ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 06/11/2012 Issue 14649 14649 الثلاثاء 21 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

انتهى موسم حج 1433وعاد معظم الحجاج إلى ديارهم، حاملين معهم ذكرى هذه التجربة العظيمة بكل أبعادها الروحية والجسدية والبشرية.

ترى ما الذي سيتذكرون عن هذه البلد وعن ما قابلوه فيها ومن قابلوه من بنيها؟ صرح كثيرون شاكرين ما لقوا من رعاية, وعبر آخرون عن استيائهم من تجارب بعينها مروا بها جاءت سلبية تضاعف من مشقة الحجاج المنهكين. أتعاطف مع غضب النيجيريات اللاتي منعن من الدخول لعدم وجود محرم مرافق. كما سمعت من أصدقاء ثقة عن تجربة قطار المشاعر ومعاناتهم لاضطرارهم للبقاء ساعات في الانتظار وداخل القطار. وكتب آخرون مسؤولون وإعلاميون موضحين الأسباب حيث بعض الحملات فوضت منسوبيها الصعود الى القطار دون شراء التذاكر المطلوبة.

الحج فريضةٌ مطالبٌ بها كل مسلم قادر على أدائها, ولكن الموقع الجغرافي محدود مهما اتسع, ولا يحتمل أن يحضر كل من شاء دون ترتيب مسبق وتنظيم يحمي عباد الله قاصدي زيارة بيته من مجرد تزاحمهم في موقع واحد بهذه الكثافة الهائلة. ولا شك أن لبعض القاصدين أهدافا أخرى.. وإلا فما الذي يحمل سيدة حبلى بتوأمين وفي نهاية مرحلة الحمل أن تأتي لموقع تزاحم وتدافع متوقع مثل الحج؟؟ وما الذي يجعل بين الحجاج أطفال رضع بعضهم لا يتجاوز الشهرين من العمر؟

وليس كل من يعلم أن الحج ركن من أركان دينه ويرغب في القيام به, متعلماً واعياً بما تعنيه هذه التجربة من ضرورة الالتزام بقوانين الاحتشاد وقوانين البلاد لحمايته وحماية الآخرين من خطر ومضايقات التزاحم والتدافع والأوبئة؛ خاصة حين ما اعتاد عليه بعضهم من التصرف اليومي في بلادهم يجعل التزاحم والتدافع وعدم الالتزام بالدور تجربة يومية معتادة.

ولذلك تتعالى كل موسم أصوات من الداخل ومن الخارج تشتكي من عنت التجربة, أو سوء التعامل, أو غش البعض للبعض إضافة الى وعثاء الحج. والله العالم بنيات الجميع: من يشتكي ومن يشتكى منه.

ويبقى أن هناك ما يمكن التأكيد عليه؛ أن يقابل الحجاج في المنافذ الجوية والبرية وفي كل موقع رسمي أو شعبي بمسيرة الحج موظفون ومواطنون بوجوه مبتسمة. تلك الوجوه، مبتسمة أو متجهمة التي يلتقيها الزائر, ستبقى في تجربته كبصمة مميزة للبلد وأهلها. وفق الله القائمين على توعية وخدمة وحماية الحجاج، للقيام بواجبهم على أفضل ما يقدرون، وإيصال رسائلهم بما يجب أن يكون الى كل قادم لزيارة بيت الله..

والله العالم بنيات الجميع.. يتقبل سعي من يستحق من عباده.. حجا.. وخدمة وإخلاصا.

 

حوار حضاري
موسم بمذاقات متفاوتة
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة