ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 09/11/2012 Issue 14652 14652 الجمعة 24 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أبناء الجزيرة

 

جائزة الصحافة العربية
«كيف صنع الكمان» ذو الرأس الحصاني

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

حكاية شعبية من الصين - قصة من قومية منغوليا من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال - نص: سامية نعيم صنبر

هل تعرفون كماننا ذا الرأس الحصاني؟ هل سبق لكم أن تساءلتم عن سبب صنع أداتنا الموسيقية المفضلة هذه؟ دعوني أخبركم بذلك: إنها لقصة حزينة.

لقد اخترع الكمان الأول ذا الرأس الحصاني الراعي الصغير سوخه الذي كان يعيش في مرج تشاهار. لقد كان يتيماً فربته جدته، وكان بحوزتهما عشرون رأساً من الغنم، واعتاد سوخه أن يخرج بالأغنام ليرعاها، وأن يساعد جدته في تحضير الطعام والعناية بالمنزل. وعندما بلغ السابعة عشرة من العمر أصبح مغنياً موهوباً، وقد حظي غناؤه بإعجاب جميع الرعاة والجيران.

ذات يوم غابت الشمس وخيم الظلام بسرعة، ولكن سوخه لم يرجع إلى البيت، فقلقت عليه جدته، وكذلك الجيران أخذوا يقلقون. وفي وقت متأخر من الليل رجع سوخه، يحمل بين ذراعيه شيئاً أبيض صوفيا. وكان هذا الشيء عبارة عن مهر حديث الولادة. ونظر سوخه إلى الوجوه المندهشة من حوله وقال مبتسماً:

- لقد لقيت هذا المهر الصغير في طريق العودة مطروحاً على الأرض يقاوم، ولم يكن هناك أي أثر لأمه. وخشيت أن تأكله الذئاب فجلبته معي إلى الخيمة.

ومع مر الأيام كبر هذا المهر الصغير حتى صار جواداً بفضل العناية التي أولاها إياه سوخه. لقد كان أبيض بلون الثلج، وكان قوي الجسم جميل الشكل. فكل من رآه أحبه، وخاصة كان أعز إلى نفس سوخه.

وذات ليلة استيقظ سوخه على صوت صهيل مثير، فهب من فراشه، وهرع إلى خارج الخيمة. فسمع ثغاء الأغنام في الحظيرة، ووجد الجواد الأبيض يقوم بحماية الحظيرة من ذئب رمادي كبير! فطارد سوخه الذئب إلى مسافة بعيدة. كان العرق يتصبب من جسم الجواد، وبدا واضحا انه كان يعارك الذئب فترة طويلة، فأخذ سوخه يربت على ظهره ويخاطبه كأنه من أهله:

- أيها الجواد الأبيض! لقد أنقذت الأغنام..

وبعد ذلك أصبح سوخه والجواد الأبيض صديقين حميمين لم يفترق أحدهما عن الآخر ولو دقيقة واحدة.

ومضى الوقت سريعاً.

وذات ربيع انتشرت في المراعي أخبار مفادها أن الأمير سينظم سباق خيل أمام معبد اللاما، والفائز سيحظى بابنة هذا الامير خطيبة له. وسمع سوخه بذلك، وشجعه أصدقاؤه على دخول السباق. فانطلق سوخه بجواده الأبيض الذي أحبه حباً شديداً.

وبدأ السباق، وكان كثير من الشبان الأقوياء يشتركون في السباق. وَسَاطَ هؤلاء جيادهم وانطلقوا يعدون بأقصى سرعة. ولكن سوخه مع جواده الأبيض وصل الهدف قبل الآخرين.

فقال الأمير من على منصة المتفرجين:

- اطلبوا من راكب الجواد الأبيض أن يأتي إلى هنا.

ولكن عندما رأى أن الفائز هو راع فقير لم يتعرض إلى ذكر الزواج من ابنته. بل قال باحتيال:

- ستعطى ثلاث قطع فضية مقابل جوادك، وارجع إلى بيتك!

فاغتاظ سوخه وقال في نفسه: ماذا؟ هل يظن أنني أبيع جوادي الأبيض الثمين؟

ثم أجابه بلهجة فظة:

- لقد جئت لأشترك في السباق، لا لأبيع جوادي.

فاندفع خدم الأمير على الفور يقولون:

- يا له من وغد! هل راع فقير يجرؤ على معارضة الأمير؟ يجب أن يعاقب.

وضربوا سوخه إلى أن فقد وعيه، ثم ألقوه من على منصة المتفرجين إلى الأرض. وعاد الامير إلى قصره مظفراً ومعه الجواد الأبيض.

وحمل الأصدقاء سوخه إلى البيت، وقامت جدته بتمريضه والعناية به، فتحسن بعد بضعة أيام. وبعد فترة قصيرة سمع سوخه، وهو مستعد للنوم، شخصاً يطرق الباب، فصاح:

- من هناك؟

ولكنه لم يسمع جواباً، واستمر الطرق.

وذهبت الجدة لترى من الطارق، فدهشت عندما فتحت الباب:

- أوه! إنه الجواد الأبيض.

فخرج سوخه على الفور. أجل، إنه الجواد الأبيض فعلاً! كان يتصبب عرقاً، وكانت هناك سبعة أو ثمانية سهام منغرزة في جسمه. فانتزع سوخه السهام من جسم جواده ضاغطاً على أسنانه وكابحاً حزنه. وسرعان ما أخذ الدم يتدفق من الجروح. لقد أصيب الجواد بجروح خطيرة، فمات في اليوم التالي.

إن ما حدث هو أن الأمير قد سر سروراً عظيماً بحصوله على مثل هذا الجواد الرائع، فدعا أفراد أسرته وأصدقاءه إلى وليمة أقامها احتفالاً بذلك. ورغب في أن يعرض الجواد أمام المدعوين فأمر بإحضاره إليه.

ولكن عندما اعتلى ظهره شب الجواد وألقاه أرضاً، ثم انطلق يعدو مخترقا صفوف الضيوف المحتشدين، فصاح الأمير غاضباً وهو ينهض عن الأرض:

- امسكوه! وإذا لم تستطيعوا فاقتلوه.

وسرعان ما انصب على الجواد وابل من السهام، إلا أنه تمكن من الوصول إلى البيت، ومات عند سيده العزيز.

وحزن سوخه عليه حزناً شديداً، ولم يعد يعرف طعم الراحة لا في النهار ولا في الليل. وذات ليلة، فيما كان بين اليقظة والحلم بدا له كأنما رأى جواده حيا، يقترب منه، فلاطفه برفق كبير.

وقال الجواد:

- ألا تفكر في طريقة يمكنني من خلالها أن أبقى معك دائماً وأحافظ على مرافقتك يا سيدي العزيز؟ اصنع كمانا من عظامي.

وفي الصباح صنع سوخه كمانا من عظامه ونحت في أعلاه نموذجاً لرأس جواده العزيز، وجعل أوتاه العضلية أوتار الكمان، واستخدم الشعرات المتدلية من ذيله أوتار قوس، وكلما عزف على كمانه ذي الرأس الحصاني تذكر حقده على الأمير وسروره السابق عندما كان ينطلق على متن ذلك الجواد. وقد تخللت هذه المشاعر موسيقاه، فجعلتها تعبر عن جميع الرغبات والعواطف لدى الرعاة. وأصبح هذا الكمان صوت الشعب، واعتاد جميع الناس أن يأتوا إليه ليستمعوا إلى عزفه في المساء بعد انتهاء العمل، فينسون تعبهم لدى استماعهم.

***

رســــوم

1- صفاء غنيم محروس 11 سنة

2- صفا صالح 10 سنوات

3- أفنان إبراهيم الرميسي 11 سنة

4- أصايل خالد علي 11 سنة

5- غالية بسام وصفي 11 سنة

6- بتول طلعت أبو طعمية 11 سنة

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة