحالة قبل أن تتطور لما هو أسوأ! وذلك لأن المصاب به لا تقتصر حالته على التقلبات العادية في المزاج فقط، بل هو اضطراب يؤدي إلى الشعور بحزن دائم لمدة أسبوعين أو تزيد، ويعطل قدرة أداء الفرد في محل العمل أو المدرسة أو المنزل!

كما أن إغفال التركيز على أن الأكثر إصابة بالاكتئاب هن «النساء» أمر لا بد من استدراكه والاهتمام به! فقد أكد باحثون بجامعة (مينيسوتا) أن النساء كونهن يلجأن كثيراً لكبت مشاعرهن يكنَّ أكثر عرضة للوحدة واضطرابات المزاج، خاصة اكتئاب ما بعد الولادة الذي تغفل عنه كثير من الأُسر والأزواج، وقد يتسبب ذلك في قتل المواليد! أما الرجال فلأنهم يسعون لإظهار مشاعرهم يصبحون أكثر عدائية وتهوراً! وتصنف شخصياتهم بأنها «معادية للمجتمع»، ويتجهون للإدمان كونهم يظهرون مشاعرهم! لذلك فإننا لكي نواجه هذا الاضطراب مواجهة طبية دقيقة لا بد من إعداد الخطط المدروسة القائمة على الاحتياج المجتمعي قبل أن يكون مجرد رفع رايات ولوحات ملونة، تتم إزالتها بمجرد انتهاء ذلك اليوم! فانتشار حالات العنف الأسري بسبب «الشخصيات المعادية للمجتمع من الرجال»، وانتشار حالات النساء المكتئبات اللاتي يلجأن للصمت خوفاً من الطلاق وهضم حقوقهن، واكتئاب الأطفال والمراهقين لما يعيشونه من اعتداءات آبائهم المدمنين، وأمهاتهم المعنفات، بحاجة إلى برامج دورية توعوية للحد من انتشارها؛ حتى نجد فعلاً قيمة فعلية على أرض الواقع لمثل هذه الاحتفالات العالمية السنوية!!

moudy_z@hotmail.com - moudyahrani@ تويتر
http://www.facebook.com/groups/381099648591625/- @moudyzahrani
 

روح الكلمة
عندما يكون الاكتئاب عنواناً للاحتفال!!
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة