ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 19/11/2012 Issue 14662 14662 الأثنين 05 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

كرهنا أم رغبنا، وبسبب الفضائيات، فقد وجدنا أنفسنا، قبل الانتخابات الأمريكية، متسمرين أمام التلفزيونات، نتساءل عن نتائج تلك الانتخابات المحتملة، واليوم بعد انتهائها، هناك عدد من الملاحظات، والنتائج التي يحسن بنا تقييمها، لأن الولايات المتحدة مهمة بالنسبة لنا سياسياً، واقتصادياً، وفيما يلي أُلخص أهم النتائج:

1 - أبرزت الانتخابات خطأ مراكز استطلاعات الرأي، التي ركّـزت على تساوي فرص المرشحين، في حين أن فوز أوباما كان ساحقاً، وذلك يُدلل على أن تلك المراكز ما زالت تعيش في الماضي، ولم تع بعد التغيرات الديموغرافية، التي يمر بها المجتمع الأمريكي.

2 - أوباما لم يحصل إلا على 23% من أصوات البيض، ولكن العنصر النسائي، والشباب ممن هم أقل من 25 سنة، والسود، والهسبانيين (من أصول مكسيكية) كانوا كافين لنجاحه، وهذا يُؤشر أيضاً إلى تغير ديموغرافي رئيسي، خصوصاً فيما يتعلق بالجماعة الهسبانية، لأنها الأسرع نمواً عددياً، من بين جميع المجموعات الإثنية، وكل ذلك يجب أن يقلق العنصر الأبيض الأمريكي، وهو المهيمن، ومن ثم ستتغير أولويات هذا المجتمع تدريجياً، لصالح الإثنيات غير البيضاء.

3 - الحزب الجمهوري هو أكبر الخاسرين، ولكن الواقع أن خسائره قد بدأت بعد انتهاء إدارة الرئيس ريغان في عام 1988م.. فولاية بوش الأب كانت فاشلة اقتصادياً، وولاية بوش الابن ورطت أمريكا في حربين مكلفتين (أفغانستان، والعراق)، وضيّـعت الفوائض المالية التي حققتها إدارة كلينتون.. ومرشحا الحزب التاليان: (مكين، ثم رومني ضد أوباما) كلاهما ظهرا كأثرياء، بعيدين عن هموم الشارع، في ظل نسبة البطالة العالية، والركود الذي ما زال يخيّـم على الاقتصاد الأمريكي.

ولذلك أعتقد أن الحزب الجمهوري سيُواجه ثورة داخلية، لتغيير سياسة، وصورة الحزب، التي لم تعـد مستجيبة لرغبات ناخبيه.

4 - ما يُؤخذ على النظام السياسي الأمريكي، ومعه النظام الانتخابي، هو أن كلفة إدارة أي حملة انتخابية أصبحت عالية جداً، وأعني ببلايين الدولارات، بحيث أصبح على المرشح أن يطلب دعم مراكز المصالح المختلفة، مثل شركات البترول، والتبغ، والأسلحة.. ورغم أن مجلس الشيوخ قد وضع بعض القيود على التبرعات الفردية، إلا أن المحصلة النهائية، هي أنه لا فرصة لمرشح بسيط أن ينجح، دون أن يعقد صفقات مع أصحاب النفوذ.

5 - عدد اليهود في أمريكا لا يتجاوز 5% من مجموع السكان، ولكنهم يمسكون بكل مفاصل الاقتصاد، والإعلام، ولذلك هم أصبحوا صانعاً رئيساً للسياسيين في أمريكا، سواءً كانوا رؤساء، أو أعضاء مجلس الشيوخ، والنـواب.

6 - من ناحية اقتصادية، فإن إدارة أوباما قد حمّـلت الخزينة الأمريكية فاتورة اقتراض ضخمة، لكي تمضي في مشاريعها الاجتماعية، مثل التغطية الطبية، وكذلك دعم صناعة السيارات، وبرامج التيسير الكمي، وكلها مشاريع مكلفة تموّل عن طريق الاقتراض.. واليوم على الرئيس رفع الضرائب عن الطبقة الغنية، لتخفيض ذلك الديْن، ولن يكون ذلك سهلاً، بسبب معارضة الجمهوريين.

صحيح أن الرئيس في دورته الثانية، هو أقدر في اتخاذ القرارات الصعبة، من الدورة الأولى، ولكن عليه ألا يضر بفرص مرشح حزبه التالي بالفوز.

7 - من زاوية عربية، دعونا لا نحتفل بفوز أوباما لمعالجة مشاكل الشرق الأوسط، وأهمها قضية فلسطين، لأن من النتائج السلبية للربيع العربي، هو تشدد الإدارة الإسرائيلية، ورفض أي حلول، لأنها تعتقد أن دول الربيع، وأهمها مصر وسوريا، ستغرق في مشاكلها الاقتصادية، لعقود من الزمن، فلماذا تحتاج إسرائيل للتنازل؟ ومن ثم لن تضغط عليها الإدارة الأمريكية.

mandeel@siig.com.sa
 

تحليل للانتخابات الأمريكية
سليمان محمد المنديل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة