ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 21/11/2012 Issue 14664 14664 الاربعاء 07 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الشرق الأوسط أو ما يسميه المستعمر الأوروبي القديم بلاد ما وراء البحار وينظر إليه كحديقة خلفية لأوروبا، حتى إن إسرائيل زرعت زراعة في قلبه، الشرق الأوسط تغير اليوم عن واقعه بفضل متغيرات الخليج العربي: حرب الخليج الثانية عام 90م، احتلال الكويت وما ترتب عليه من تحرير الكويت, وحرب العراق، ولكن المتغيرات الحقيقية هي في العشر سنوات الأخيرة وتحديداً في أواخر عام 2000م، والإرهاصات الأولى فيما بعد لأحداث 11 سبتمبر، حرب أفغانستان, ثم احتلال العراق 2003م ليتحول الشرق الأوسط إلى خارطة سياسية مختلفة عن زمن الاستعمار الأوروبي.

الأمر الآخر الربيع العربي الذي نقل السيادة من الزعامات إلى الشعوب، وهذا أدى إلى قلق أوروبا وتخوفها أن ينهار جدار الشمال الإفريقي وتنهار دوله الإفريقية وأيضاً ينهار شمال غرب آسيا العربية وتنتقل الفوضى السياسية والشعبية من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

أوروبا الآن تتخوف من التصعيد الإسرائيلي على غزة في ظل الحكومات الإسلامية وحركة الشارع الإسلامي ليس في الدول العربية فقط وإنما في العالم الإسلامي، وفي أوروبا نفسها، حيث الجاليات المسلمة والتي تستجيب لحركة الشارع في الشرق الأوسط، أما الخوف الأكبر فهو من تنامي المنظمات والجماعات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها منظمة القاعدة التي تتحرك الآن في اليمن والصومال ومالي والمغرب العربي وربما في ليبيا وسوريا.

العدوان الإسرائيلي أكبر مغذي للمنظمات الإرهابية بسبب عدوانه ينميها ويضخ الدماء في عروقها ويقوي من مفاصلها.. إسرائيل مازالت تعتقد أن الشرق الأوسط هو نفسه ذلك الشرق الواهن والعاجز والذي يخضع للتهديدات وأن غزة هي نفسها غزة 2008م لكن بعض الأصوات السياسية في أوروبا تدرك حقيقة التغيرات التي حدثت في الوطن العربي وترى أن انسحاب الجيوش الأمريكية والأطلسية من أفغانستان والعراق مؤشر قوي للتغيرات التي حدثت في الشرق الأوسط، الذي أصبح شرقاً إسلامياً وجماعات تطرف, إشعال الحرائق داخله يساعد المنظمات على البقاء والنفوذ, وأن إسرائيل تزيد من وهجها.. الآن تأتي الأصوات العاقلة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لتقول إن المزيد من الحرب والتوغلات البرية والقتل العشوائي يخدم تصلب مواقف المنظمات الإرهابية والتشدد الإسلامي، وأن مشاهد القتل والتدمير الجوي يساعد على الانفلات الإسلامي، وأن أوروبا هي من سيدفع فاتورته وتحديد بريطانيا وفرنسا وألمانيا.. فهل أوروبا تترك إسرائيل مطلقة لتملي الإملاءات وتنفرد بقراراتها ومخططاتها..؟.

 

مدائن
أوروبا وتصلب إسرائيل
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة