ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 14/11/2012 Issue 14657 14657 الاربعاء 29 ذو الحجة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تجربة الابتعاث السعودية للطلاب والطالبات في شتَّى مجالات التخصصات التي يحتاج إليها الوطن تستحق الإعجاب، فمن خلال الابتعاث صار لدينا ما يفوق مائة وعشرين ألف سعودي وسعودية يتلقون التعليم في جامعات العالم شرقاً وغرباً، ويعودون إلى الوطن يحملون معهم معارف وعلوماً وتجارب، يسهمون من خلالها في تنمية وطنهم.

إن بعض من ينتقدون فكرة الابتعاث تغيب عنهم جوانب إيجابية لا تُحصى للابتعاث، ويتوقفون أمام بعض السلبيات التي تحدث أثناء التجربة، مع أن هذه السلبيات تحدث حتى داخل الوطن، وتحدث أيضاً لمواطنين سعوديين يسافرون إلى الخارج ليس لغرض الدراسة فقط، وإنما أيضاً لأغراض أخرى كالسياحة والاستشفاء والتجارة، وغير ذلك.

من المحزن أن يأتي هذا التركيز على السلبيات من قِبَل مَنْ لا يرون الإيجابيات الكبيرة للابتعاث، مع أن مَنْ ينتقدون التجربة يستطيعون رؤية هذه الإيجابيات حتى من خلال ملاحظة عابرة، أو من خلال تأمل متعمق لأداء كوادر وطنية تشغل مراكز وظيفية حيوية ومهمة في مجالات طبية وهندسية واقتصادية وتعليمية مختلفة، عادت من الابتعاث، وانخرطت في خدمة الوطن، وسدت بعض النقص الفادح في الخبرات التي ما زلنا نعتمد في توفيرها على الاستقدام من الخارج.

لا أتحدث عمَّن قد يكون له موقف فكري أو أيديولوجي معارض لفكرة الابتعاث من أساسها، ولا يهمه الإيجابيات الكبيرة للابتعاث؛ ففي هذه الحالة يكون من الصعب الحوار؛ لأن المنطلقات نفسها تأخذ منحى شبه إيماني، لكنني أتحدث عمَّن يعارض الابتعاث من منطلق الموازنة بين السلبيات والإيجابيات المجردة. وهنا يمكن أن نتأمل تجارب الدول التي سبقتنا في خوض تجربة الابتعاث، وما حققته من تلك التجربة.

فاليابان من أولى الدول التي أرسلت طلابها إلى ألمانيا لدراسة الهندسة والعلوم الصناعية والتدريب المهني قبل عشرات السنين، واستطاعت من خلال الكوادر الوطنية اليابانية العائدة من الابتعاث أن تقيم نهضة كبرى حوَّلَتْها من جزيرة أو جزر معزولة في المحيط إلى قوة اقتصادية وعلمية كبرى في الوقت الحاضر.

وها نحن، بمن فينا معارضو الابتعاث، نستورد المنتجات الإلكترونية والطبية والآلات والسيارات والبضائع الاستهلاكية المختلفة من اليابان، ونحمل الكثير من الإعجاب بما صار يسمى «المعجزة اليابانية»!

وتجربة كوريا الجنوبية لا تقل إدهاشاً عن تجربة اليابان؛ فقد استطاع ذلك البلد الذي كان يعاني الفقر والتخلف أن يتحول إلى قوة اقتصادية حقيقية خلال فترة قصيرة من الزمن. ولم يتحقق الإنجاز الكوري من خلال عزلة فرضتها كوريا على نفسها وإنما بالانفتاح على العالم، وإرسال طلبتها للدراسة في جامعات الدول المتقدمة، واكتساب المعرفة والتقنية واستزراعهما وتوطينهما في الأرض الكورية.

وقد لا يعرف كثيرون أن الصين التي توجد لديها آلاف الجامعات لا تزال تبتعث طلبتها إلى دول أخرى، ترى أنها متقدمة في مجالات العلوم، وأن عدد الطلبة الصينيين في الولايات المتحدة يفوق عدد الطلبة السعوديين، مع أن الصين تمتلك قدرات علمية وتعليمية محلية، كان بالإمكان الاعتماد عليها والاكتفاء الذاتي بما لديها؟؟؟؟؟؟

إن تجربة الابتعاث السعودية واحدة من أهم التجارب التنموية التي خاضتها وتخوضها بلادنا، وهي تستحق الإعجاب والتشجيع، لا النقد والتشنيع؛ فهي استثمار متميز ورائع في أبناء وبنات الوطن، يأتي بعوائد تفوق عوائد أي استثمار مادي آخر، وهذا ما أثبتته تجارب البعثات السعودية السابقة وما سنراه - إن شاء الله - من خيرٍ كثير على أيدي المبتعثين والمبتعثات الحاليين.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
تجربة الابتعاث السعودية
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة