ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 10/11/2012 Issue 14653 14653 السبت 25 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يعتقد كثيرون أن الفائز في سباق الرئاسة الأمريكية هو من يفوز بأكثرية أصوات الناخبين من الشعب، وهذا خطأ شائع، إذ إن الفائز هو من يفوز بأصوات أعضاء المجمع الانتخابي، وعددهم 538 شخصا فقط، أي أنه يماثل عدد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، إضافة إلى ثلاثة مندوبين يمثلون مقاطعة كولومبيا العاصمة الفيدرالية للولايات المتحدة، فكل ولاية أمريكية يمثلها في المجمع الانتخابي ذات العدد الذي يمثلها في مجلسي الشيوخ والنواب، فولاية ميتشجن -مثلاً- يمثلها 15 عضواً في مجلسي الشيوخ والنواب، وبالتالي تحصل على 15 مندوباً في المجمع الانتخابي، وهذا ما يجعل النظام الانتخابي الأمريكي معقدا إلى درجة كبيرة، فقد تم تصميمه بهذه الطريقة الفريدة والعجيبة على يد الآباء المؤسسين لهذه القارة الشاسعة، وذلك قبل أكثر من مائتي عام، فما هو السبب يا ترى؟!

كانت نظرة الآباء المؤسسين لأمريكا أنها بلد شاسع، ويصعب على سكانها معرفة المرشحين للرئاسة، نظرا لانعدام وسائل المواصلات والاتصال في ذلك الزمن البعيد، لذا اقترحوا نظام المجمع الانتخابي، حيث يختار سكان كل ولاية مجموعة مندوبين تصوت، وتختار الرئيس نيابة عنهم! ولكن الغريب أنه عندما بدأ التصويت الشعبي العام في مرحلة لاحقة، فإنه لم يتم إلغاء هذا النظام القديم، على الرغم من أنه جرت تعديلات كثيرة على الدستور الأمريكي خلال القرنين الماضيين، فكيف يجري الأمر؟

عندما يصوت الشعب الأمريكي في أول يوم ثلاثاء من شهر نوفمبر، فإن أصواتهم تحتسب في كل ولاية، ثم تذهب جميع أصوات مندوبي تلك الولاية للفائز بها، وكمثال على ذلك، لنفترض أن عشرة ملايين مواطن أمريكي صوتوا للرئيس أوباما، وتسعة ملايين مواطن آخرين صوتوا للمرشح رومني في ولاية ما، فإن أصوات جميع مندوبي تلك الولاية تذهب إلى أوباما، ويعتبر رومني خاسراً في تلك الولاية! وكأنه لم يصوت له حتى مواطن واحد! والآن سأجيب عن السؤال الذي سئلت إياه كثيراً: كيف يمكن أن يخسر أحد المرشحين منصب الرئاسة على الرغم من تصويت أغلبية الشعب الأمريكي له؟

حسنا، جهزوا آلة حاسبة إن رغبتم، ودعونا نضرب مثلا بالأرقام الحقيقية في سباق الرئاسة بين أوباما ورومني في ولايتين فقط هما كاليفورنيا وتكساس، فعدد سكان كاليفورنيا هو 38 مليون مواطن، وعدد مندوبيها الذين يقررون الفائز 55، أما ولاية تكساس فسكانها 25 مليون، وعدد مندوبيها 42، فلو صوت في كاليفورنيا 20 مليون لأوباما، و 18 مليون لرومني، ثم صوت في تكساس 5 ملايين لأوباما، و20 مليون لرومني، فإن المفترض في الانتخابات العادية أن يكون الفائز هو رومني لأنه يكون حصل على أغلبية أصوات الناخبين، أي أنه حصل على 38 مليون صوت، مقابل 25 مليون صوت لأوباما. هذا ولكن الفائز في الديمقراطية الأمريكية هو أوباما! فكيف حصل ذلك؟

على الرغم من أن معظم أصوات الناخبين ذهبت إلى رومني، إلا أن الفائز هو أوباما، وذلك ببساطة لأن العبرة ليست بأصوات الناخبين، بل بأصوات المندوبين، فقد حصل أوباما على كامل أصوات مندوبي ولاية كاليفورنيا، وعددهم 55، في حين حصل رومني على كامل أصوات مندوبي ولاية تكساس، وعددهم 42، ولعلكم تتساءلون إن كان هذا يحصل فعلا، والجواب، هو نعم، وإن كان نادرا، وآخر مثال كان فوز بوش الابن برئاسة أمريكا في عام 2000، على الرغم من أن خصمه آل جور كان فائزا بأغلبية أصوات الناخبين، وهذه هي الديمقراطية الأمريكية بلا رتوش!

فاصلة: «الآباء المؤسسون منحونا الحرية.. لا الديمقراطية».. رون بول.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
غرائب الديمقراطية الأمريكية!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة