ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 12/11/2012 Issue 14655 14655 الأثنين 27 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من حسن حَظِّي أن أُتِيحت لي فرص عديدة لزيارة مدينة الشارقة المشرقة المتألِّقة عمرانياً وثقافياً، وكانت آخر زيارة قمت بها إليها في اليومين الأخيرين من الأسبوع الماضي؛ وذلك لحضور معرض الكتاب..

.. الذي افتُتح يوم الأربعاء. ومسيرة معرض الكتاب في الشارقة تبرهن على نجاح مسيرة النهضة الثقافية في إمارة الشارقة تنظيمياً إدارياً، ونشاطاً ثقافياً مصاحباً؛ فقد كانت هناك محاضرات وندوات في قاعة واسعة في مَقرِّ المعرض، كما كانت هناك أمكنة غير تلك القاعة في أركان من المعرض أُلِقيت فيها قصائد لشعراء أغلبهم من الشباب، ولشاعرات كثير منهن في مقتبل العمر. وكان من حسن حَظِّي أن حضرت أمسية شعرية لكلٍّ من الشاعر المبدع محمد البريكي والشاعرة المبدعة شيخة المطيري من كلية الدراسات الإسلامية في دبي، التي أنشأها ويُموِّلها بكل سخاء وأريحية الشيخ جمعة الماجد، حفظه الله وجزاه خير الجزاء على ما قام ويقوم به من أعمال خيرية لا تضاهى في جوانبها المُتألِّقة المُتعدِّدة. وكانت تلك الأمسية، التي وفَّقني الله إلى حضورها من أمتع الأمسيات الشعرية التي حضرتها في الآونة الأخيرة.

وكانت الشاعرة المتألِّقة شيخة المطيري قد سبق أن أسعدتني بإرسالها إليَّ عدداً من قصائدها. ومن تلك القصائد قصيدة عنوانها «أول الغيث.. هواك»، ومُستهلُّها:

لِـيَ رُوحٌ ورَاحهـا أن تَـراكـا

وفُـؤاد عـلى النَّـوى ما سلاكـا

وعُـيونٌ ما جَـفَّ منهـا حـنين

سكنت فـي ضفافهـا عـيناكا

كم كتبنـا على المَرَايا حُـروفـاً:

أَوَّل الغيث قطـرة مـن هواكـا

وقطفنـا تلك الحـروف قَصيـداً

وطَـرِبنـا لمـا سـرت ذكراكا

لَحظةُ الشـوقِ هل سمعت خطاها؟

عَـلَّمـتني أن السُّـرَى مسراكـا

ومن تلك القصائد قصيدة عنوانها «كم ظَمِئنا.. وكم سُقينا الملاما!»، ومُستهلُّها:

لِي مَـريضٌ بيـن الضلوعِ أَقـامـا

وعُيـونٌ تُعـاتـب الأَحـلامـا

وعَليهـا من كُـلِّ عَـينٍ رَقـيبٌ

كيف أَضحـى الحديث عنك حراما

جئـت والشـوق في الزوايا ينادي

يا خليل الهَـوَى عَـلامَ؟ عَلامـا؟

ومنها:

قلت والـرُّوح هَـودجٌ للأمانـي

وحُـدَاء الهَـوى أَبـاح الخُزَامـى

أقرئينـي قـبل السلام الغَـرَامـا

وأَرِيقـي في مِسمـعـيَّ المدامـا

كُلُّ حَـرفٍ مُكحَّـلِ الطَّـرف يُبدى

وَشْـمَ حـلمٍ بـدفء كَفَّـيك ناما

فَـتعـالَي نُقسِّـم العمـر لَحـنـاً

كم ظَمِـئنا وكـم سُـقينا المـلاما

فامـتطينـا مَـواسمَ الحُـبِّ نزهـو

بِـكَ أَشـدو وبِـي رَكبتَ الغَـمَـاما

وزَرعـنا كُـلَّ الحقـولِ حَـنينـاً

والتقـينا فـي ظِـلِّهـن حَـمَـاما

وَحْـديَ الآن والأَماكـنُ مِـنِّي

هَـرَبت لم تَعُـدْ لِروحـي مُـقاما

وتَنـام الحـروفُ بعـدك.. إنِّـي

بيـن عـينيـك أَستعـيد الكلاما

وكان مما أسعـدني ما رأيت من نشاط في جناح وطننا العـزيز (المملكة العربية السعودية)، وعلى رأس المُتولِّين للنشاط فيه الأخ الكريم الدكتور صالح السحيباني، الملحق الثقافي السعودي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أكثر الله من أمثاله.

وكان مما أثلج صدري، وغمرني بالفرح والسرور، ما شاهدته من حضور كبير لأطفال المدارس، بنين وبنات، إلى المعرض يوم الخميس، وظهور علامات الفرح في وجوه الجميع بهذه المناسبة الثقافية الجميلة المفيدة.

وفي مُقدَّمة ما يستحق الإشادة ـ بطبيعة الحال ـ ما قام به صاحب السمو الشيخ، حامل شهادتي الدكتوراه العلميتين، إضافة إلى شهادات دكتوراه فخرية عديدة، سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة حفظه الله وزاده توفيقاً وسداداً. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال أنه ـ إضافة إلى تَرؤُسه افتتاح المعرض يوم الأربعاء ـ حضر، حتى الآن، ثلاث فعاليات من وجوه نشاطه العلمي الثقافي مناقشاً كغيره من المهتمين بالثقافة العربية الإسلامية. ووجود قائد مثل الشيخ سلطان، بذلاً على وجوه الخير، ودعماً لثقافة الأُمَّة، باعثُ أَملٍ بأن أُمَّتنا ما زالت إلى خير بعون الله.

ولقد كان من سعادة المسؤولين في جائزة الملك فيصل العالمية أن مُنِحت ـ في فرع خدمة الإسلام ـ للشيخ الدكتور سلطان القاسمي قبل عشر سنوات؛ وذلك لما قام به من أعمال البر والخير في بلاده وفي بلدان أخرى. وكان الاحتفال بمنح الجائزة ـ بفروعها الخمسة ـ في العام الذي مُنِح فيه الجائزة في خدمة الإسلام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ـ تَغمَّده الله برحمته ـ نائباً عن خادم الحرمين الشريفين. ومن بين ما قَدَّم به كاتب هذه السطور الشيخ سلطان إلى الحضور الكرام هذه الأبيات:

ماستْ بأُمـلودِها المُغْـري فلا عَجـبَا

أَن رَفرفَ القـلبُ بِشْـراً وانتشى طَـرَبا

وهـل يُـلامُ مَشـوقٌ إن تَمـلَّكَـه

رَغم المَـشِيبِ هَوَى عَفْـراءَ ذاتِ صِبا؟

«خضر القلوب» متى لاحتْ عَـنُودُ مَهَـا

تَضـرَّم الثَّـلجُ فـي هَـاماتِهـم لَهَـبا

ومُدمـنُ الحُـبِّ يَحسـو كَأسَـه نَهِمـاً

حـتى الثُّمالـةِ مَفـتونـاً بمـا شَـرِبـا

عفـواً فمغـريتـي طُهْـرٌ مسـيرتُهـا

لم تَحتسـي الكـأسَ أو تَستعـذب الحَـبَبا

مَليحـةٌ مـن ليالـي الفِــكرِ أَلبسَهـا

ثَوبَ الملاحـةِ جَمــعٌ يَعشـقُ الأدبـا

ما أروعَ المشهـدَ الفِـكريَّ تحضـنُـه

أَرضٌ هُـدى الوَحـيِ في أَرجائِهـا انسكبا

وأَجمـلَ الفرحـةَ النشوى مُرَفـرفـةً

تُعـطِّـرُ النَـدُّ منهـا جَـوَّهـا الرَّحِـبا

يَمـينُ سلطـانَ تُهـدي رمـز بهجتِهـا

يَمـينَ سلطـانَ تَقديـراً لمـا وهبـا

وآخريـن سَمـوا فِـكراً ومَعرفـةً

لِكـلِّ عَـلاَّمـةٍ فيما أَجـاد نَـبَـا

 

ليلتان في الشارقة المشرقة
د.عبد الله الصالح العثيمين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة