القاهرة - حوار - سجى عارف:

على ضفاف النيل التقت (الجزيرة) بالشاعر عبدالله أبو راس للحديث عن الأغنية العربية والخليجية والأعمال الجديدة التي سيقدمها فكان نص الحوار كالتالي :

*حدثني عن بداياتك الأدبية والشعرية ؟ وكيف دخلت مجال الفن من أوسع أبوابه؟

بداية أشكرك أخت سجى لإتاحة الفرصة ثم أشكر صحفيتكم الغراء (الجزيرة) والتي أنا من أشد المتابعين لها والمعجبين بكتابها وأكن كل احترام للعاملين عليها جميعا، وبالنسبة لبدايتي الشعرية كانت في عام 2005م حيث شاركت في برنامج (ألبوم نجوم العرب) المذاع بقناة mbc والذي كان عبارة عن مجموعة من الملحنين وكل ملحن يقوم باختيار الأغنيات للفريق وقد شاركت في حلقتين باختيار الملحق ناصر الصالح حيث قدمت له نصين ومن تلك اللحظة بدأت مشواري الفني فكتبت للفنان عبد الكريم عبد القادر في أغنية (زحمة جروح)، وكان هذا العمل من ألحان عصام كمال وقد توالت من بعدها الأعمال الفنية

ماذا عن تعاونك مع الملحن ناصر الصالح كيف بدأ لقائكما ؟

نعم تعرفت على الملحن ناصر الصالح عن طريق الشاعر الكويتي علي مساعد وقد طلب منه ناصر نص جديد فقال له أنا لم أحضر لك نص واحد أنا جلبت لك 100 نص وهذا شاعر مازال شابا ولديه أفكار وطموح وقدمني إليه ومنذ وقتها نشأت بيننا علاقة صداقة حتى أننا لم نعمل لفترة طويلة مع بعض إلى أن تعاونا في أغنية (صح النوم) للفنان القطري فهد الكبيسي وقد كان هذا أول لحن رسمي عاطفي يلحنه لي ناصر الصالح.

نعم حدثني عن الفكر الجديد الذي يتبناه عبد الله أبو راس في كتاباته ؟

هو ليست فكر جديد بقدر ما هو محاولة لتقديم شيء مختلف فأنا لا أتبنى فكرة معينة عندما أكتب إنما كل نص له ظرفه وحالته ويختلف من نص للآخر وهي مجرد محاولة لما يمكن أن أقدمه من مفردات بسيطة تصل لكل الناس باختلاف ثقافاتهم وأعمارهم هذا هو الأمر الذي أراه مهم فمن الجميل أن تكتب نص يفهمه الآخرين من جميع الجنسيات على أن تكتب نهج معين تمارسه في جميع أعمالك .

كيف يمنع الشاعر المتمكن شعره من أن يصبح مجرد عمل أرشيفي ؟

أنا أعتقد أن هذه هي سنة الحياة في النهاية عملك سيصبح أرشيفي لكنه يجب أن يحاكي واقعا وحاضرا فأنت لا تملك المستقبل ولا تستطيع أن تتحكم بما مضى لكنك تملك الحاضر فإن كان لديك قدرة على العطاء التاريخ سوف يذكر لك ذلك وإن كنت تستحق أن يعود إليك الناس سيعودون بلا شك .

ماذا عن أقوى قصيدة أو أغنية كتبتها وأثرت فيك في مرحلة ما ؟

أكثر الأعمال التي لامست وجداني هي (هوامير الصحراء) كتبت هذا العمل للفنان القدير رابح صقر كما أنها تلامس شجن وجرح كبير لدى الكثير من الناس، فهي أغنية جميلة في مفرداتها وتفعيلاتها وتحاكي واقع الجمهور .

ماذا تقول لمن يري أنك سحبت البساط من كثير من الشعراء ؟

هذا القول غير صحيح إطلاقا أنا تلميذ لأساتذة كبار ما زالوا يقدمون إبداعاتهم على الساحة وزميل لشعراء مبتدئين ما زالوا يحاولون تقديم أنفسهم قد أتفوق عليهم أو يتفوقون علي فالساحة تتسع وكل منا يقدم ما لديه من عطاءات.

كيف تقيم مستوي الأغنية السعودية حاليا ؟

ممتازة وما زالت في الصدارة .

*وهل تعتقد أن الأغنية الخليجية تفوقت على العربية أم مازالت تحاول التقدم ؟

نوعا ما مازالت المنافسة قوية.. فلا شك أن الخليجية موجودة وبقوة إنما العربية أيضا لديها قوتها وطابعها المتميز والقضية ليست مسالة الصدارة إنما مسالة تقديم أعمال تحاكي واقع وتقدم موروثا قويا وملموسا بغض النظر عن المكان الذي تنتمي اليه .

ما رأيك في شاعر الخليج هل تعتقد أن النجاحات في بدايتها أم أن الأغنية الخليجية قد خطت خطواتها ووصلت لنهايتها ؟

بل ما زالت ستحقق المزيد والمزيد وشاعر الخليج هو العنصر الرئيسي المكون للأغنية الخليجية .

كيف ترى مستوى الثقافة السعودية اليوم وإلى أين وصلت ؟

المملكة العربية السعودية خطت خطوات جبارة في أحياء الموروث والثقافة السعودية ولدينا العديد من الفعاليات التي تقام كمهرجان الجنادرية والفعاليات المصاحبة لليوم الوطني، وأعتقد أن الثقافة السعودية عربيا وقد وصلت وبشكل ممتاز وحتى على المستوى الإقليمي الثقافة السعودية لها وضعها واحترامها بل أصبحت العديد من الدول تعرف عادتنا وتقاليدنا وتحترم خصوصياتنا واستطعنا الوصول بشكل راق وحافظنا على تقاليدنا وأعرافنا مع مواكبة الحضارة في نفس الوقت وهذا سر تميزنا ولله الحمد.

ماذا عن الإعلام العربي هل أدى واجبه نحو دعم الشعراء والأدباء وأعطاهم حقهم أم تجاهله ؟

حقيقة الإعلام مقصر كثيرا في حق الأغنية والفن الشعري على الرغم من أن الأغنية والفن هي أسهل الطرق للوصول إلى الآخرين فهي لغة الشعوب، بل يجب أن يكون لدى الشاعر والملحن الدافع والحافز للإبداع كما يجب البحث عن وسيلة لدعمهم ودفع عجلة إلهامهم دائما.

تعاون الفنانين العرب مع بعضهم هل يشكل ركيزة قوية في دعم الأغنية العربية ؟

بالطبع اختلاف الإبداع واختلاف أفكاره يساهم في دعم الأغنية كما في أغنية «مصر والسعودية تريد» التي واكبت الأحداث المتوترة بين البلدين وعلاقتهما وبحكم إقامتي في القاهرة المزامنة لعملي واختلاطي بأصدقاء مصريين وأنا أعرف وأكد على مدى حبهم واحترامهم للمملكة وكذلك السعوديين وحبهم لمصر وشعبها فقمت بطرح الفكرة على الملحن ناصر الصالح الذي تفاعل وبقوة مع الفكرة واتصلنا على الفنان المصري هاني شاكر وعلى الفنان السعودي عبادي الجوهر اللذين أبديا تفاعلا وموافقة فورية للفكرة وخلال 48 ساعة كان العمل قد جهز وقد كان للعمل أثره الجيد لدى الآلاف من الذين سمعوه وهنا يكمن دور الأغنية ودور الفن في حل ومعالجة الأزمات الذي وإن كان عبر أغنية مقدمة من القلب .

ماذا عن تعاونك القادم .. مع من سيكون ؟

لدي عمل مع الفنانة الكبيرة نوال سيقدم في جديدها وهي أغنية (أبيك بجنبي الليلة) وألحان ناصر الصالح ولدي عملان مع الفنان علي بن محمد منها أغنية (قضية حب) وأغنية أخرى لن أذكر اسمها حيث إنها مفاجأة ففكرتها في اسمها كذلك عمل مع الفنان جواد العلي وآخر مع الفنانة المغربية أمنية والفنانة شيماء الهلالي.. وفنانين آخرين متميزين على الساحة الفنية.

تعاون الشاعر مع الفنان هل يعتمد على النص أم على اللحن؟

آلية سير الأغنية عادة يقوم الشاعر بتسليم النص إلى الملحن ثم يتسلمه المطرب، لكن الآن مع سرعة الأغنية وتميزها والأحداث المتسارعة في الوطن العربي أصبح من الممكن أن يضع المطرب الفكرة التي يريدها ويكتب عنها الشاعر ثم يلحن ويمكن كذلك أن يقدم الملحن تفعيلة لحن للشاعر ليكتب قصيدة تناسب هذا اللحن بنفس التفعيلة المقدمة وقد حدث ذلك معي في فترة ما .

ما هو سبب الهجوم الذي تعرضت له أغنية سحرني حلاها للمطرب ماجد المهندس؟

هو في الوقع ليس هجوم بمعنى الكلمة أنا أعتبره انتقادا، لكنني سعيد بالنجاح القوي الذي حققته في الوطن العربي وقد رددت فيها أسماء نسائية كثيرة وقد كتبتها وبقيت لدي 4 سنوات لكن النص فيه فكرة مصورة بأسلوب بسيط وخفيف ومكتوب خصيصا لتكون أغنية وليس كنبض شعري مكتوب وقد تعرضت لانتقاد لاذع من بعض الأشخاص لكني أحترمهم وأحترم وجهة نظرهم وقد استفدت كثيرا من النقد البناء والهادف الذي وصلني عن هذا النص وأقدم لهم الشكر الجزيل .

كيف تصف لنا الحالة الضبابية التي تغيم على الساحة الفنية اليوم ؟

هو انعكاس للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الوطن العربي انعكست سلبا وهو سبب هذا الضباب وهو حاجز أمام المبدع وأمام المتلقي الذي سيصل إليه هذا الفن وهذه حالة حزينة مؤرقة للإبداع أن يظهر وللفنان أن يبدع .

ما هي أبرز القصائد المغناة بالنسبة لك؟

(أيام السراب) لراشد الماجد و (كاتب شجن) لناصر الصالح و (صح النوم) لفهد الكبيسي و (زمان أغبر) لعصام كمال .

من هم أبرز الفنانين الذين تعاونت معهم وشعرت بسلاسة وراحة في التعاون معهم ؟

الحقيقة جميع من تعاونت معهم كانوا في قمة من الروعة وقمة من التعاون وسهلوا علي عملي ويسعدني أن أتعاون معهم من جديد ومنهم راشد الماجد ورابح صقر وماجد المهندس وغيرهم كثيرون.

ما هي رؤيتك المستقبلية للفن السعودي في ظل وجود شح خاصة في الشعراء والملحنين السعوديين ؟

في الواقع أنا لا أرى هذا الشح الذي يراه الآخرين لكن وإن قل عدد الشعراء فهم ملمون بكل احتياجات الأغنية السعودية وإن كانوا يعدون على الأصابع وأبشرك هناك عدد كبير من الشعراء الرائعين والأسماء الجميلة التي ظهرت مؤخرا والتي ستظهر على الساحة قريبا.

يقال إنك أكثر شاعر قد أثر على الساحة الفنية خلال الفترة الأخيرة ما رأيك في ذلك ؟

إذا كان تأثيري إيجابيا فأنا سعيد بذلك وهنيئا لي، والآخرون قدموا أعمالا، وكل عمل له خصوصيته وله جماله، لكن عن أكثر شاعر أثر في الساحة الفنية بشكل جمالي وقدم علامات غنائية هو الشاعر الكبير (ساري) الذي أثر على الساحة الفنية بشكل إيجابي وقد قدم أعمالا أعتبرها خالدة، وبنجاحاته مع راشد الماجد وماجد المهندس ومع شيرين قد أعاد الفن للزمن الجميل فهو الشاعر الذي أعاد الفن للزمن الجميل .