ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 05/11/2012 Issue 14648 14648 الأثنين 20 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ستمتلئ صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت، لمدة طويلة قادمة، بتفاصيل الحادث المأساوي الذي أسفر عن وفيِّات وإصابات وخسائر مادية جسيمة عندما انفجر الصهريج المحمل بالغاز صباح الخميس الماضي تحت كوبري المعيزيلة على طريق خريص بالرياض. وسنقرأ الكثير من المعلومات التي ستُدخِل الحزن إلى قلوبنا ونحن نرى أنفسنا أمام كارثة كان يمكن تفاديها بالقليل من الحرص على توفير الحد الأدنى من متطلبات السلامة.

لكن ما يلفت الانتباه ويضيف المزيد إلى أحزاننا هو ذلك السلوك المتخلف الذي تمارسه أعداد كبيرة من الناس كلما وقع حادثٌ كبيرٌ أو صغير ألا وهو «التجمهر» الذي يحمل كل صفات السلوك البدائي.

يتجمهر بعض الناس عندما يقع حتى أصغر الحوادث، فيقفلون الطريق، ويتدافعون إلى موقع الحادث، ويمنعون سيارات الإسعاف والمرور والدفاع المدني من الوصول إلى المكان. وعندما تكون الحوادث خطيرة، فإن هذا التجمهر يتسبب في فقد أرواح الضحايا الذين كان بالإمكان إنقاذهم، بل ويتسببون في وقوع حوادث أخرى يكونون هم ضحاياها الجدد!

وما حدث يوم وقوع انفجار صهريج الغاز من تجمهر هو تكرار لما يحدث كل يوم على الطرق وفي أماكن الحوادث. نفس السلوك البدائي المتخلف المتكرر! أنت ترى مئات الناس يوقفون سياراتهم على عجل وكيفما كان وبأي طريقة ثم يندفعون ويتراكضون إلى مكان الحادث لإرضاء نزعة فضولية طاغية لمعرفة تفاصيل حادث قد يتبين أنه تافه وهم يعلمون أنهم بسلوكهم غير المسؤول يعطلون مصالح الناس ويسببون لهم الأذى ويحرمون ضحايا الحوادث من تلقي المساعدة.

إن غريزة حب الاستطلاع موجودة لدى كل الناس، لكن الإنسان العاقل المتحضر «يُرَشِّد» هذه الغريزة ويَحُول دون جموحها وتحولها إلى فضول مقيت وسلوك أبله يصل أحيانا إلى ما يمكن وصفه بأنه فعل إجرامي عدواني.

في حادثة المعيزيلة تجمهر الناس حتى وصل عددهم - في بعض التقديرات - إلى عشرة آلاف متجمهر! وقد حال هذا العدد الكبير من المتجمهرين دون وصول مساعدة الإسعاف الطائر لتعذر هبوط الطائرة الإسعافية، حسب بعض المصادر الإعلامية التي تحدثت أيضا عن اشتباكات بالأيدي بين المتجمهرين وبعض الجنود والمسعفين!!

لقد ثبت، ومن خلال تكرار هذه السلوكيات المحزنة، أن الحاجة أصبحت ملحة لوجود نظام يُجَرِّم التجمهر عند وقوع الحوادث ويضع عقوبات مشددة على المتجمهرين وتطبيق ذلك النظام بكل حزم. فمع بالغ الأسف يبدو أن المناشدات وحدها لم تحقق الهدف ولم تمنع التجمهر! نعم للتوعية، لكنها وحدها لا تكفي.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
الفضول حين يصبح جريمة..!
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة