ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 14/11/2012 Issue 14657 14657 الاربعاء 29 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

5 - هناك من الرجال من يتعامل مع النساء بأسلوب الوصاية والاستئثار وعدم الثقة. ونلاحظ هذا في بعض المواقف من عمل المرأة ومن حقوق العاملات من أفراد الأسرة ومن حقوق المطلقات ومن استحقاق التدرج الوظيفي للمرأة العاملة. ...إلخ.

... وكان يفترض أن هذه الأمور قد سويت بحكم وعي النساء وضرورات الواقع بعد أن حصلت المرأة على التأهيل اللازم بالتعليم.

فقبل خمس وأربعين سنة كان عدد طالبات التعليم العام 72584 طالبة في عام 1387هـ عبد الوهاب عبد الواسع: التعليم في السعودية- 1389هـ وأصبح في عام 1432هـ 2.180.738 طالبة أي مقارباً لعدد الطلاب، موقع وزارة التربية والتعليم.

أما في مستوى التعليم فوق الثانوي فقد وصل عددهن عام 1431هـ إلى 593.000 طالبة زائداً بمقدار 20000 عن الطلاب إحصاءات وزارة التعليم العالي في موقعها على الإنترنت ولا تشمل مؤسسات غير خاضعة لها.

وفي مجال العمل يمثل عدد النسوة اللواتي يعملن في الخدمة المدنية عام 1432هـ ثلث عدد السعوديين البالغ 885.000 موظف وموظفة إحصاءات وزارة الخدمة المدنية 1432هـ.

أما في منشآت القطاع الخاص فقد بلغت نسبة النسوة 8% من مجموع العاملين السعوديين بتلك المنشآت البالغ عددهم 725.000 حسب إحصاءات وزارة العمل لعام 1432هـ.

6- البشاشة واللطف وتقدير الأشخاص واحترام المواعيد وغير ذلك من آداب التعامل البشري لا تحظى بالاعتبار عند كثير من الناس. وقد سبق أن كتب الشيخ الدكتور عائض القرني عن الفرق في أخلاق التعامل بين المجتمع العربي ومجتمعات الغرب من واقع تجربة له في باريس قبل أربع سنوات تحت عنوان نحن العرب قساة جفاة بصحيفة الشرق الأوسط، وجاء في ختام مقالته: أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تطبق هنا: احترام متبادل وعبارات راقية وأساليب حضارية في التعامل. ولكن الشيخ محمد عبده سبقه بمائة عام حين قال بعد عودته من أوروبا: وجدت هناك إسلاماً بلا مسلمين، وفي بلاد الإسلام مسلمون بلا إسلام.

عرض النماذج التي أشرت إليها -وهي منتقاة- مدعياً أنها لم تتلاش أو تضعف على الرغم من انتشار التعليم يجب أن لا يفهم منه أن التعليم المدرسي هو الغائب الأكبر في إنضاج الوعي الموصل إلى السلوك الحضاري؛ بل يجب أن لا نغفل دور وسائل استقبال المعلومات الأخرى مثل بعض العادات والتقاليد والمفاهيم في البيئة الأسرية والاجتماعية التي تملي على الفرد ما ينبغي أن يعقله التحكم الخارجي، وكذلك وسائل الإعلام التي تبث ما يحب الفرد أن يتلقاه سهلاً وممتعاً، وخصوصاً إذا كان المجتمع لا يحتضن بيئة محفزة للمبادرات الذاتية ومشجعة للمشاركة والتنافس في الأنشطة الجماعية. باختصار يمكن القول إن مخاطبة العقل المدرك وحفزه على التفاعل لإنضاج الوعي الموجه للسلوك هي الجانب الأضعف في أساليبنا التربوية.

وهذه لا ينفصل بعضها عن بعض، بل الأصح أن بعضها يؤثر في بعض ولكل منها علاقة بالآخر. وعلى سبيل المثال فإن قصور الوعي قد لا يكون هو السبب في ممارسة سلوك غير حضاري وإنما القصور هو في ترجمة الوعي إلى سلوك صحيح بسبب غياب الدوافع الذاتية كالرجاء أو الخوف أو غياب الحزم والجدية في تطبيق الأنظمة بواسطة السلطة إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن أو وجود قوة تأثير معاكسة مثل بعض العادات أو العصبيات أو المفاهيم السائدة. لذلك لا تفلح المواجهة المباشرة من جانب تربوي أو توعوي واحد للتغلب على سلوكيات غير حضارية؛ وإنما الذي يجدي هو اتباع أساليب تربوية متزامنة تمكن الذهن من استيعاب وفهم ما يستقبله من معلومات والتفاعل معها بما يكفي لإنضاج الوعي الموجه للسلوك. ولو اتخذنا مسألة حقوق المطلقات مثالاً لذلك فإنه لا يكفي الشرح في كتب الفقه المدرسية ولا مواعظ خطب الجمعة -وهي ضرورية- ولا توعية وسائل الإعلام للمطلقات حول حقوقهن ولا تسهيل إجراءات الوصول إلى المحاكم ولا تكوين جمعيات نسائية لهذا الغرض بل لا بد من ذلك كله بشكل متزامن. وعلى الرغم من أهمية التعليم العام وتفوقه على أساليب التربية الأخرى في إنضاج الوعي إلا أن مما يقلل من فعاليته ضعف في بعض مناهجه التربويه مثل:

أ- التربية الدينية:

تفتقر مناهج المقررات الشرعية كما جاء في كتاب إصلاح التعليم في السعودية للدكتور أحمد العيسى عام 2010 إلى التأثير العميق في نفوس التلاميذ من خلال غرس التربية الإيمانية لتؤثر في سلوكياتهم وتهذيب أخلاقهم وتحسن من تعاملهم مع الآخرين. كما تحتاج مناهج التربية الدينية كما قال معالي الدكتور محمد الرشيد في محاضرته أمام الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية في 16-11-1433هـ إلى تحديث مستمر لأنها لم تصنع شباباً متدينين ولا تربي النشء ولا ترتفع بمستوى عقولهم أو تمسكهم بالقيم الإسلامية.

وربما يكون السبب في ذلك -حسب ظني- هو أسلوب التلقين والتحفيظ الجاف مع عدم التركيز على المعارف الشرعية الأساسية وحشو المناهج بمعلومات كثيرة بعيدة عن الحاجة والواقع الاجتماعي.

ب- التربية الوطنية:

هي في شكلها الحاضر تصفيف لمعلومات ومعارف يتكرر كثير منها في مناهج أخرى مثل التاريخ ويندر فيها الربط العملي بقضايا الوطن وواقع المجتمع. وكان يمكن أن تكون رافداً تربوياً قوياً يغرس في النشء منذ الصغر روح المواطنة والانضباط والاهتمام بالشأن العام من خلال الابتعاد عن التلقين النظري والأخذ بأسلوب عملي يشمل التعرف الميداني على أنماط البيئة المحلية وأوجه الحياة العامة وخدمات الدولة والاستماع إلى المسؤولين عنها والاستفادة من الأفلام الوثائقية والتشجيع على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والعمل قدر الإمكان على ربط التربية الوطنية بالأنشطة اللا صفية.

ج- التربية البدنية:

يمكن أن تكون نوعاً من االتربية السلوكية، ولكن ليس بالصورة التي هي عليها الآن، حيث الاهتمام بها هامشي، وأكثر وقتها -على قلته- يهدر في التسلية، في حين أنها يمكن -عند ما تؤخذ بجدية ومنهجية- أن تقود إلى تطوير وإنضاج الشخصية والثقة بالنفس والتحلي بالروح الرياضية من خلال التدريب المنظم وإنماء المهارات البدنية وإلى بناء جيل رياضي نشط يتخرج منه مئات الموهوبين في النشاطات الرياضية المختلفة، ويقف خلفهم ويشجعهم آلاف المتحمسين والمشجعين. ولكي تكون التربية البدنيه فعالة ومؤثرة لا بد من تحقق عاملين هما تعلم الانضباط والجدية في النشاط الرياضي والشعور بالرضا عند اكتساب مهارة جديدة.

وأعتقد-في الختام- أننا بقلوب مؤمنة وعقول منفتحة وقوة ذاتية وجهود مجتمعة سوف نسلك الدرب الحضاري الصحيح.

 

بأي مقدار من الوعي نواجه السلوك غير الحضاري؟ (2-2)
عثمان عبدالعزيز الربيعة

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة