ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 02/11/2012 Issue 14645 14645 الجمعة 17 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

قصة قصيرة
بينهما نافذة
لولوة عبدالكريم الشريدة

رجوع

 

هيا.. هيا.. اصعدي لغرفتك لا أريد أن أراك مرة أخرى قالتها لفتاة لم تبلغ الثانية عشرة من عمرها صعدت لغرفتها جلست فوق سريرها وهي تبكي وتبكي حتى نامت من شدة البكاء في الليل، استيقظت لا تعلم كم ساعة مرت وهي نائمة، بدأت عصافير بطنها تزقزق يا إلهي ما هذا الصوت آه إنه صوت معدتي لا بل صوت أحدهم يبكي من هو الذي يبكي في الوقت المتأخر من الليل!؟ أنصت جيداً لتعرف من أين يأتي الصوت نظرت إلى النافذة وفتحت النافذة، بدأ الصوت قريباً جداً أخذت تصرخ لماذا تبكي؟ تفاجأت بأحدهم يفتح النافذة قال لها: ماذا تريدين. قالت: لماذا تبكي. قال: الأمر لا يعنيكِ. قالت: بلى إنه يعنيني. قال: هل تعرفين من أنا. أجابت: لا أعرف. قال: إذن لا شأن لك ولا تصرخي مرة أخرى. قالت: انتظر أريد أن أساعدك. قال: وهل انت تعلمين ما هي المشكلة. أجابت: كلنا لدينا مشاكل احكي لي مشكلتك وسوف أساعدك - بإذن الله -. قال لها: اسمي إبراهيم وانت ما هو اسمك؟ أجابت: لما. وأخذ يتحدث معها قال: أنا وحيد بين فتيات وجميع أهلي لا يحبونني ولا يحسنون التعامل معي. بدأت تخفف عنه قليلاً ثم قالت: التقي بك غداً إلى اللقاء. قال إبراهيم: إلى اللقاء. أغلقت النافذة وذهبت للمطبخ تريد أن تأكل ما يسد جوعها. وجدت خبزاً وجبناً تناولتها بسرعة مخافة أن تأتي والدتها فتشبعها سباً وضرباً ركضت لغرفتها وحاولت أن تنام فلم تستطع وبعد مرور بعض الوقت نامت فما أن غطت في النوم حتى دخلت والدتها دخلة همجية وأخذت تصرخ هيا.. هيا.. استيقظي لتذهبي للمدرسة نهضت لما خائفة فزعة، وبعد أن انتهت من تجهيزها للمدرسة ذهبت لغرفة الإفطار فبادرتها والدتها قائلة: لقد تأخرتِ عن المدرسة هيا اذهبي حزنت لما لحالها وان والدتها لا تبالي بها، فبدلاً من أن تقول يبدو أنكِ جائعة طردتني ذهبت لما للمدرسة كانت شاردة الذهن لم تشارك مع أي معلمة رجعت لما للمنزل، وعندما رأت والدها قالت: السلام عليكم أجاب والدها: وعليكم السلام أرادت أن تجلس مع والدها فبادرتها والدتها قائلة: هيا اصعدي لغرفتك وإن كنتِ تريدين وجبة الغداء فاحضري حالاً، صعدت لما لغرفتها وبكت حتى جاء أخوها الأكبر وأخذ ينادي.. لما دخلت غرفتها وانهال عليها بالضرب حتى سالت الدماء من جسدها خرج وأغلق الباب بعد قليل جاءت والدتها ووجدتها في حال يرثى له لكنها قالت: أنت تستحقين ذلك يبدو أنكِ فعلتِ ما يغضب أخاك وخرجت والدتها وهي لا تعلم أن لما بريئة ونها لم تفعل ما يغضب أخاها إبراهيم بعدما أغلق النافذة نام نوماً عميقاً جاء والده وأيقظه للمدرسة لكن إبراهيم قال: لا أريد أن أذهب اليوم للمدرسة. قال والده: بلى ستذهب هيا انهض بسرعة ونهض إبراهيم وذهب للمدرسة دون ان يتناول شيئاً، لعب مع أصدقائه دون أن يفكر في مشاكله مع أهله عاد للمنزل واستقبل والده فمسك الأب إبراهيم وصفعه صفعة لا تزال آثار يده موجودة على خده الأيمن، ركض ابراهيم لغرفته وأخذ يبكي حتى نام وفي الليل استيقظ وفتح النافذة وأخذ ينادي لما فتحت لما النافذة قال لها: ما هذه الكدمات التي تغطي وجهك قالت: لقد سقطت من الدرج. قال لها: لا تكذبي لو كنتِ سقطت من الدرج لكان جزءا من وجهك عليه كدمات هيا قولي من فعل ذلك. أجابت: إنه أخي الأكبر. قال لها: لماذا ماذا فعلت حتى تنالي الضرب المبرح. قالت: لم أفعل شيئاً. قال لها: عندما عدت من المدرسة صفعني والدي ولم أعلم ما السبب. بعد أن أنهيا حديثهما اغلقا النافذة وفي الصباح جاء والد إبراهيم وقال له: أنا آسف يا إبراهيم لم أكن أعلم انك بريء. وسأل إبراهيم والده ما هو الموضوع الذي ابراهيم بريء منه. قال الأب: هناك عدة آباء يزعمون انك سلمت أبناءهم أشرطة غير جيدة فصدقتهم. قال إبراهيم: ومن أين لي بالأشرطة غير الجيدة، قال الأب :لا أدري لقد كنت غضبان فلم أتماسك أعصابي قال إبراهيم أبي أنت تعلم من هم أصدقائي، قال الأب: أعلم أنهم رفقة صالحة لكن الشيطان جعلني أغضب. قال إبراهيم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وفي منزل لما بعدما اغلقت النافذة نامت قليلا وجاءت والدتها لكي توقظ لما للمدرسة تجهزت لما وذهبت للمدرسة دخلت المعلمة الصف وقالت: اليوم سوف نخبركم عن مستواكم الدراسي خلال الفترة الماضية أعطت المعلمة كل فتاة تقريرها الدراسي تفاجأت لما بعلامات الضعف تملأ التقرير ماذا ستفعل ستضربها والدتها وتعاقبها فتحرمها من الطعام خرجت لما من المدرسة وهي لا تعلم ماذا تفعل دخلت المنزل ولم تخبر والدتها عن التقرير مضى اليوم على ما يرام وفي الليل فتحت النافذة وأخذت تتحدث مع إبراهيم وأخبرته عن تقريرها فجون لأجلها بعدما أغلقت النافذة نامت، وفي الصباح أيقظتها والدتها وذهبت للمدرسة أثناء فترة الاستراحة ذهبت المعلمة (صاحبة التقرير) إلى لما واصطحبتها لغرفة خالية وأخذت تتحدث معها وكيف ان مستواها الدراسي متدن طلبت المعلمة من لما ان تجلس مع رفيقات صالحات وتدع رفيقات السوء وبدت المعلمة تنصحها وتتحدث معها كثيراً أخبرت لما المعلمة بسوء معاملة والدتها نحوها، وكان رد المعلمة أن ساعدتها وحثتها على الصبر تحدثت المعلمة مع والدة لما، فشكرت والدة لما المعلمة على حرصها واهتمامها، وعندما جاءت لما من المدرسة استقبلتها والدتها بصفعة قوية على وجهها وأخذت تصرخ في وجهها وتقول: لماذا تخبرين الآخرين بأسرارك الخاصة وتخبرينهم بكل ما يجري في منزلنا وإني أحذرك ان اخبرت أحداً عن أسرارنا فسيكون لك عقاب شديد وأخذت لما تبكي وصعدت لغرفتها، وفي الليل فتحت النافذة والتقت بإبراهيم وحكت له ما حدث لها ومع معلمتها ووالدتها قال لها: حسنا لا تحزني سوف أحدث والدتي واجعلها تتحدث مع والدتك - وبإذن الله - سوف تتغير، وفي اليوم التالي استيقظت لما وذهبت للمدرسة لإحضار نتيجتها في نهاية العام صدمت لما عندما رأت أن جميع علامتها جيدة وفرحت المعلمة لإنجاز لما وذهبت لما للمنزل واستقبلتها والدتها أحسن استقبال وأخذت تضم لما لصدرها وتقبّلها على جبينها فرحت لما كثيراً وغيرت والدة لما أسلوبها وأصبحت طيبة وحنونة وابتعدت عن أساليب الضرب والعنف، وفي الليل فتحت النافذة والتقت بإبراهيم وأخبرته بأن والدتها غيّرت أسلوبها وأصبحت طيبة وشكرته على مساعدته لها.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة