ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 11/11/2012 Issue 14654 14654 الأحد 26 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أواصل الكتابة عن ملاحظاتي على التعامل مع حادث الشاحنة الحادث بغرض الحصول على دروس مستقبلية في هذا الشأن. لقد كان الحرس الوطني عبر آلياته وأفراده ومستشفاه التواجد المبكر بعد الانفجار والمساهمة في الإنقاذ. وتواجد بجانبه الدفاع المدني والمرور والدوريات الأمنية وغيرها من الجهات. لكن ما حصل (أستطيع تسميته) فوضى المكان أو عدم السيطرة على مكان الحدث، رغم أن ذلك من أبجديات العمل الأمني والإنقاذي.

لقد بدا وكأنه لا توجد خطة واضحة للتعامل مع هذه الحالات أو أنه لم يتم تفعيل الخطط وتولي كل جهة مسؤوليتها ضمن الخطة، حتى لم نعد ندري من هو الذي يقود العملية الأمنية والإنقاذية. الأمر كان يتطلب السيطرة على مكان الحدث وإبعاد المتجمهرين عن منطقة الخطر ونشوء غرفة عمليات لها قيادة موحدة. ولنا أن نتصور ماذا لو كان هناك غاز سام أو انهيار للجسر أو حدوث انفجارات أخرى؟ هل فعلاً حدثت إصابات تعرض لها بعض المتجمهرين حول الحدث بسبب وجود القيادة الأمنية (الدفاع المدني) الفاعلة في الوقت المناسب؟ كيف سمح للناس الدخول إلى منطقة الخطر وعمليات الإنقاذ بتلك الفوضى التي رأيناها في الصور؟

في مثل هذه الحوادث رجل الأمن يضع كل الفرضيات بما فيها فرضيات العمل الإرهابي ووجود متفجرات أو تسمم غازات، إلخ. لقد رأينا جهات الإنقاذ تتولى مهامها وفي نفس الوقت جمهور الحضور يجولون بمكان الحدث ويقومون بنقل المصابين في سياراتهم الشخصية بشكل ارتجالي وغير منظم. أعلم أن الكثير أشاد بدور الشباب في الحادث من ناحية التبرع بالمساعدة، لكن الارتجال دون تخطيط ودون قيادة توجه المساعدات يعرض أولئك المتطوعين إلى خطر قد لا تحمد عقباه. إهمال تحديد منطقة خطر والسيطرة على مكان الحادث نراها تتكرر في كثير من الحوادث، وهي ضرورة تدريب رجال الأمن والإنقاذ وتوفير العدد الكاف منهم للسيطرة على موقع مسرح الحادث بما في ذلك تلك الحوادث المرورية الصغيرة. يفترض وجود خطة فرضية تحدد من يقود عملية الإنقاذ ويتولى قيادة بقية الفرق في حالة تعدد مرجعياتها. وليس عذراً القول إن الحادث غير متوقع أو مختلف، فهذه طبيعة الكوارث والحوادث تأتي دون سابق إنذار.

أحد أوجه الخطط تحديد من يتولى مسؤولية القيادة ليس فقط في السيطرة على موقع الحادث بل في مواجهة الجمهور والإعلام. لاحظنا تسابق على التصريحات من قبل بعض المسؤولين، وبعضهم كان يصرح ويفتي في أمور لا تخصه أو لا يفترض أن يصرح بها، حتى ولو كان يعلمها. والبعض كان يصرح وكأنه وحده بالميدان متجاهلاً جهود جهات أخرى شاركت في العملية الإنقاذية، بدلاً من حصر التصريحات في المتحدث الأمني وتفرغ البقية لأداء عملهم المنوط بهم بهدوء وصمت. لدينا تجارب سابقة في حوادث إرهابية أكبر من ذلك وكان أداء الجهات الأمنية فيها أكثر تميزاً، وكان فيها متحدث أمني واحد، فلم اختلط الأمر في هذه الحادثة؟ حتى حسبنا أن وزارة الصحة هي المتحدث الأمني، غير عابئة بأية احتياطات أمنية أو غير أمنية قد تسببها التصريحات المتضاربة والمتعددة المصادر؟ أكرر في مثل هذه الحادثة يجب وضع كافة الاحتمالات وتغليب الحس الأمني حتى لو أزعج ذلك بعض الإعلاميين اللاهثين خلف المعلومة المختلفة والسريعة أو المهتمين بالبروز الإعلامي.

أرجو من القيادات الأمنية والإدارية مراجعة تفاصيل العمل الأمني والإنقاذي في هذه الحادثة وتعلم الدروس المستقبلية منها.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm
 

نقطة ضوء
أفكار على هامش انفجار الشاحنة 2-2
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة