ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 16/11/2012 Issue 14659 14659 الجمعة 02 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

      

في فيلم (CAST A WAY) عندما تاهت السفينة، انتهى الحال بالبطل إلى الانعزال في إحدى الجزر النائية وقد اتخذ من كرة قماشية صديقاً ومؤنساً، والعجيب أنه كان يتجادل مع الكرة كثيراً ويغضب منها!

من سنن الحياة ونواميس الكون اجتماع البشر، وتلك الاجتماعات كما قرر علماء الاجتماع، مظنة حدوث التوترات بينهم وهو نتيجة لازمة وأمر مشاهد، والمواجهة بين البشر كما يقول أحد المفكرين الغربيين: لا مفر منه بين الناس وحدوثه أكيد كما هو الموت والضرائب! وفي المقابل فإنّ لتلك الخلافات فوائد، فهي بحسب روبين شارما فرصة لنمو أكبر وتواصل شخصي أعمق!

البشر مع الصراعات:

والبشر أضراب في حال الصراعات فهناك من لا يتجرأ على مواجهة أحد، قد جعل شعاره (الأيام ستحلها)، وفات عليه أن المشكلات تزداد تأزماً والنفوس تزداد احتقاناً إذا لم تحل بمواجهة من يختلف معه!

لعمرك ما المكروه إلا انتظاره

وأعظم مما حل ما يتوقع

وهناك العدائي الشرس صاحب النفس الهجومية والعقلية المدمّرة، والذي لا يبقي ولا يذر، ولديه استعداد لأن يفعل كل شيء حتى ينتصر، وهناك من يتجاهل وجود الصراعات ويهرب منها قد شابه النعامة في الطبع، وهناك من يتحدث عن المشكلة في غير موطنها ويجاهد في غير عدوٍ، فتجد الزوجة مثلاً تتحدث مع القاصي والداني في مشكلة زوجية ولا تتحدث مع زوجها طرف المشكلة! وهناك من يستخدم أسلوباً سيئ السمعة، ألا وهو أرشفة الملفات وتسجيل النقاط، حيث يحتفظ بالمشهد ثم ينفجر في موقف لاحق!

واجه ولا تخف:

عندما تنازلك الحياة وتتحداك أحداثها وتزورك المواقف الصعبة، فلا بد أن تستجيب لهذا المواقف وتتصدّى لها في مهدها، فالصراعات كما يقال أشبه ما تكون بالمرض الخبيث اكتشافها مبكراً يسيطر عليها! والناس يهابون المواجهة ويجزعون منها ويفضلون الهروب والتجاهل لعدّة اعتبارات منها: خشية أن يفقدوا الصداقات واكتساب العداوات، أو أن يسيء الآخرون الفهم أو تزداد الأوضاع سوءاً، ومنهم من يخشى عند المواجهة من نبش الماضي وفتح ملفات قديمة سبق أن أُغلقت!

متى تواجه؟

حدد موعد ماكسويل أن لا مفر لك من مواجهة من تحب وفيما يستحق من المواقف، أما الذين لا يعنونك ولا ثمة حضور لهم في حياتك فلا تنشغل بمواجهتهم، وكذلك ليست كل المواقف والصراعات جديرة بالمواجهة فبعضها ربما تشعل المواجهة فتيله ، 50% لا يدرك وجود المشكلة ، وفي دراسة لحال البشر مع المشكلات جاءت النتائج كما يلي:

• 30% من الناس يدركها ولا يعرف يحلها

• 20% يدرك ولكن لا يريد حلها

• 80% من الحالات يمكن حلها

كيف تواجه؟

• اجعل هدفك من المواجهة إيجاد تسوية مرضية للطرفين فلا تنازل مذل ولا سيطرة مؤذية، وانقل إحساساً إيجابياً للآخر بأنه يهمك!

• حدد موعداً في مكان مناسب ووقت مناسب واجتمع بالطرف الثاني وجهاً لوجه إذا أمكن، وإذا تعذّر فلا أقل من مكالمة هاتفية لمناقشة الأمور.

• حرّر عقلك من أي فكرة سلبية أو صورة مشوّهة وما أروع الحكمة القائلة: من يصدر رأياً قبل الفهم هو بشر! ولكن من يصدر حكماً قاطعاً قبل أن يفهم فهذا هو الحمق بعينه! وهناك فارق كبير بين الفهم والمعرفة، فمن يعرف ليس بالضرورة يفهم ومن يفهم فجزماً هو يعرف!

• عندما تتحدث مع صاحبك فاشتك ولا تَلُم، أي عبّر عن شعورك بالأسف مثلاً دون أن تتهمه! موضحاً أهمية الأمر بالنسبة لك.

• أعط خصمك الفرصة للحديث والدفاع واتفقا على حل وخطة عملً

ومضة قلم:

ما يتعبك ليس ما تفعله بل ما لا تفعله!

khalid1020@gmail.com
 

فجر قريب
فن المواجهة
د.خالد بن صالح المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة