في كل منظومة إدارية (مهما اختلف نشاطها) تعتبر التراتبية الإدارية العمود الفقري للعمل.

وترتكز هذه التراتبية على تحديد المهام والصلاحيات وأخيراً المحاسبة.

وما نجده في أنديتنا (جميعها بلا استثناء) أقرب للعبث الإداري منه إلى تنظيم إداري منتِج.

فتواجد رئيس مجلس إدارة يقرر ويدفع ويحاسب ويقوم بالعمل اليومي هو أشبه بالعمل في (بسطة) ولا يمت للإدارة بأي صلة.

تواجد المدير التنفيذي الذي يعمل ضمن أُطُر استراتيجية النادي العامة وتحت مظلة ومراقبة ومحاسبة مجلس الإدارة (القوي المستقل) أمر أساسي وليست مجرد بهرجة تنظيمية.

فلنفترض ((جدلاً)) أن محدثكم (العبد الفقير لله) أصبح غداً رئيس مجلس إدارة الهلال أو النصر أو الاتحاد أو... أو... ولكي أحظى بحب الجماهير قمت بدفع 40 مليون ريال (تم جمعها من أعضاء الشرف) كمقدمات عقود لصفقات لمدة سنتين أو ثلاث تبلغ قيمتها 200 مليون ريال ثم بعد شهرين أو ثلاثة قدمت استقالتي متعذرا بظروفي الخاصة.

- هل أنا مطالب (قانونياً) بدفع الـ160 مليون ريال المتبقية؟

- من هو المتضرر الوحيد من التعثر المالي؟

- أم هل يعتبر ما قمت به خدمة للنادي؟

صاحب القرار في كيان يتكون من ملايين البشر قد يتخذ قرارات يرى فيها مصلحةً للنادي وتضمن له التفوق، ولكن مرور تلك القرارات بقنوات عدة تضمن سلامته والمقدرة المالية والفائدة المنتظرة من وراء تلك القرارات يضمن لها الخروج كخطة عمل محكمة لا تتأثر بالمفاجآت العابرة.

مجالس الإدارة يجب أن تتكون من أناس ذوي خبرة، عاشقون للكيان، ويملكون نظرة بعيدة المدى يكبحون من خلالها حماس أو حتى تهور الرئيس التنفيذي الذي يفترض أن يكون وجوده في هذا المنصب دليل على الثقة الكبيرة في إمكانياته وفي رغبته في النجاح.

خلاصة

(قال من أمرك؟....قال من منعك؟)