ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 10/11/2012 Issue 14653 14653 السبت 25 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

** كان مساء أربعاء اعتياديًا في شقته الصغيرة بصحبة رفيقي دربه” صالح السويدان - حفظه الله- وخالد البنيان -رحمه الله-، ويذكر أنه أوصاهما بقفل الباب حين يغادران وودّعهما لينام؛ فلديه من الغد تنفيذُ “فترة الضحى” في إذاعة البرنامج العام.

** نام خاليَ البال وصحا باطمئنانٍ يومَ خميسٍ حدث في فجره غزوُ الكويت، واتجه إلى الإذاعة التي لم تعطه موجاتُها -وهو يقود سيارته- أي انطباعٍ غيرِ معتاد حتى بلغ المبنى الصغيرَ الجميلَ ووجد إدارة الأخبار في الدور الثاني خليةَ عملٍ تستقبلُ تداعياتِ الحدث من جميع الوكالات عدا “ واس”، واستلم موجز “الحاديةَ عشرةَ صباحًا” خلوًا من أي إشارةٍ لحدثٍ هزّ الدنيا وغيّر كثيرًا في واقعنا، ويذكر أنه لم يستغرق في قراءته أكثر من دقيقة، وكان الخبرُ الأولُ عن شيءٍ غيرِ ذي بالٍ في جنوب إفريقيا؛ فالوكالات لا تبثُّ إلا أحداثَ المغامرةِ القاتلة.

** ظلَّ حال الصمت الرسميّ سائدًا، ولم تتبدل عناوين الأخبار حين أتى بعد يومين لقراءة نشرة التاسعة مساءً، وما يزال يذكر صديقه المصري في القاهرة “الأستاذ السيناريست هاني الزرقاني” الذي كان يدير مؤشر المذياع باحثًا عن المستجدات عبر الإعلام الخليجيّ وساعيًا للاطمئنان على أحوال أصفيائه في بلدانها وفرح حين سمع صوت صاحبكم، ولم يلبث أن باء بالخيبة؛ فالعالمُ في وادينا ونحن فوق جبال الألب، وكان إلى جانبه والده “عبدالهادي” -غفر الله له- الذي قال له بعد ما سمع الموجزَ “الخالي”: “صديقك على عيني ورأسي لكن ابحث لنا عن إذاعةٍ تحكي”.

** لم نحكِ فخسرنا رأيًا عامًا في العالم العربيّ بسبب بطئنا أو تباطُئِنا في نقل وجهة نظرنا، وأفاد منها الجانبُ الآخر ولم تُجدِ محاولاتُنا المتأخرةُ لتعويض الغياب بالرغم من العمل الاستثنائي الذي قامت به الإذاعةُ” لدرجة استعارة التلفزيون بعض حواراتها، ومنها تلك التي أجراها “خالد” وصاحبكم مع أعمدةِ الفكر والإبداع العربي”.

** استعاد هذه الحكاية في مجلس أصدقاء، واتفقنا أن أكثر من عشرين عامًا مضت لم تغير نهجنا الإعلاميّ الرسميّ ليبادر بصياغة الحدث بل بصناعته وفق معطياته الواقعية فيواكبه ولا يكتفي بالتعليق التابع والنفيِ الهش.

** الأمر يحتاج إلى مرونةٍ إداريةٍ “عليا” تتعامل مع الخبر بشكل محايدٍ مهما كان مساسُه بنا دون أن يحتاج إلى إجراءاتٍ مطولةٍ للإذن بإذاعته درءًا لتفسيرات الجماهير وتبريرات المسؤولين التي لن تجديَ مع قوة الإشاعات وصعوبةِ محوها، وبخاصةٍ في زمن الإعلام الرقمي الذي يملؤه ملايينُ المخبرين والمحللين “الأكْفياء والأكِفّاء”.

** امتلأ الفضاء السايبروني بالادعاءات التي تمسُّ الدولَ والمنظمات والأفراد، والردُّ عليها متعذر، غير أن مواجهةَ الشارع بالحقائق الفوريّة كما هي على الطبيعة سيجعل المرمى الفارغَ يتلقى أهدافًا أقل.

** المعلومةُ قلبُ دفاع.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

في مرمى الفراغ
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة