ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 15/11/2012 Issue 14658 14658 الخميس 01 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

لم يحدث أن تحوّل قدوم رجل إلى مطار الملك خالد إلى صخب، ومتعة، وفوضى، وجنون، كما فعل قدوم اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، إلى درجة أن أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت صور استقباله محاطاً برجال الأمن، الذين يتقلدون أسلحتهم، وكأنهم قبضوا للتو على مجرم عثر عليه الإنتربول، ولو شاهد هذا المقطع من يجهل ميسي، لجزم أنه فعلاً رجل مطلوب أمنياً، أو قائد عصابة خطيرة، خاصة مع الفوضى المصاحبة لحفل الاستقبال.

لم يعد اليوم سهلاً حجب ما يحدث، بل لا يمكن تأجيله إلى بضعة أيام أو حتى ساعات، فاللحظة الراهنة لها أجنحة، لأنها تطير بسرعة تفوق الصوت، حتى ضجّت الصحف الإسبانية قبل صحفنا، ونشرت صورته الشهيرة بجوار العسكري السعودي الذي يوجه فوهة بندقيته نحوه، هذا العسكري الذي أنشئت باسمه «هاشتاقات» في موقع «تويتر»، بعد ما التقط المغردون اسمه الثلاثي من على قميصه، كما علق كثير من الأسبان بسخرية من السعوديين، وهم يرددون بأن ميسي مجرد إنسان، له عينان، وأنف، وجسم، ودم، وقلب، وكلى، و...إلخ. وكلمات بذيئة لا يجوز نشرها في مقالي هذا، فماذا حدث خلال تلك الليلة؟ ومن المسؤول عن فوضى هذا المطار العتيق، التي أصبحت لا تخفى على زائر هذه العاصمة العربية المهمة.

لماذا انتشرت في موقع تويتر صور تقارن بين استقبال هذا اللاعب في اليابان أو حتى في بنغلاديش، وبين السعودية، أجزم بأن معظم المغردين السعوديين نشروا هذه الصورة وهم يخفون في دواخلهم مرارة عميقة مما حدث.

ففي تلك الدول كان ثمة تنظيم رائع، وحواجز، جعل اللاعب، أو غيره من الشخصيات المهمة الأخرى، تطلق ابتسامة أمل وتفاؤل، وتترك ذكرى طيبة لديهم، وربما بعضهم تلقى الورود، وصافح الحضور، ووقع لهم أيضاً، وسجل كلماته للصحفيين، وسجل للمذيعين، بينما دخول اللاعب من غير تنظيم وحواجز، كما حدث عندنا، وتسلل من له علاقة رياضية، ومن لا علاقة له، جعل من استقبال مجرد لاعب، صورة واضحة وفاضحة لفوضى عامة أصبحت من سماتنا المفضلة.

هذه الفوضى التي جاءت عابرة، هي أساس حياتنا اليومية، وهي ملمحها البارز، من البيت إلى الأسرة، إلى المدرسة، إلى الوظيفة، إلى الشارع، إلى العمالة في الشوارع، إلى قيادة السيارات، إلى ارتجال القرارات في كثير من الجهات الخاصة والحكومية، إلى حد أننا نشعر أننا في دوامة مريعة من الفوضى لا حل لها، فلا أب الأسرة يخطط ليوم غد، ولا المؤسسات تفعل ذلك.

وكأننا جبلنا على الشغف بكسر النظام، كي نبدو أذكياء وأقوياء، و(لا يردنا شيء)!.

وللعودة إلى ما تلا هذا الاستقبال الحافل لنجم الأرجنتين، لم نزل لا نعرف كيف ننظم ملاعبنا، فلا أحد يستطيع أن يذهب إلى الملعب كي يستمتع بسهرة كروية، قبل أن تبدأ بدقائق، لأنه لا بد أن يذهب قبل المباراة بأربع أو خمس ساعات، كي يحجز مكان مقعده، لأنه لم توجد بعد آلية ترقيم للمقاعد، ولأنه أصلاً لو وجدت هذه الأرقام، فلن يلتزم بها من اعتاد الفوضى والتعدي على حق الآخرين دون محاسبة، فضلاً عن فوضى تنظيم الدخول والخروج، وفوضى بيع تذاكر أكثر مما تحتمله المقاعد، وفوضى مواقف السيارات وتنظيم مرورها بعد المباراة.

فشكراً ميسي، لقد جعلت الصورة أوضح الآن.

 

نزهات
صورة الفوضى أوضح الآن!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة