ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 07/11/2012 Issue 14650 14650 الاربعاء 22 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

تقبّل الله حجّهم
محمود أحمد مُنشي

رجوع

 

قال الحق في محكم التنزيل وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ، وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ، فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ... لبّى الحجيج نِداء الخالق جلّ وعلا، وقف الحجاج بعرفات الله وعلى صعيدها الطاهِر وسط أجواء روحانية وطمأنينة، وبفضل ما وفّرته وسخّرته حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك المُبارك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز - أيّدهم الله - من إمكانات مالية، بشرية، آلية، بل تستنفر كل طاقاتها وتسخِّر كل الجُهود والطاقات وبذل الغالي والنفيس. لم تدّخر جُهداً ولا وقتاً لِجعل أداء هذه الشعيرة أكثر سهولة ويُسراً، ومن خلال المنظومة المتكاملة من وزارة الداخلية ممثلة في رجال الأمن، المرور، الدفاع المدني، وزارة الصحة، الهلال الأحمر، وزارة الشؤون البلدية والقروية وكافة الجهات الأخرى الخدمية والمساندة. وقف بذلك اليوم المشهود سقف قارب الأربعة ملايين حاج منهم 1.4 مليون حاج غير نظامي، أفاضت تلك الحشود الهائلة تحفّهم رعاية وعين العلى القدير، وصلوا المشعر الحرام ضِمن قوافل منتظمة، ورموا جمرة العقبة ونحروا الهدي وحلقوا رؤوسهم أو قصروا، وطافوا بالبيت العتيق طواف الإفاضة، طالبين عفو ورضا بارئهم عزّ وجلّ. شهدوا الموقف العظيم يوم عرفة وهو اليوم الذي يُباهي الله فيه ملائكته بقوله سبحانه وتعالى (يا ملائكتي أترون عِبادي قد جاءوني شُعثاً غُبرا من كلِّ فج عميق وواد سحيق يرجون رحمتي ومغفرتي فلو كانت ذنوبهم كعدد الرّمل أو كعدد القطر أو كزبد البحر لغفرتها لهم أفيضوا عبادي مغفوراً لكم)..

جاء في الحديث ما رؤي الشيطان يوماً هو أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذلك إلاّ لما يرى من تنزيل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام..

فالحمد لله عزّ وجلّ الذي جعل البيت الحرام مثابة للناس وأمناً، وجعل الحج وهو الركن الخامِس مؤتمر كل عام، يلتقي فيه المسلمون من كلِّ حدب وصوب على أرض الحرمين الشريفين، مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين، ويظهر فيه من ُألفة ومَحبة ولقاء بين جميع الأطياف، يأتون ليشهدوا مَنافِع وخيراً لا يضاهيه خير من كل أصقاع المعمورة، رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم ومشاربهم، لا فرق بين أحد منهم إخوة متحابون في الله يرجون تِجارةً لن تبور وعفو العزيز الغفور.

حجٌّ مِثالي والحمد لله خرج بأفضل النتائج، بفضل اكتمال حزمة المشاريع في المشاعِر المقدّسة التي ساهمت في انسيابية الحركة وتنظيمها أفضل من ذي قبل، جسور تربط شرق وغرب منى بجسر الجمرات لِتفادي بقدر الإمكان عبور المشاة واختلاطهم بالمركبات وما يسببه ذلك من إرباك وعرقلة، وما طالعتنا به الأخبار مؤخراً عن العزم في إنشاء نفق للخدمات خلال العامين القادمين إن شاء الله لاستخدامه من قِبل الجهات الأمنية، الدفاع المدني، الهلال الأحمر، وزارة الصحة، الجهات الخدمية، وبذلك يكون ذات جدوى كبيرة في سرعة تنقلاتهم وتخفيف الضغط من استخدام الطرق العادية. رغم كل التحذيرات لا حجّ إلاّ بتصريح، إلاّ أنّ الحج غير النظامي تجاوز 1.4 مليون حاج من الداخل، مما أدى إلى افتراش الأراضي المجاورة لِجسر الجمرات، وما نتج عنه من تزاحم وعرقلة وإرباك للمنظومة الأمنية والخدمية وآثاره البيئية وانعكاسها على الصحة العامة.

إنّ ما تقوم به لجنة الحج العليا من جُهود كبيرة وبمتابعة دقيقة ودعم كبير من لدن خادم الحرمين الشريفين طوال العام، ينبثق عنها عقد اجتماعات بشكل محدّد في أوقات متفاوتة لمناقشة المشاريع والمقترحات، وكان لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - جهوده الملموسة الكبيرة والمخلصة في إرساء كثير من المشاريع والبنى التحتية لمنطقة المشاعر.

جاء صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، ليكمل البناء والمشوار ويسعى حثيثاً لتنفيذ ومتابعة كل المشاريع التي ترفع من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وإعطائها الدفعة القوية لترى النور لِما فيه المردود والمصلحة والفائدة إن شاء الله.

إنّ ما أعلنه سمو أمير منطقة مكة المكرمة في المؤتمر الصحفي في منى عن تلك التجاوزات (لا حج إلاّ بتصريح)، حيث تجاوز العدد غير النظامي إلى أن وصل أكثر من مليون كما ذكرناه آنفاً، مما أدى إلى تزاحم غير مبرر، وطبقاً لذلك ذهب سموه وأكد أنه سوف يكون هناك جزاءات صارمة وسوف يتم تحديد العقوبة في العام القادم، ليتسنى وضع الأمور في نصابها، ومعاقبة كل من يخرج عن طاعة ولاة الأمر ولِما فيه المصلحة والمنفعة للجميع ولما نتوخّاه جميعاً، ليكون حجاً أكثر تنظيماً وانسيابية. ما حصل في محطة قطار المشاعِر من تزاحم شديد أدّى إلى بعض الإصابات، تم التعامل معها من قِبل الهلال الأحمر بسبب تدافع حجاج غير نظامين يُقدّرون بـ 160 ألف حاج افترشوا محطة القطار وحاولوا الصعود للقطار بدون تذاكر، وما حصل لقطار المشاعِر في عرفات وتأخره أكثر من أربع ساعات أدى إلى التزاحم الشديد عند وصوله مزدلفة، صادف الفترة التي يستعد فيها الحجاج المغادرة إلى منى، إثر ذلك أمر سمو أمير منطقة مكة المكرمة بتكوين لجنة من عدّة جهات للتحقيق والرفع لسموه لاتخاذ الإجراءات المُناسبة في عدم تكرارها ومُعاقبة المُتسببين. إنّ خروج الحج بإيجابيات كثيرة لا يعني أن نركن لذلك، بل يزيد طموحنا في تفعيل تلك الإيجابيات والسعي الحثيث للمزيد من التطوير والنجاحات والتفوّق على أنفسنا، لأنها خدمة عظيمة شرّفنا بها المولى عزّ وجلّ، وثقة وضعها ولاة الأمر في أبنائهم من مسؤولين ومواطنين يعملون بشكل تطوّعي في وفادة وخدمة ضيوف الرحمن، وهذا دأب أبناء هذا البلد الأمين. مملكة الخير، مملكة الوفاء بقيادة الملك المُفدّى الملك الصالح الذي لا يألو جُهداً ولا يدّخر وسعاً في خدمة الإسلام والمسلمين، وبذل أقصى الجُهود والسهر على راحة ضيوف بيت الله الحرام. أخي الحاج، أختي الحاجة أرجو من الله أن تعودوا إلى بلادكم سالمين غانمين مغفوري الذنوب بإذن الله. جاء في الحديث الشريف (الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة) (من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه).

وقد أشاد كثير من رؤساء بعثات الحج وحجاج وضيوف الدولة بالخدمات والتسهيلات التي وفّرتها حكومتنا الرشيدة في مكة المكرمة، المدينة المنورة ومنطقة المشاعِر، تلهج ألسنتهم بالدعاء إلى المولى عزّ وجلّ بأن يُبارك في خادم الحرمين الشريفين ويجزيه خير الجزاء لما يوليه من اهتمام ورعاية وحرص لشؤون الإسلام والمسلمين، وأن يمُد الله عزّ وجل في عُمره المديد إنه سميعٌ مُجيب.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة