ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 07/11/2012 Issue 14650 14650 الاربعاء 22 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

إنّ مستقبل حضارتنا -التي ابتكرت الإنترنت- يقوم على قدرتنا على فهم هذه الأداة الرائعة والتحكم فيها. وثمة أخطار من نوع حجب الخدمة أو فقدان السرية يمكنها التسبب في تخريب اقتصادنا، وتبديد قدراتنا اللوجستية أو قدراتنا على تقديم العون والنجدة.

وهكذا فإنَّ الحضارات الكبرى تقوم دائمًا على أربع دعائم: اقتصاد مزدهر، ومهارات براقة، وبحث مبتكر، ودفاع قوي. وإذا تداعت إحدى هذه الدعائم، فإنَّ مصير هذه الحضارة إلى زوال.

ومن ناحية ثانية، فإنَّ الانقلاب الكبير الحادث في جيلنا يدعى الـ(إنترنت) وجميع حواسب الكرة الأرضيَّة مرتبطة فيما بينها، ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من نصف ثانية للاتِّصال بحاسوب يقع في أي مكان في هذا العالم، كما وأن الهجوم على حاسوبك لا يستغرق أكثر من نصف ثانية، والواقع أن معظم معلوماتنا الحيويَّة الخاصَّة باقتصادياتنا تخزن الآن في حواسبنا وتنقل عن طريق الإنترنت.

وبالعودة إلى الدعائم الأربعة يمكن تمييز رهانات كبرى تبعًا لِكُلِّ دعامة منها، فالاقتصاد أولاً يحتاج إلى إمداد وتموين قوي للمبادلات، وعلى الإنترنت أن يقدم للاقتصاد السيولة التي يحتاجها، وكل قرار وطني هادف إلى لجم هذه السيولة، سيحد من منافسة المشروعات الوطنيَّة، وبالتالي يهدم الاقتصاد مع الأيام ويدمره.

ومن ناحية ثانية، فإنَّ كل هجوم خارجي يهدف إلى حجز الإنترنت -وهذا ما يسمى- بـ(حجب الخدمة) قد يلحق الضرر باقتصاد الوطن، لاسيما القطاع المصرفي.

ويستهدف النوع الثاني من التهديدات، أعمالنا في (البحث والتطوير) فالعلماء جميعًا يستخدمون الإنترنت، وقد ابتكروا من ناحية ثانية، طريقة خاصة بهم للاتِّصالات تدعى (ميلنت) و(آربانت).

إن مبتكر طريقة (الشبكة العالميَّة) وهو تايم بيرنر لي مهندس في البحث النووي في جامعة سيرن في جنيف، واستخدام (http) أتاح له التواصل مع زملائه بشكل أكثر فاعلية، والواقع أن العلماء الذين يستهترون بأبحاثهم لا يعرضون حضارتنا للخطر فحسب جراء إفشاء أسرارهم، بل هم يسيئون تقدير التهديدات الحقيقية على الإنترنت ويبخسونها قدرها، بل إنهم يبرهنون على سذاجتهم، لاسيما تفكيرهم الاقتصادي.

والتهديد الواقع في مجال (البحث والتطوير) يدعى فقدان السرية، حيث تتركز حول وظيفة جديدة للإنترنت، محركات البحث، وبتحديد أكثر (غوغل فهذا المحرك يتيح، عبر أوامر يسيرة، جمع ملايين المعلومات (دون فائدة) للحصول منها على معلومة (مفعمة بالفائدة) وللصراع ضد سرقة معلوماتنا الخاصَّة بالبحث وشهادات المنشأ، علينا اتِّخاذ إجراءات حماية شفافة تمامًا للعلماء.

كما يستهدف التهديد نفسه مبدعينا: ذلك أن حقائق مقلدة تباع عن طريق الإنترنت بأسعار تتحدى أي منافسة، وهذه الظَّاهِرَة موجودة طبعًا منذ زمن طويل، لكن للإنترنت دورًا يسهل عملية البيع ويوسعها.

أخيرًا يستخدم خصومنا الإنترنت بكثافة كأداة اتِّصال، وفي الآن ذاته، كأداة دعاية.

ختامًا نقول: نحن نعيش أكبر أحداث مؤثِّرة في التاريخ البشري، حيث الخسائر الماليَّة الناتجة عن مراوغة الدخلاء -المفترضين- واختلاساتهم عن طريق نظام المعلومات، فليس من المعقول لِكُلِّ مشروع ولكل حكومة الاستمرار وكأن شيئًا لم يكن.

- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
 

الإنترنت ومستقبل حضارتنا
د.زيد محمد الرماني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة