ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 11/11/2012 Issue 14654 14654 الأحد 26 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

لاشك -كما هي الحقيقة- أن صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز حين أقدم على طلب إعفائه من مهمة وزارة الداخلية التي أعطاها جهده، وحقق الكثير منذ أن كان عضداً ونائباً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، لا شك أن لذلك أسباباً يعرفها سموه.. وهو وإن ترك الداخلية وزيراً لها فهو باقٍ لخدمة الوطن كما هو طيلة حياته، أمد الله في عمره.

***

لقد شرفت بوثيق الصلة بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف منذ أكثر من عقدين من الزمن، وقبل أن يتسلم المهام الرسمية، فعرفته انساناً محنكاً، واعياً، لبقاً، ذكياً، لماحاً لأبعاد الأمور، فطناً لخفايا القضايا.. إنسانيته غير محدودة.. وأذكر على سبيل المثال يوماً أن صديقاً لنا مشتركاً وافته المنية في باريس منذ سبعة عشر عاماً وكان سمو الأمير محمد بن نايف من أشد المتأثرين على فقد هذا الصديق، وكان بفضله واخلاصه أن تم نقل جثمان فقيدنا بطائرة خاصة إلى الرياض، وكان من لطف أخلاقه وجم مروءته أن اتصل بي هاتفياً مخبراً إياي أنه في طريقه إلى منزلي لأرافقه في استقبال جثمان صديقنا الفقيد في المطار.

وغير تلك اللمحات الإنسانية النبيلة كثير وكثير.. وكل منها أعظم وأسمى.

***

ومما يتميز به سموه -وربما لا يعرفه الكثيرون- انه رقيق الطبع، يملك روح الفكاهة الجميلة والدعابة الحلوة.

كم كانت لقاءاتي بسموه متعددة وفاعلة، وكم اشتركت معه - قبل أن يكون كلانا في منصب قيادي وبعد ذلك في تقديم آراء واقتراح مشروعات في أمور شتَّى كلها لخير الوطن وتطوره، وإنه من توفيق الله تعالى أن معظم هذه الآراء التي شاركنا في صياغتها إخوة كرام آخرون قد لقيت القبول والتنفيذ.

***

لن أتحدث عن شيء مما حققه منذ أن تم اختياره مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية في أوائل عام 1420هـ فهذا يعرفه الجميع - كما يعرفون مبادرات الكثيرة التي ساعدت على صد الارهابيين، ومخططاتهم الشيطانية، وما أكثرها، ويعرف الجميع كيف أنه تعرض لأكثر من محاولة للإساءة إليه والمساس بحياته - لكن الله نجاه منها - لإخلاصه وصدق نواياه، وحرصه على أمن الوطن وسلامة المواطنين.

***

أعرف عن الأمير محمد بن نايف حزمه وصرامته في مواجهة أعداء الأمن والاستقرار.. إنه قليل القول كثير العمل، وأعرف كم هي الساعات الطوال التي يقضيها ساهراً في أداء عمله ومتابعة تنفيذه.

أهنئ الوطن بهذا القلب الكبير المتدفق بحبه وولائه - والعقل النير الممتلئ بما يحقق للبلاد عزها، وأمنها، وسلامتها.

ولقد أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خيراً كبيراً للوطن باختياره الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز والكل يؤكد أنه إن ذهب فارس لموقع آخر فقد جاء فارس ليحل محله، ويتحمل المسؤوليات نفسها بجدارة واقتدار.

***

وفقهم الله جميعاً إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد.

 

فارس بعد فارس
محمد أحمد الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة