ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 11/11/2012 Issue 14654 14654 الأحد 26 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* العِلك: ضرْب من صمغ الشجر كاللبان، يمضغ فلا يَنْماع. والعَلَك والعُلاك: شجر ينبت بالحجاز. قال بذلك ابن منظور في اللسان وغيره.

* ونعرف في زمننا هذا؛ أن كثيراً من كبار الناس وصغارهم؛ يحرص على مضغ العِلْكة، سواء كان ذلك على فترات طويلة

أو قصيرة، فالبعض يعتبرها وسيلة لإنعاش النَّفَس، أو تهدئة الأعصاب، أو المساعدة على الهضم، أو تنظيف الأسنان، أو قمع الشهية عن الأكل، أو حتى للتسلية.. ولكن كيف كانت بداية العِلْكة..؟

* ذكرت مصادر عدة، أنه منذ أكثر من تسعة آلاف عام، أحب الناس المضغ، وبدؤوا يبحثون عن شيء يمضغونه، فاليونانيون والأتراك القدامى؛ كانوا يمضغون عِلْكة مصنوعة من صمغ (الماستيك)، وهو النسغ أو السائل المستخرج من شجرة المصطكاء.

* ومضغ شعب المايا (التشكليت)، وهي مادة صمغية تستخرج من شجرة السبوتة، وكان الأميركيون الأصليون يفضلون مادة (الراتينج) المستخرجة من شجرة (الراتينجيت) التي تنتمي إلى فصيلة الصنوبريات.

* وقام المستعمرون الأميركيون الأوائل، بتقليد عادة السكان الأصليين، فأخذوا يمضغون عِلْكة (الراتينجيت)، ومزجوها مع شمع العسل، لكي يبتكروا مزيجاً لذيذ المذاق.

* وفي عام 1848م، ظهرت العِلْكة التجارية الأولى المصنوعة من مادة (الراتينج) الصمغية وشمع العسل في أميركا. بعد سنتين؛ أصبح شمع (البارافين) المحلي شعبياً، وانتهى به الأمر أن قضى على مجموعة (الراتينج) من السوق.

* ظهرت العِلْكة الفعلية في أول أشكالها المتطورة عام 1869م، على يد (طوماس أدامز) المقيم في جزيرة ستاتين، وهو يعمل مصوراً فوتوغرافياً في النهار، ومخترعاً في الليل، فقد لاحظ المستأجر الجنرال (أنطونيو لوبيز دو سانتا)، اندفاع صاحب الملك إلى الابتكار، فاستورد له شحنة من (التشكليت Chiclet) من المكسيك، واستخدمها (أدامز) لكي يطور بديلاً صناعياً عن المطاط. ورغم الجهود التي بذلها (أدامز)، فقد باءت محاولاته بالفشل، ولكن عند ما وصل إلى نهاية المطاف، وكاد يرمي ما تبقى من (التشكليت Chiclet) في النهر الشرقي، سمع مصادفة؛ فتاة صغيرة في صيدلية تطلب عِلْكة مصنوعة من شمع (البارافين)، وإذا بأدامز يقرر أن يستفيد إلى أقصى حد من هذه الفرصة، وبعد أن أنقذ (التشكليت Chiclet)، حوّلها إلى عِلْكة. ورغم أن هذه العِلْكة كانت خالية من النكهة، فهي كانت أكثر سلاسة وليونة من العِلْكة المصنوعة من مادة (الراتينج أو البارافين).

* ومن هنا تم تغليف عيدان العِلْكة الصغيرة بالورق، وأطلق عليها تسمية: (عِلْكة أدامز نيويورك رقم 1 - Adams New York No.1)، ومع حلول عام 1871م، أصبحت العِلْكة تباع في الصيدليات على صعيد البلد بسعر سنت للقطعة الواحدة، ثم أضحت العِلْكة المفضلة في أميركا.

* ترى لِمَ يُحب الإنسان المضغ منذ ولادته؟

* إنها حاجة فطرية مدهشة وغريبة وفقاً لعلماء النفس، فهي تنبع من الولادة، وهي تطور طبيعي لفعل الرضاعة الذي يبعث الهدوء في النفس، كما أنه مع تقدم الأطفال في السن؛ فهم عادة يبحثون عن أشياء يضعونها في أفواههم، لذلك نشترى لهم ما يسمى بـ (العضّاضة)، ويصل بهم الأمر إلى قضم أظافرهم وهم كبار..!

* مع هذا التاريخ الطويل؛ هل بقيت العِلْكة آمنة صحياً..؟

* إنها صدمة كبيرة حقاً، أن تعرف أن هذه العِلْكة تشكل خطراً على الصحة وبشكل كبير؛ فهذا تحذير وتنبيه نشر منسوباً إلى الدكتور (فهد الخضيري) عالم الأبحاث، يطلب التدقيق في كل مكونات العِلْك، وأنها لا تحتوي على مادة (الإسبارتيم)، لأنها بوجود هذه المادة تسبب: (ارتجاجاً بالذاكرة - قلقاً - تلف الكلى - عصبية - قلة حفظ المعلومات - تدمير المركز العصبي في الجسم - تدني الإحساس بعدم التذوق - نقص مناعة العظام من الكسور). ولهذا فهي ممنوعة بالجيش الأمريكي. هذه المادة كما يقول التنبيه؛ موجودة بعِلْكات (نوفا ومنتوس وإكسترا)، وهي تسبب تلف الكلى، ومرض التوحد أيضا للمواليد إذا تناولتها الأم الحامل..!

* أين هيئة الغذاء والدواء، وهيئة المواصفات، وحماية المستهلك، ووزارتي الصحة والتجارة؛ من هذا الخطر العظيم؟! وأين وعينا نحن يا ترى؟!

* اقرؤوا هذا الخبر الذي نشر مؤخراً: (أكدت عضو مجلس إدارة شركة باطوق - فاطمة با طوق - أن شركة العِلْك - اللبان - التابعة إلى عائلتها؛ استطاعت استبدال العِلْكة بالعملة المعدنية في المحلات التجارية، حتى أنها حلت محلها، مشيرة إلى أن معظم المحال التجارية؛ قامت بصرف العِلْكة قيمة نصف ريال، بدلاً من العملة المعدنية، وبسببها ارتفعت العوائد السنوية إلى (94 مليون ريال)..!.

* ومن خطر علك واعتلاك العِلْكة وهلكتها الكبيرة؛ إلى هذا الخبر الظريف المرتبط بالعِلْكة؛ فقد مثل طفل أردني أمام قاضي صلح شرق عمّان، متهم بسرقة (حبة عِلكة)؛ يصل ثمنها إلى (10 قروش) من أحد (المولات) في منطقة طبربور! هذا الخبر أثار التندر والنكات، وتناولته الصحافة الأردنية، وانتقل إلى منابر الجمعة، حيث دعا خطيب جمعة إلى أن تطال العدالة كل السُّرَّاق كباراً وصغاراً، وتساءل: لماذا تُطوى ملفات الفساد الكبرى، ويطلق سُرّاق المليارات، ويقاضى سارق الهللات؟!

* نحن.. لماذا لا نسأل الجهات ذات الاختصاص لدينا: (هيئة الغذاء والدواء - هيئة المواصفات - حماية المستهلك - وزارة الصحة - وزارة التجارة): هل نحن وأطفالنا نعلك مادة (الإسبارتيم) مع عِلْكات النصف ريال (شبه الإجبارية) من مولاتنا الكبيرة والصغيرة كما يقال؟!

* أفيدونا أفادكم الله.. أريحونا أراحكم الله.

H.salmi@al-jazirah.com.sa
Assahm1900@hotmail.com
 

الهُلْكَة.. في (اعْتِلاَك العِلْكَة)
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة