ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 16/11/2012 Issue 14659 14659 الجمعة 02 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إن معاناة المرأة المهجورة لا تقارن بمعاناة أي امرأة، وتعتبر من أكثر النساء تهميشاً وإذلالاً لكرامتها وحياتها، خاصة عند ما تطلب منها بعض الجهات الحكومية إثبات هجران زوجها أو تغيبه عنها مثل مكاتب الضمان الاجتماعي لكي تُدرج ضمن الفئات التي تُصرف لهن مساعدة شهرية لظروفها الصعبة، فتضطر هنا للجوء للمحكمة لكي تستخرج “صك هجران” الذي لا تحصل عليه إلا بعد إحضار شهود على وضعها المهجور!! والمشكلة هنا هو تحديد مدة الهجران هل هي بالسنوات، أم بالشهور! وهل الزوجات جميعهن يتساوين في قدرة التحمل لذلك الهجران الذي قد يحدد بأربع أو بعشر سنوات! لأن الهجران يتسبب في مشكلات لا حصر لها خاصة إذا كانت الزوجة لديها أبناء في أعمار مختلفة ولهم احتياجاتهم ومطالبهم التي لا تنتهي، وتكون الأم إما ضعيفة الحالة المادية، أو معدمة الحال فتضطر للدوران على حالها بحثاً عن منقذ أو مُعين لها! وبالرغم أن غياب الزوج الطويل بلا عذر مقبول يجيز للزوجة أن تطلب من القاضي تطليقها بائناً إذا تضررت من بُعده عنها ولو كان له مال تستطيع الإنفاق منه، إلا أنها تواجه مرارة لا قياس لها لكي تفوز بذلك الصك الذي يهينها نفسياً وهي ترى اسمها موثقاً في صك رسمي يؤكد هجران زوجها لها واختفائه من حياتها بدون معرفتها للسبب! وإن كان هذا الصك يحررها من ذلك القيد الذي يقف حائلاً أمام تكيفها لبدء حياة مجتمعية أفضل! فالأسرة التي هجرها عائلها لا يقف أذى هذا الهجران على الزوجة فقط، بل يمتد بآثاره النفسية والأخلاقية والعاطفية على الأبناء أيضاً الذين قد يتعرضون للاستغلال والانحراف والفشل في حياتهم الدراسية لعدم وجود الرعاية الوالدية المتوازنة لهم إن الطلاق والهجران وسوء معاملة الزوجات من العنف الأسري الذي إلى الآن لم تُسن القوانين الرادعة للحد منها! وإن كان الكثير يرد عاجلاً بأننا ولله الحمد بلد يطبق الشريعة الإسلامية التي تنبذ العنف والظلم وتقوم على نصرة الضعيف والمظلوم وآياتها الكريمة وأحاديثها النبوية الشريفة تنص على الرأفة والرحمة “بالضعيفين” النساء والأطفال، لكن القضايا اليومية المؤلمة في ازدياد، ولا نرى تلك العقوبات الرادعة بحق المعنفين والمهملين والهاجرين لأسرهم! لأن كثيراً من الأطفال والنساء يواجهون صعوبات كثيرة للعيش بكرامة واستقرار داخل محيطهم الداخلي والخارجي، ومن أكثر تلك الفئات معاناة “النساء المهجورات” اللاتي بحاجة إلى التخفيف منحدّة مشاكلهن من كافة المستويات وذلك من خلال سنّ القوانين العادلة والرادعة للهجر والتغيب دون عذر من الأزواج الظالمين حتى لا تضيع حقوقها وحقوق أطفالها! لذلك من حقهن القضاء على العراقيل التي تواجههن في المحاكم خاصة وذلك للحصول على حقوقهن الشرعية، وخاصة من حيث تنفيذ الأحكام الصادرة بحق الأزواج المتهربين من النفقة أو من إلحاق الأطفال في بطاقة العائلة ومكوثهم معلقين بدون إثباتات رسمية حتى سنّ المدرسة مما يدخلهم في متاهات إثبات الهوية وهم على أرض وطنهم! هذه معاناة موجزة عن المرأة المهجورة التي إلى جانب هجران الزوج تعاني من هجران كثير من الاهتمام المحلي والإنساني بوضعها الاجتماعي وبوضع أسرتها المظلومة التي تتجسد معاناتها حتى تستلم صك الهجران لإنقاذهم من وضعهم المأساوي، وفي الوقت نفسه يعتبرونه وصمة عار بحقهم في آن واحد!!

moudy_z@hotmail.com - moudyahrani@ تويتر
http://www.facebook.com/groups/381099648591625/- @moudyzahrani
 

روح الكلمة
المرأة المهجورة؟!
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة