ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 16/11/2012 Issue 14659 14659 الجمعة 02 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

جرت العادة على أن يبحث الآباء أو الإخوان عمن يتقدم لابنتهم أو أختهم، والسؤال عنه من المقربين حوله من أقارب أو جيران أو زملاء عمل، وهناك من يلزم السلامة وأحياناً السلبية التامة عن الإجابة، سواء أكان الرجل المسؤول عنه صالحاً أم طالحاً، ويكون الاعتذار بأنه لا يعلم شيئاً «ولن يدخل في ذمته شيء». وفي المقابل هناك من لا يتورع في الثناء والمدح لمن يستحق، ومن لا يستحق، وربما أكد مدحه بقوله «لو كان عندي ابنة لزوجته إياها»، وما إن ينهي إجابته بالمقابلة الشخصية أو الاتصال الهاتفي إلا ويتبع ذلك بمكالمة لمن سئل عنه، ويقول له «لقد أثنيت عليك عندما سئلت عنك من قِبل فلان وفلان» كل ذلك وهماً منه بأنه كسب معروفاً عليه، وربما كسب إثماً على أناس آخرين بتزكية من لا يستحق التزكية.

وهناك من العقلاء وأهل الأمانة من يجيب على قدر المعرفة بأن يعدِّد ما يعرفه في الرجل من خصال حميدة، ويذكر ما يستحق أن يُذكر من العيوب، وربما كان دقيقاً في إجابته بأن يطلب من السائل تحديد ما الذي يريد أن يسأل عنه في أمور الدين والدنيا، وتكون الإجابة بكل أمانة وصدق، فلا يظلم أحداً، وهذا ما يجب أن يكون عليه حال المسلم عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «المستشار مؤتمن».

روى لي عدد من القضاة ومأذوني الأنكحة عن مآسي وقعت لفتيات وأهلهن من أزواج «منحرفين»، لا يصلون، ويرتكبون المحرمات، وحين يأتي السؤال العريض لوالد الفتاة «كيف زوجتموه بابنتكم؟» يكون الجواب «خُدعنا بقول من أثنوا عليه وامتدحوه من أهله وجيرانه وزملائه»، ولا يعلم هؤلاء أنهم مسؤولون أمام الله عن الظلم والجرم الذي وقع على هذه الفتاة.

إن من يتم استشارته في أي أمر من الأمور يجب أن يؤدي هذه الأمانة بكل تجرد وإخلاص؛ فلا غش ولا خداع ولا تورية، وهذا الأمر لا يقف عند حدود السؤال عن المتقدمين للزواج، بل في كل ما يسأل عنه الإنسان في أمر من الأمور. وكم من شخص وقع ضحية لأناس غير متورعين امتدحوا لهم سيارة أو أرضاً أو منزلاً أو بضاعة، وبعد شرائها تم اكتشاف العيوب التي كان يخفيها المستشار الذي كان يفترض فيه الأمانة، والابنة والأخت بكل تأكيد أهم من الأمور الدنيوية الأخرى حينما يتم خداع أهلها والتدليس عليهم بامتداح من يكون غير مؤهل للاقتران بالفتاة لما فيه من مثالب وعيوب توجب الخلع من الزواج؛ لذلك فعلى المسؤول دائماً مخافة الله سبحانه وتعالى، وأن يتمثل في هذه الحالة أن التي سيتم تزويجها هي ابنته أو أخته؛ فهل يرضى لها بهذا الحال؟ كما عليه أن يعلم ويدرك أن الله - سبحانه وتعالى - سوف يحاسبه عما قام به من كذب أو تضليل، ولا ننسى عكس ذلك، وهو من قد يصرف زوجاً صالحاً بالإساءة إليه، وذمه، وانتقاصه بما ليس فيه لأمر في نفسه على المسؤول عنه، فيذمه ويذكر عنه ما ليس فيه، ويكون بذلك كسب إثمين، إثم الغيبة، وإثم المرأة التي ربما صرف الرجل المناسب عنها، وكان سبباً في العدول عن طلبه.

وأخيراً، أقول لكل أب، وأذكِّره بقول الله - عز وجل - {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء} (45) سورة العنكبوت، فإذا أراد الأب أن يسأل عن حال المتقدم لابنته فليسأل أولاً عن الصلاة؛ فهي عمود الدين، وهي دليل صلاح الإنسان وإيمانه؛ لذا فإن أول ما يُسأل هو إمام المسجد، أهو يصلي مع الجماعة أم لا؟ وإذا كان الشاب من الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد فزوجوهم، ولا خوف على بناتكم وأخواتكم، إن أحبها أكرمها، وإن كان غير ذلك فلن يهينها أو يسيء إليها.. ومن يخاف الله سيكون واصلاً لأرحامه باراً بوالديه قريباً من كل خلق كريم.

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
المستشار مؤتمن
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة