ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 06/11/2012 Issue 14649 14649 الثلاثاء 21 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أذكر في محادثة هاتفية جرت ذات يوم بيني وبين فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله- أنه قال:

(نواة التمر حين تُرمى لا تُنبت نخلة إذ لا حياة فيها، بينما حين تُزرع وتنبت تجري فيها الحياة)..

سجلت عبارته في مفكرتي وأذهب أتأملها مرارا..!

إن القياس حين يؤخذ من أصل الشيء، يمنح متسعا للمفارقة، والتأمل، والوصول إلى نماذج يتمثلها ذو العقل..، إذ رميك للنواة ليس كجزك للنخلة.., الحياة لا تموت إلا بالإزهاق..، والنبت لا يحيا إلا بالسقيا.., والواهب الحياة هو الله تعالى...

كم من البقايا التي يصد عنها المرء وهي بالعناية يمكن أن تحقق له وجودا أجمل، وحياة خضراء..؟...

فيما حين يهملها تذهب مع ما يذهب وتفنى..؟

من حولنا حين نتأمل الكثير مما يمكن أن يعنى به من بقايانا، وما نستهلكه، وما نتمتع به من النعم مما يطعَم، ويشرب لو أخذنا ببقاياه وتعاملنا معها بما يؤهلها من جديد للنبت أو النفع لخففنا الكثير من أعباء البقايا التي في منتهى مطافها هي ملوثة للبيئة، ضارة بمصالح الإنسان..

النواة حين تغدو نخلة تتدلى في الطرقات بثمارها، وتنوف في الفضاء بعذوقها كم من الجمال والنعمة تمتع المارين، بل المقوين المستظلين..؟

القياس مطروح ليكون مطبقا على ما شابه وشاكل..

وللإنسان أن يتفكر، كم من نعم الله عليه التي لا يريد منها خالقها لا ثمارها ولا لحومها ولا بذورها شيئا، إنما خلقها ليمتع بها الخلق، وليتكافلوا من أجل حياة تنبض فيها الحياة، ولا تغفل فيها الفوائد..!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855
 

لما هو آت
بقاياك التي تحيا..
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة